صنعاء - عبدالعزيز الهياجم
بعد مرور نحو عام على تصدرها للتظاهرات التي أطاحت الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، عادت الناشطة توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام 2011 لتثير مجدداً أزمة داخل حزب "صالح" الذي اضطر لحذف لقب عائلتها من قائمة مؤسسي الحزب التي شملت اسم والدها ضمن 132 شخصية سياسية تاريخية.
وكان حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح منذ إنشائه في 24 أغسطس/آب 1982 قد أقام تظاهرة احتفالية كبيرة يوم أمس بمناسبة مرور 30 عاماً على تأسيس الحزب.
وتضمنت الاحتفالية تكريم 132 شخصية سياسية يمنية أسهمت في تأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي تشكل ككيان سياسي حاكم في شمال اليمن آنذاك وكان يضم تيارات سياسية يمينية ويسارية وقومية، وفي مقدمتها كتلة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الوزير السابق عبد السلام خالد كرمان والد توكل كرمان.
أثار اسم الوالد بلبلة داخل الحزب
وأثار اسم عبد السلام خالد كرمان خلافات حادة داخل قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام التي انقسمت بين مؤيد لإدراجه ضمن قائمة المؤسسين المكرمين وأخرى طالبت باستبعاده على خلفية مواقف ابنته التي برزت كناشطة حقوقية وتصدر اسمها حركة الاحتجاجات والتظاهرات التي طالبت برحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في إطار موجة ما عرف بالربيع العربي.
ووفقاً للمصادر فقد اتفق الطرفان ـ المؤيد والمعارض ـ في نهاية المطاف على إبقاء اسم الوزير السابق عبد السلام خالد ضمن قائمة الشرف لمؤسسي الحزب المكرمين مع حذف لقب عائلته "كرمان" كتعبير عن الوفاء له كأحد السياسيين الذين دعموا حكم صالح في بداياته، وفي الوقت ذاته الإشارة إلى سخط صالح على الرضا الذي أبداه كرمان لاحقاً تجاه نشاطات ابنته والتي تعد معادية للحزب ولنظام الرئيس اليمني السابق، وفق توصيف قيادات مؤتمريه.
وكان السياسي والقانوني اليمني المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عبد السلام خالد كرمان قد تولى منصب وزير الشؤون القانونية في الحكومة الائتلافية التي تشكلت في 1993 من ائتلاف أحزاب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني. كما شغل في سنوات لاحقة مسؤوليات حكومية أبرزها رئاسته لمحكمة الأموال العامة.
وفي 2001 عينه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في مجلس الشورى الذي تشكل حينها ولا يزال يشغل عضوية مجلس الشورى حتى الآن.
استبدال صفة الوزير بوالد توكل
ومنذ مطلع العام المنصرم تحول الناس من مناداته بصفته كعضو مجلس الشورى وكوزير سابق إلى الإشارة إليه باعتباره والد الناشطة الحقوقية توكل كرمان التي تم إعلان اسمها في أكتوبر/تشرين الأول 2011 كحائزة على جائزة نوبل للسلام للعام ذاته بالتقاسم مع الرئيسة الليبيرية إلين جونسون سيرليف والناشطة الليبيرية ليما، لتصبح خامس شخصية عربية وأول سيدة عربية تفوز بجائزة نوبل.
وعلى الرغم من أن الكثيرين عدوا فوزها إنجازاً غير مسبوق يسجل في مصلحة اليمن ككل إلا أنه كان لافتاً عدم تلقيها تهنئة من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في دلالة على موقف سلبي تجاه مواطنة شكلت إحدى أبرز القيادات الشبابية التي حركت الشارع ضد حكم صالح ونظامه وأدت إلى خروجه من السلطة بناء على بنود المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة اليمنية.
وفي تعليق على ذلك الإجراء تحدث لـ"العربية.نت" الإعلامي والمحلل السياسي رشاد الشرعبي قائلاً "لم يكن منطقياً حذف لقب سياسي مؤسس لمجرد الاختلاف أو عدم الرضا عن نشاط ابنته، رغم ما فعله أسامة بن لادن إلا أن القيادة السعودية لم تضايق عائلته ولم تتخذ موقفاً من أي من أفراد عائلة يحملون لقب بن لادن لمجرد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.. من غير المعقول أن تعاقب عائلة بجريرة شخص ينتمي إليها، هذا إذا افترضنا أن من الصواب أن يكنوا كل هذا العداء لناشطة حقوقية انحازت لخيارات الناس وتطلعاتهم.
رد مع اقتباس
المفضلات