إربد - محمد قديسات - استعادت اسواق وشوارع اربد وارصفتها حريتها التي انتهكت في الاسابيع الماضية، وقعت خلاله اسيرة قبضة اصحاب البسطات والعربات والباعة المتجولين الذين استباحوها بشكل لم يسبق ان شهدته من قبل.
وبدت شوارع المدينة مختلفة وهي تستعيد أوضاعها وتستقبل مرتاديها بكل ترحاب وحرية بعد الحملة الواسعة التي بدأت بتنفيذها امس بلدية اربد الكبرى بالتعاون الحاكمية الادارية وشرطة اربد، لازالة كافة اشكال ومظاهر الاعتداء عليها من قبل البسطات والعربات والباعة المتجولين.


واستندت البلدية في حملتها على تعليمات نظام مراقبة وتنظيم الباعة المتجولين والبسطات والمظلات والأكشاك ضمن حدود مناطق البلديات الذي أقره مجلس الوزراء ودخل حيز التنفيذ منذ ما يزيد على عام، وشملت الحملة مختلف الشوارع التي تنتشر فيها البسطات والباعة حيث لم يسمح لاي بسطة او عربة بالتواجد في سعة الشوارع او الارصفة وازيلت الاعتداءات جميعها.
وبحسب محافظ اربد خالد ابو زيد فان الحملة نفذت بعد اجتماع مع أصحاب البسطات و إبلاغهم بعزم الجهات المسؤولة إزالتها من شوارع المدينة كافة لافتا الى اهمية هذا الاجراء التنظيمي في ظل تنامي الشكاوى من وجود البسطات واثرها السلبي على سعة الشوارع والحركة المرورية بشكل عام.
وقال ان الحاكمية الادارية بالتنسيق مع البلدية راعت الجوانب الانسانية في الحملة من حيث عدم مصادرة البضائع او اتلافها علاوة على تدارس نقل البسطات لمواقع حددتها البلدية بعيدا عن الازمات المرورية، داعيا الى ضرورة الالتزام بهذه المواقع وعدم التجاوز على الانظمة والتعليمات كون الحملة ستستمر لضمان ديمومة تنظيم الاسواق على النحو المطلوب.
وحددت البلدية مواقع ثابتة للبسطات تشمل موقع ظهر التل أمام مبنى تربية اربد الثانية سابقا وميدان سال الكبير ودوار أبو خليل للخضار في شارع حكما وحسبة المفرق، وامتداد شارع الشهيد خلف مكاتب الأسواق وساحتين خاصتين إحداهما شرق دوار المدينة الصناعية وساحة أبو علي طلفاح بحيث تعطي اولوية استخدامها لاصحاب البسطات الحالية.
وكانت المدينة شهدت خلال شهر رمضان المبارك وبعده اعتداءات واسعة على الارصفة والشوارع التي اغلق بعضها بالكامل امام المركبات علاوة على تغطيتها بشوادر خاصة امعانا من الباعة في استباحتها والسيطرة عليها لصالح تجارتهم.
من جانبه أكد رئيس لجنة البلدية غازي الكوفحي، انه تم المباشرة بتطبيق تعليمات النظام المتعلق بالبسطات بعد أن منح أصحابها المهلة اللازمة وتحديد مواقع جديدة لهم وتم إفراغ أسواق وسط المدينة منها.
وقال انه لا يمكن التراجع عن تطبيق القرار بأي حال من الأحوال كونه سيحد من ظاهرة انتشار البسطات بصورة عشوائية واحتلالها للأرصفة وأجزاء من الشوارع بصورة مؤثرة سلباً على الحركة المرورية للمركبات والمشاة.
وأضاف أن تنظيم عمل البسطات والباعة المتجولين ضمن أسس محددة يكسب أصحاب هذه البسطات والعربات حقوقا تفرض حماية أعمالهم وتقديم الخدمات اللازمة لهم لافتا الى نظام عمل البسطات والباعة المتجولين الذي اقر من قبل مجلس الوزراء في السابق أتاح للبلدية فرض غرامات على المخالفين والتصرف بالسلع المخالفة وبيعها بالمزاد العلني.
وكان نجاح الحملة منذ يومها الاول محط تفاؤل وترحيب من المواطنين بعودة حريتهم في استخدام الطرق والارصفة بشكل مريح ودون مضايقات او ازعاجات الى جانب ابعادها الحضارية والجمالية على المنظر العام لشوارع وطرقات المدينة بالشكل الذي يليق بها كنطقة جذب تجاري لما يزيد عن المليون مواطن يؤمونها بشكل يومي من كافة ارجاء المحافظة ومحافظات الشمال.
وتبعد تاكيدات المحافظ ابو زيد ورئيس البلدية الكوفحي باستمرار الحملة وعدم التراجع عنها مخاوف وشكوك البعض من ان تكون كسابقاتها عبارة عن هبة طارئة تذهب بعد ايام وتعود الاوضاع الى المربع الاول.
وطالب مواطنون بتواجد امني دائم او شبه دائم في الاسواق والشوارع التي ازيلت منها مظاهر الاعتداء حتى لا يغري عدم وجود ذلك بالعودة اليها وغزوها مجددا، كما ظهر في بعض الحالات بعد خروج قوات الشرطة والدرك من الاسواق بعد تنفيذ الحملة في الصباح.