يعكس اعلان وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ان عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا ليلة الخميس الجمعة سجّل رقماً قياسياً منذ بدء الازمة في سوريا حجم المسؤولية الاخوية والانسانية والاخلاقية التي ينهض بها الاردن ازاء اشقائه الذين يتعرضون لمحنة اللجوء والاسباب الفظيعة التي تقف خلف اضطرار السوريين لمغادرة بلادهم بعد ان لم يعد بمقدورهم الحصول على الأمن أو لقمة العيش او حتى اسباب الحياة العادية والمتواضعة.
وإذ يقف الاردن بحزم الى جانب اخوانه السوريين رغم ما يشكله تدفق هذه الاعداد الكبيرة التي بات عليها اللاجئون السوريون بكل ما يعنيه ذلك من ضغوط اقتصادية واعباء على البنى التحتية والخدمات والمرافق العامة وخصوصاً في مسألتي المياه وتوفير الغذاء والرعاية الصحية ما يستدعي وقفة جادة ومسؤولة من المجتمع الدولي للمشاركة في تحمل هذه المسؤوليات وعدم الاكتفاء بالكلام والتصريحات التي لا تخفف من الضغوطات او تسهم في تخفيف الاعباء عن الاردن كما في تقديم المزيد من الرعاية والخدمات لاشقائنا السوريين فإن من المهم هنا ان نلحظ العبء الرئيس والاساس الذي تنهض به قواتنا المسلحة الباسلة إن لجهة استقبال اللاجئين السوريين من خلال المنافذ غير الرسمية وتأمين الحماية لهم وتقديم كافة الاحتياجات الانسانية لهم الى حين نقلهم الى اماكن تواجدهم في المخيمات بكل ما يحمله ذلك من أكلاف وتضحيات ونكران ذات واصرار على اغاثة اللاجئين وتوفير اسباب الأمن والامان لهم وهو ما عودنا عليه نشامى قواتنا المسلحة عبر التاريخ الذي يشهد لهم بالشجاعة والاقدام واغاثة الملهوف ونصرة الضعيف وتقديم كل ما يلزم من أجل سلامته ما بالك ان الحديث هنا يدور عن شعب شقيق يتعرض لعنف وقصف وأن من بين هؤلاء نسوة وشيوخاً واطفالاً تفرقت بهم السبل وهاموا على وجوههم ينشدون الأمن ويطلبون العون.
ان الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين ساعدتهم قواتنا المسلحة ووفرت لهم الحماية واسبغت عليهم الرعاية ووفرت لهم احتياجاتهم الانسانية حيث وصل عددهم وفق الارقام الرسمية ما يزيد على خمسة وخمسين الف لاجئ منذ بداية الازمة, يؤشر إلى حجم المهمة الانسانية النبيلة التي نهضت بها قواتنا المسلحة التي تواصل في الآن ذاته مهمتها العظيمة التي واصلت القيام بها منذ عقود طويلة واثبتت جدارتها وفعاليتها وجهوزيتها وشجاعتها حتى باتت مثالاً يشار إليه بالبنان في المنطقة العربية بل في العالم أجمع وهي تأمين سلامة حدود الاردن وتوفير الامن والامان للاردنيين والمقيمين والزائرين والعابرين وكل من يدخل الاردن حتى بات الأمن والاستقرار هو العنوان الابرز في أردن الخير والعطاء.
الارقام الكبيرة التي بات عليها اللجوء السوري الى الاردن يجب ان يضيء النور الأحمر لدى المجتمع الدولي, كي يشّمر عن سواعده ويبدأ حملة منسقة وجدية وسريعة لزيادة مساعداته للاردن والاسهام في تحمل بعض الاعباء التي يتحملها الاردن جراء استضافته اللاجئين السوريين بكل ما تعنيه هذه الاعداد من ضغوط آخذة في التزايد على بلدنا ومرافقنا وخدماتنا في شتى المجالات والقطاعات وهو أمر نحسب انه لم يعد موضع جدال لأن مشكلة اللاجئين اكبر واكثر اكلافاً من مجرد مساعدات موسمية او عابرة بل يجب ان تتناسب وحجم الاعداد وضخامة المسؤوليات والخدمات التي تحتاجها.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just smile
المفضلات