العربية.نت
لا تزال المصاهرة تتحكّم في العلاقات الاجتماعية بين سكان الحدود الجزائرية والمغربية، ويؤكد العديد من سكان الشريط الحدودي أن الأعياد الدينية، خصوصاً عيد الفطر، تدفع باتجاه تبادل الزيارات بين أفراد من عائلات جزائرية ومغربية تربطهم علاقات المصاهرة التي يعود بعضها إلى النصف الأول من القرن الماضي، بحسب تقرير لوكالة "نوميديا نيوز" الإخبارية.

وعلى الرغم من الحدود المغلقة بين البلدين منذ 1994، إلى أن ذلك لا يشكل عائقاً كبيراً مادامت للعائلات ذات النسب، وهي تجد دائماً سبلاً للتسلل، إما من الجزائر نحو المغرب أو العكس.

ويضطر العديد من العائلات التي لها علاقات مصاهرة مع عائلات مغربية قريبة من الحدود، سواء في آحفير، بني درار أو بني مطهر بالجنوب الغربي وبوبكر إلى التسلل نحو الجهة الأخرى من الحدود لمعايدة الأصهار والأقارب بما تفرضه العادات المشتركة لهذه العائلات.

ويتفادى سكان الحدود من العائلات التي تربطها علاقات مصاهرة، السفر جواً من وهران نحو الدار البيضاء (غرب المغرب) ثم العودة إلى وجدة، شرقاً، نظراً للتكفلة المالية الباهظة للسفر وللوقت المستهلك، كما أن انتقادات حادة توجَّه للخطوط الجزائرية التي تتهرّب من فتح خط جوي ما بين تلمسان ومدينة وجدة، وعلى الرغم من معرفة الشركة بأهمية فتح هذا الخط تجارياً وحتى للتقليل من دفع سفر هؤلاء بطرق غير قانونية، فإن فتح هذا الخط الجوي لا يزال مؤجلاً.


"رحلة العيد" بـ 3000 دينار


أما العائلات من غير سكان الحدود فتضطر إلى دفع نحو 3000 دينار عن كل شخص، يرغب في التسلل نحو التراب المغربي لمعايدة أصهاره وأقاربه هناك مع ضمان عودته، والأكيد أن العكس يحدث بالنسبة للمغاربة الذين يصاهرون عائلات جزائرية.

ويرى سكان الحدود، سواء على الجهة المغربية أو الجزائرية، أن الأمر طبيعي، كون المصاهرة وحتى القرابة ليست وليدة اليوم بالنسبة لسكان الحدود المشتركة التي تفتح بطريقة خاصة في المناسبات والأعياد الدينية، مع العلم بأن الظاهرة تنتشر بكثرة في المناطق السكنية المحاذية للشريط الفاصل بين البلدين من مرسى بن مهيدي مروراً بباب العسّة ومغنية وبني بوسعيد والعابد.

ومعلوم أن هذه الزيارات المتبادلة على الرغم من عدم قانونيتها تتسم بالحفاوة الكبيرة وإقامة الولائم العائلية.


بوتفليقة يهنئ محمد السادس


وسياسياً، بعث رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية بمناسبة احتفال بلاده بالذكرى المزدوجة لعيد ميلاده وذكرى ثورة الملك والشعب، جدد له فيها "عزمه الراسخ على مواصلة العمل معه لتمتين وشائج القربى وعلاقات الأخوة بين البلدين والشعبين".

وكتب الرئيس بوتفليقة في برقيته: "يطيب لي والمملكة المغربية تحتفل بالذكرى المزدوجة المباركة لعيد ميلادكم السعيد، وذكرى ثورة الملك والشعب، أن أعرب لكم باسم الجزائر شعباً وحكومة وأصالة عن نفسي، عن أحر التهاني وأصدق التمنيات، راجياً من الله العلي القدير أن يديم عليكم وكافة أعضاء الأسرة الملكية الشريفة موفور الصحة والسعادة ويحقق للشعب المغربي الشقيق ما يصبو إليه من تقدم ورفاه ورخاء تحت قيادتكم الرشيدة".