عمان - ثامر العوايشة -لعل أبرز ما يلحظه القاصد إلى سوق اليمانية وسط البلد هو غياب أي لوحة إرشادية تشير إلى موقع السوق أو أية لافتة تشير إليه بل مايلفت النظر لوحة مكتوب عليها البدلة ب 16 دينار.
سعر ولا بالاحلام اعتقدت للوهلة الاولى انها مستعملة ولكن لدى سؤالي لصاحب المحل خليل التلاوي عن سبب هذا السعر اجاب ان الحال واقف والناس طفرانة ومافي حد مشتري عشان هيك نزلنا الاسعار والحال ماراح يتحرك الا اذا الحكومة صرفت الرواتب قبل العيد .
ويضيف خليل ان البدلات الموجودة لديه بالمحل صناعة اردنية وذات جودة عالية ولها زباينها وتحاكي احدث الموديلات الموجودة بافخر المحلات .
تركنا خليل وتوجهنا الى داخل السوق حيث وجدنا ان السوق خالي من الزبائن الى من عدد قليل وحتى الخياطين الموجودين امام المحلات والتي كان السوق يشتهر بصوت ماكناتهم وهي تعمل وقد صمتت .
يقول عبد الرحمن عربيات شاب في مقتبل العمر هو ومجموعة من الاصدقاء وجدناهم يقلبون البضائع في السوق انه لايشتري بدلاته الى من هذا السوق حيث كان دائم التسوق مع والده الذي كان من زبائن السوق ومن وقتها وانا زبون دائم لا اشتري بدلاتي الى من هنا وذلك لرخص الاسعار وجودة البضائع المتوفرة.
يقول انس ابو رمان موظف عسكري يتميز «اليمنية» بنكهته الشعبية والبساطة حيث ما زالت محلات بيع الملابس البالة والملابس الجديدة زهيدة الثمن وتتوفر فيها الكثير من الماركات العالمية وتحديدا في موسم الشتاء حيث يشتهر السوق ببيع البالطو المعاطف الشتوية الطويلة .
خالد خليل موظف يقول انه زبون دائم للسوق منذ عشرات السنين وقد حدث تغيير كبير في السوق فقديما كان يبيع الملابس المستعملة واليوم معظم المحلات تبيع البدلات الجديدة المستوردة والمحلية الصنع باحدث المديلات ولكنه يفضل شراء البدلات الستوك ذات المنشئ الاوروبي لجودتها وخامتها الممتازة.
تاريخ عريق
يعتبر سوق اليمانية أحد أقدم الأسواق التجارية في المملكة، كما أنه يؤرخ لفصل مهم من فصول الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الأردن على مدى تسعة عقود.
ويقع سوق اليمانية في قلب العاصمة بين جسر الحمام والمسجد الحسيني الكبير أنشئ السوق على يد يمنيين هاجروا عبر الجزيرة العربية إلى بلاد الشام، ليستقر بهم المقام في عمان، وتحديدا في وسط البلد، التي أصبحت موئلا لأحد أقدم الأسواق التجارية والمعروف باسمهم «سوق اليمانية».
و الهدف الأساسي من إنشاء السوق هو توفير الملابس لمن لا يستطيعون شراءها بأسعار بسيطة، وهذا اختفى الآن بعد دخول طابع الملابس الجديدة وحتى الأجنبية ؛ إذ غاب هذا الطابع وبات زبائن السوق من من فئات اجتماعية واقتصادية وثقافية متنوعة فمنهم أصحاب الدخول المحدودة ومنهم من هو أحسن حالا، كما يجد من يبحث عن القطع الغريبة والماركات العالمية مبتغاه في هذا السوق وبأسعار زهيدة

حريق السوق
تعرض السوق لحريق كبير العام 1956 أتى على جميع دكاكينه التي كانت عبارة عن «براكيات»، فما كان من الملك الراحل الحسين بن طلال -رحمه الله- إلا أن هب للإشراف شخصيا على إطفاء الحريق ومساعدة أصحاب السوق في إعادة بنائه من جديد بشكله الحالي.

أصوات ماكنات الخاطية
يخترق السوق طريق طولي له مدخلان متقابلان حيث تصطف علىه أبواب المحلات العشرات من الخياطين ما يقارب الثمانين ماكنة خياطة المميزين بصوت ماكناتهم الذين يقومون بخياطة واصلاح الملابس مهما كان نوعها فهؤلاء الخياطون واكثرهم من الجالية المصرية لا يعجزون عن اصلاح أي قطعة ملابس. ويقومون بعشرات عمليات الخياطة مثل: توسيع وتضييق وتركيب سحابات جديدة وتقصير وتطويل وصنع جيوب والغاء جيوب واعمال الحبكة وكي الملابس.