المفرق - توفيق أبوسماقة - تنتشر في محافظة المفرق مشكلة الأدوية المتاحة في الصيدليات بدون وصفة طبية وأصبحت محل نقاش بين أهل الاختصاص من حيث فوائدها وآثارها الجانبية وتفاعلاتها الضارة وملابسات تعاطيها وتقنين استخداماتها,حيث يقدم كثيرون على تناول بعض أنواع الأدوية دون وصفة طبية معرضين حياتهم للخطر ولو على المدى الطويل.
ويقول مختصون إن هذه المشكلة تفاقمت أكثر في الاونة الأخيرة مع اتساع نطاق الأدوية المتاحة بدون وصفات كالمضادات الحيوية وعلاجات الأمراض العصبية والمزمنة وأخرى محظورة عالميا.
وقال مختصون في علم الأدوية والسمّيات الى «الرأي» إن استسهال المرضى الفقراء استخدام الأدوية بدون استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة المكلفة يترتب عليه آثار خطيرة وضعف في فاعلية العلاج فمثلا تناول مسكنات الألم وخوافض الحرارة كالأسبرين ومضادات الالتهاب شائعة الاستخدام كالبروفين والفولتارين دون وصفات طبية يزيد حموضة المعدة ما قد يؤدي لقرحة فيها وفي الأمعاء.
وبين الدكتور الصيدلاني رامي الخرما ان استخدام المضادات الحيوية يقتضي إجراء فحوصات للمريض لتحديد المضاد الحيوي الملائم والجرعة المناسبة أما استخدامها العشوائي نوعا وكما يفاقم المرض,بحسب الخرما ويحدث مقاومة ميكروبية للمضاد الحيوي المستخدم.
وأشار الخرما إلى بعد آخر يتعلق بتغذية المريض وملاءمته للعلاج, فمثلا المضاد الحيوي الشائع تتراسيكلين تتغير قدرته العلاجية إذا تناول المريض طعاما غنيا بالكالسيوم كالألبان نظرا لتفاعلهما كما يجب الأخذ بالاعتبار حالة المريض العامة من حيث إصابته بأمراض أخرى وحالة الكبد والكلى فقد يؤدي استخدام دواء لمرض معين إلى تفاقم حالة مرضية أخرى.
وحذر من أن استخدام معظم أدوية نزلات البرد التي لا تحتاج لوصفة طبيب مع تعاطي مضادات الاكتئاب قد يؤدي لارتفاع حاد بضغط الدم.
من جانب آخر، أشار أطباء إلى أن من أخطار إتاحة عقاقير الأمراض النفسية دون وصفة طبية قد يؤدي الى تفاعل الأدوية مع بعضها وتحميل الجسم جرعات زائدة خاصة المسكنات ومضادات الالتهاب والفيتامينات والمكملات إضافة إلى الإدمان على هذه الأدوية وهو الأخطر والأكثر شيوعا. وقد تؤدي محاولة المرضى علاج أنفسهم في بعض الحالات بدون الاحترازات الضرورية لاستخدام الدواء إلى صدمات أو أعراض جانبية مميتة أو إلى تفاقم الحالة المرضية.
ويطالب الأطباء والخبراء بضرورة إنهاء الفوضى الدوائية من خلال إصدار القوانين التي تفرض تحديد الوصفة الطبية للجرعات ومدة الاستخدام والكمية الإجمالية وتشديد الرقابة الرسمية والجرد الدوري للصيدليات.
من جانبه، قال مدير صحة المفرق الدكتور ضيف الله الحسبان,إن صرف الادوية من قبل الصيادلة للمراجعين هو امر مرفوض جملة وتفصيلا,مشيرا الى ان في المفرق ما يقارب (32)صيدلية اهلية عاملة.
وأكد الحسبان على أن الكوادر التفتيشية في مديرية صحة المفرق تواصل قيامها بجولات تفتيشية على الصيدليات المختلفة في المحافظة والتأكد من عدم صرف أدوية بشكل عشوائي للمواطنين بشكل يخالف القانون والأنظمة المعمول بها في هذا الاتجاه.
ولفت الحسبان الى أنه في حال تم ضبط صيدليات مخالفة للتعليمات الواردة لها من المديرية والجهات ذات العلاقة فإنه سيتم إحالتها الى مجلس تأديبي ليأخذ القانون مجراه لتصل العقوبة الى حد السجن واغلاق الصيدلية.
وفي معاينة الى «الرأي» لعدد من صيدليات محافظة المفرق اثر شكاوى من مواطنين وتحذيرات من مختصين من فوضى اليات عمل كثير من الصيدليات الذي يهدد الأمان الدوائي في الصيدليات الاهلية وذلك لأن صرف الدواء بدون وصفة للأدوية,مخالف للقانون والانظمة الصحية كما يقول الدكتور الحسبان,فقد لوحظ ان عدد كبير منها لا يكتف باعطاء العلاج الى طالبية بدون وصفة طبية في مشهد اقرب ما يكون الى «مول» او ربما «ميني ماركت».. الا ان الصيدلي يقوم أيضا بحقن المراجع بالأبر بمجرد طلب المريض منه دون تقديم وصفة طبية معتمدة من طبيب مختص.
وفي هذا يرفض الدكتور الحسبان هذه الاليات التي يتبعها بعض الصيادلة في المفرق واصفا اياها ب « المخطئة»,لانها تعرض حياة المواطنين الى الخطر,لافتا الى أن ورود أي شكوى من المواطنين سيتم التعامل معها وفق ما يقتضيه القانون.
ودعا الحسبان المواطنين الى الوعي والتنبه لما يترتب على تجاوزهم الطبيب المختص سواء اكان عام أم خاص بذهابهم الى الصيدلية مباشرة دون استشارته مسبقا.