صنعاء - عبد العزيز الهياجم
أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مرسومين رئاسيين بتشكيل قوة الحماية الرئاسية وإعادة انتشار ألوية عسكرية في مناطق عدة في خطوة اعتبرها مراقبون شروعا في إعادة هيكلة الجيش اليمني وتفكيك لمراكز القوى العسكرية.

والمتمثلة بالحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس السابق العميد احمد علي عبد الله صالح، والفرقة الأولى مدرع التي تدين بالولاء للواء علي محسن صالح الذي انشق عن صالح إبان حركة الاحتجاجات الشعبية التي شهدها اليمن العام المنصرم.

وفي هذا السياق أصدر الرئيس هادي قرارا جمهوريا بتشكيل قوة الحماية الرئاسية مكونة من أربعة ألوية بينها ثلاثة تابعة للحرس الجمهوري هي اللواء 1 حرس خاص واللواء 2 حماية واللواء 3 مدرع من الحرس الجمهوري إضافة إلى لواء تابع للفرقة الأولى مدرع هو اللواء 314 درع.

ووفقا للقرار سوف تتبع هذه الألوية عملياتيا رئاسة الجمهورية وتتمتع باستقلالية مالية وإدارية وتفصل جميع ممتلكاتها من الأسلحة والعتاد والعهد عن حساب الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري.

كما أصدر الرئيس هادي مرسوما جمهوريا قضى بإلحاق أربعة ألوية من الفرقة الأولى مدرع وأربعة ألوية من الحرس الجمهوري بقيادة المنطقتين العسكريتين الجنوبية والوسطى.

وفي غضون ذلك أعلن قائد الفرقة الأولى مدرع قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء علي محسن صالح تأييده لقرارات الرئيس هادي واستعداده الكامل لتنفيذ أي قرارات تصدر عن الرئيس هادي.

اللواء محسن الذي يوصف بالرجل العسكري القوي وكان قد أعلن في مارس/آذار 2011 انشقاقه عن صالح وانضمامه للثورة الشبابية قال في بيان أصدره مكتبه الإعلامي.

"إننا نؤيد مثل هذه القرارات الوطنية الشجاعة التي تخدم الوطن وتعيد اللحمة للوحدات والمناطق العسكرية وتحقق الانضباط وتهيئ الظروف المناسبة لإعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة بما يخدم مصلحة الوطن وفق رؤية وطنية علمية على غرار التشكيلات العسكرية الحديثة في البلدان الأخرى، وما يتفق ومتطلبات الدفاع عن الوطن والذود عن سيادته جيشاً وطنياً ولائه لله والوطن والثورة والوحدة لا لأشخاص أو أسرة".
إعادة صياغة
وفي تعليق لـ"العربية.نت" حول تلك القرارات وأهميتها قال الباحث في الدراسات الاستراتيجية خالد مدهش: هي محاولة من الرئيس هادي لصياغة عناصر قوة خاصة به في الوقت الذي يفتت قوة الطرفين لمصلحته.

ومن المهم أن يكون قويا على أية حال، كما أن إعادة توزيع ألوية على المناطق العسكرية خصوصا الجنوبية والوسطى هي خطوة ذكية لتعزيز قدرة الدولة في مواجهة القاعدة وهذا الأمر يرضي رعاة المبادرة الخليجية من ناحية ويخفف من ضغوطها عليه في العاصمة صنعاء.

وتابع بالقول: إجمالا فإن هذه الخطوة المتمثلة بتشكيل قوة حماية رئاسية وإعادة انتشار ألوية من الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع تأتي مكملة لخطوات سابقة بتفكيك مراكز القوى العسكرية.

والتي كان بدأها في أبريل/نيسان الماضي عندما أقال الأخ غير الشقيق لصالح من قيادة القوات الجوية وعزل ابن شقيق صالح من قيادة الحرس الخاص وكذلك عزل قيادات عسكرية من الموالين للرئيس اليمني السابق أبرزهم قائد المنطقة العسكرية الجنوبية.