عمان - هلا العدوان - دعا وزير الخارجية ناصر جودة المجتمع الدولي الى تحمل التداعيات الانسانية للازمة في سوريا والوقوف الى جانب الاردن لتجاوز اثار وتداعيات تلك الازمة وايجاد حل سياسي للخروج منها.
ونبه الى اهمية وقف نزيف الدم في سوريا واهمية ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه تداعيات استمرار هذه الازمة على دول المنطقة وتحديدا الاردن.
واكد جودة خلال مؤتمر صحفي امس مع نظيره الاسترالي بوب كار في وزارة الخارجية عقب مباحثات مشتركة بينهما عمق العلاقات التاريخية والمتميزة التي تربط البلدين والحرص المشترك للحفاظ عليها والبناء على ما تم انجازه.
ولفت الى اهمية زيارة الوزير الاسترالي التي تاتي في اطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين حيال مختلف قضايا المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال جودة «يوجد تعاون وثيق ومستمر بين الاردن واستراليا وتطابق في وجهات النظر فيما يتعلق بعملية السلام وقضايا المنطقة والقضايا الدولية وكانت هذه القضايا محور لقائنا امس حيث بحثنا تطورات الوضع في سوريا واهمية ايجاد حل سلمي وسياسي للازمة هناك ووقف نزيف الدم واهمية ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه تداعيات استمرار هذه الازمة على دول المنطقة وتحديدا الاردن».
واطلع جودة الوزير الاسترالي على الجهود الاردنية والخدمات التي يقدمها الاردن بتوجيهات من جلالة الملك للاشقاء السوريين سواء خدمات تعليمية او صحية او بنية تحتية واخرها افتتاح مخيم الزعتري في المفرق والذي يتسع لاكثر من 120 الف شخص عند الضرورة على الرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاردن حيث يتواجد الان على الاراضي الاردنية اكثر من 145 الف سوري تقدم لهم الخدمات ونامل ان يعود الاستقرار الى سوريا ويعودوا الى بلادهم قريبا.
وتطرقت المباحثات الى عملية السلام وضرورة تضافر جهود الجهات والاطراف ذات العلاقة لدفعها وصولا الى الهدف المنشود المتمثل بتجسيد حل الدولتين حيث اكد جودة في هذا الصدد توجيهات جلالة الملك بضرورة ابقاء التركيز على القضية الاساس وجوهر الصراع في المنطقة وهي القضية الفلسطينية.
واشار جودة الى انه اطلع نظيره الاسترالي على مسيرة الاصلاح في الاردن ورؤية جلالة الملك في ترسيخ مفهوم الاصلاح والتطوير الامر الذي استبق ما تمر به المنطقة من تطورات واحدات.
وعبر جودة عن تقديره لاستراليا على المساعدات والدعم الذي تقدمه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) واستمرارها بتقديم هذا الدعم.
بدوره اشاد وزير الخارجية الاسترالي بوب كار بدور الاردن في المنطقة وما تتطلع له بلاده من اقامة علاقات متينة وقوية مع الاردن الذي يعد أنموذجا للتسامح والتعايش، مؤكدا خصوصية ومتانة العلاقات التي تربط البلدين في مختلف الميادين.
واشاد برؤية الملك عبدالله الثاني الشمولية والاصلاحية ودعم الاصلاحات اضافة الى الحوار بين الثقافات.
وعبر عن تقدير بلاده ودعمها المتواصل للاردن في استضافة السوريين الذين لجأوا اليه بالرغم من العبء الكبير الذي يعكسه ذلك على البنية التحتية في الاردن والضغط الهائل على قطاعات الصحة والتعليم والمياه والطاقة.
وناشد المجتمع الدولي مساعدة الاردن في هذا الاطار مؤكدا ان بلاده قد دعمت وستدعم الاردن في هذا المجال الانساني.
وعبّر عن قناعته بضرورة ان يتحمل العالم العبء الذي يعيشه الاردن جرّاء استضافته لآلاف اللاجئين، داعيا العالم الى عدم تجاهل الازمة في سوريا ونحن مع وقف الصراع ونبذ العنف وايجاد حل سريع.
وفيما يخص الصراع العربي الاسرائيلي اشار الى مساعي الاردن في ايجاد حل للصراع واقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وردا على سؤال يتعلق بالاشتباكات التي حدثت اول امس على الحدود الاردنية السورية أكد جودة انه فيما يتعلق بالمناوشات التي تشهدها هذه الحدود الاردنية انها احداث مستمرة، مبينا ان متابعتها يدخل ضمن واجب القوات المسلحة بتأمين حماية الحدود.
ولفت جودة الى ان دور القوات المسلحة تطور مؤخرا، واصبحت تقوم بدور ثان
يدخل في الاطار الانساني من خلال توفير الحماية للاجئين السوريين، ذلك ان الحدود تشهد يوميا دخول المئات منهم تصل في ايام ما بين (1500) الى (2000) لاجئ عبر الشيك، اي بطريقة غير شرعية، اما طلبا للجوء او الغذاء والدواء واحيانا طلبا للعناية الطبية، وهذا ما توفره القوات المسلحة للاجئين.
وبين جودة انه في حال حدوث اطلاق نار على الحدود، يكون السبب لحماية اللاجئين والحدود، وهي من صميم مهام القوات المسلحة بتوفير الحماية الانسانية لمن يطلب اللجوء، الى جانب حماية الحدود وامن البلاد.
وحول زيارة وزير الدفاع الامريكي للمنطقة بين جودة انها زيارة تاتي في اطار جولة للمنطقة، وهي ليست الاولى له او لاي مسؤول امريكي، وهي مبرمجة منذ مدة والمباحثات التي سيجريها ستتناول مختلف القضايا والمستجدات بشكل عام، لافتا الى وجود تعاون عسكري مع اميركا منذ عقود وعلاقتنا استراتيجية ووطيدة معها.
من جانبه، اكد وزير الخارجية الاسترالي ضرورة الالتزام بتنفيذ وقف اطلاق النار، وخطة المبعوث الاممي كوفي عنان، وضرورة اللجوء للحوار السياسي ووقف العنف.
وحذر من العبء الذي يتحمله الاردن، فالوضع سيء نتيجة لما يتحمله نتيجة للازمة السورية، داعيا العالم الى الانتباه للضغط الذي يتعرض له الاردن في مجالات مختلفة منها التعليم وندرة المياه والصحة والغذاء، وكلها تداعيات الازمة السورية.