الرباط - عادل الزبيري
في الذكرى الثالثة عشرة لوصوله للحكم في المغرب، قدم العاهل المغربي محمد السادس، حصيلة للملفات الكبيرة التي دخلت خانة الإصلاحات في المغرب، ليدعو الحكومة إلى الاستمرار في سير الإصلاحات ويوجهها للتعامل مع تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية التي تؤثر بشكل سلبي منذ العام 2008 في الاقتصاد المغربي.

وفي خطاب عيد الجلوس، صنعت الملفات الدولية، العناوين الكبرى، وفق المراقبين، ففي نزاع الصحراء، أكد العاهل المغربي محمد السادس عزم الرباط الاستمرار في الانخراط بحسن نية، في مفاوضات نزاع الصحراء، لإيجاد حل نهائي على أساس المقترح المغربي لمنح الحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت السيادة المغربية، وهو المقترح الذي يشهد المجتمع الدولي على جديته ومصداقيته، وفق العاهل المغربي.

وشدد العاهل المغربي في خطابه الذي بثه التلفزيون الحكومي، بعد ظهر الاثنين، عزم الرباط التصدي بكل حزم لأي محاولة للنيل من مصالح المملكة العليا، أو للإخلال بالمعايير الجوهرية للمفاوضات حول نزاع الصحراء، رابطاً استمرار مسلسل المفاوضات بمواصلة الحكومة المغربية للتنمية الاجتماعية في منطقة المحافظات الصحراوية.

ودعا العاهل المغربي إلى انبثاق نظام مغاربي جديد، لتجاوز حالة التفرقة القائمة في المنطقة المغاربية، والتصدي لضعف المبادلات التجارية، من بوابة الاستفادة من التحولات الكبرى التي تشهدها منطقة المغرب العربي، وما تتيحه من فرصة تاريخية، وذلك للإقدام على الانتقال بالاتحاد المغاربي من الجمود إلى حركية تضمن تنمية مستدامة ومتكاملة، في استجابة للتطلعات الملحة والمشروعة لشعوب المنطقة المغاربية، يشدد العاهل المغربي.

ونوه الملك محمد السادس بالقرارات التي تم اتخاذها لتجسيد الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي. مؤكداً التزام الرباط تعميق علاقات المملكة مع هذه الدول مع تعزيزها في كل القطاعات.
حتمية قيام دولة فلسطين
وفي الملف الفلسطيني، وبحكم ترؤس العاهل المغربي لجنة القدس، دعا الملك محمد السادس إلى عدم تناسي القضية الفلسطينية، في سياق التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية، مطالباً المجتمع الدولي بإعادة النظر في طريقة التعاطي مع الملف الفلسطيني، مع تذكيره بحتمية قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة، داخل حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي ملف العلاقات المغربية-الإسبانية، التزم العاهل المغربي تسهيل إتاحة الفرص. لتوفير ظروف اقتصادية جديدة وملائمة لخلق ثروات مشتركة بين الرباط ومدريد. وهو ما وجه الحكومة لتعمل عليه، في تجسيد لعمق التضامن الفعلي بين الجارين المتوسطيين.

ولم يكن الوضع في الصحراء الكبرى الإفريقية، غائباً عن خطاب العاهل المغربي، لعيد الجلوس الثالث عشر، ليدعو الملك محمد السادس، المجتمع الدولي إلى الاهتمام العاجل حيال الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، لمواجهة المخاطر العديدة. التي تشكل تهديداً للوحدة الترابية والوطنية للدول.