الرباط - حسن الأشرف
انطلق العديد من الشباب المغربي من موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ليجسدوا أفكارهم، التي طرحوها في العالم الافتراضي، إلى واقع حقيقي من خلال مبادرات رمضانية ترمي إلى إدخال البسمة والسرور على نزلاء مراكز المسنين واليتامى ورواد السجون أيضاً.

وتنشط فعاليات شبابية عديدة بالمغرب في إطلاق مبادرات التكافل الاجتماعي مع الفئات الهشة والمحرومة خلال شهر رمضان، كالمسنين والمرضى والأرامل واليتامى، كما تزداد حملات الإحسان التي تعتمد على الإمكانات الذاتية للشباب في الشهر الفضيل.


حملات التكافل


وأقامت جمعية "مغاربة ونفتخر"، التي تعد أول جمعية تتأسس انطلاقاً من أكبر صفحة مغربية على موقع "فايسبوك"، حفل إفطار تضمن العديد من الأنشطة والمبادرات، وذلك في أول أيام رمضان الحالي لفائدة نزلاء دار المسنين في "عين الشق" بمدينة الدار البيضاء.

واشتملت مبادرة "مغاربة ونفتخر"، التي يرأسها الناشط الشبابي شعيب الشبيلي، على جلسات عائلية يتجاذب فيها الشباب أطراف أحاديث ممتعة مع العجزة رجالاً ونساء، بهدف ربط الصلة بينهم وبين العالم الخارجي خارج هذه المراكز.

ونظم شباب "مغاربة ونفتخر" مائدة إفطار كبيرة وحفلاً فنياً دينياً، حضرهما المسنون في أجواء تحفها مشاعر الود والتكافل الإنساني، ووشائج العطف والرحمة والتآلف بين نزلاء مركز العجزة وبين الزوار الشباب الذين حاولوا ملأ الفراغ الذي كان يشعر به المسنون بسبب تخلي أبنائهم عنهم.

ومن جهتهم، قام شباب جمعية "فاعل خير"، التي أطلقها مغني الراب الشيخ سار، بالعديد من الحملات التضامنية والخيرية في رمضان الحالي، من قبيل حملة تنظيف المساجد، ويقبل الشباب على إطلاق مشاريع جديدة في جميع أنحاء البلاد، ومن ذلك تنظيم فطور مع المرضى في المستشفيات ودور الأيتام، وجمع ملابس العيد.


الشباب وقود الخير


وقال شعيب الشبيلي، مدير "مغاربة ونفتخر"، في تصريحات لـ"العربية.نت" إن الشباب هم أهم المقومات البشرية للمجتمع المغربي عبر التاريخ، مضيفاً أن ثقافة الجماعة فرضت أن تجتمع الأفكار الخيرية لطاقات الشباب التي تدشن على أرض الواقع.

وبخصوص أنشطة شباب الجمعية في رمضان، ومن بينها مبادرة إزاء مركز المسنين بالدار البيضاء، أفاد الشبيلي بأن لا أحد يرضى بوجود مثل هذه المراكز، لأن المسلمين عامة لا يليق بهم أن يصلوا إلى هذا المستوى من اللاإنسانية.

وأردف مدير أكبر صفحة مغربية على فايسبوك بأن الإسلام دين يحث على التآزر والتآخي والتكافل، مشيراً إلى أن الدعم المعنوي هو أغلى ما تحتاجه مثل هذه الفئات الاجتماعية الهشة والمحرومة، وذلك لتعويض ما نقص لديهم من حنان وعطف ورعاية.

وبالنسبة للشيخ سار، صاحب مبادرة "فاعل خير"، فإن شباب الجمعية انطلقوا أساساً من صفحات موقع "فايسبوك" التي تعارفوا من خلالها، فنضجت الأفكار والاقتراحات المتبادلة التي تصب كلها في كيفية إقامة وتنظيم مبادرات التضامن والتعاون لفائدة المجتمع.

واستطرد الشيخ سار بأن حملة "فاعل خير" انطلقت قبل أسابيع عبر نداءات موجهة إلى الفتيات من أجل التزام العفة، لكنها تطورت في شهر رمضان الحالي لتشمل حملة واسعة لتنظيف بيوت الله، وأيضاً القيام بزيارات إلى مراكز المرضى والأرامل والعجزة لمواساتهم ومد يد العون لهم.