عمّان- صلاح العبّادي-تمكنت الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب من تدريب نحو 17050 شاباً على مهن مختلفة خلال خمس سنوات مضت من تأسيسها.
والشركة جاء تأسيسها ضمن توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني إلى القوات المسلحة، لتنفيذ مشروع استخدام مدنيين في القوات المسلحة، للعمل في قطاع الانشاءات بالتنسيق مع وزارة العمل ومؤسسات القطاع الخاص، من اجل تسليح الشباب في مختلف المحافظات بالمهارات والقدرات اللازمة للعمل والعطاء وزيادة الانتاج.
وحققت الشركة عبر مسيرتها التي انطلقت في نهايات عام 2007 وتحت شعار « معاً نصنع المستقبل « تجربة ريادية ناجحة إذ استطاعت تدريب عمالة محلية مؤهلة ومدربة مهنياً ، وتشير مؤشرات الانجاز للشركة منذ تأسيسها ولغاية الاول من ايار من العام الجاري إلى أنه تم تدريب (17050) شاباً تدريبا عسكريا ومهنيا ، وان (15134) متدربا تم تشغيلهم في مؤسسات القطاع الخاص وأن عدد الخريجين بلغ (12420) وهناك أعداد كبيرة ممن هم تحت التدريب وينتظر تخرجهم.
وقد بينت الدراسات التتبعية للخريجين أن ما نسبته (71%) من أعداد الخريجين قد انخرطوا في سوق العمل للمساهمة في تخفيض البطالة والحد من الفقر ونسب الإعالة في محافظات المملكة بعدد يقدر بـ (5462) متدرباً عدا عن الأعمال الريادية التي ينفذها خريجو الشركة أو الذين قد عملوا عن طريقهم الخاص ، وبنسبة نجاح كلية تصل إلى (87%) ، ولإحلال العمالة المحلية تدريجياً محل العمالة الوافدة ، وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى.
وإسهمت الشركة في تحقيق جملة الأهداف الوطنية في تخفيض نسب البطالة ومكافحة الفقر ودعم الاقتصاد الوطني من خلال المساهمة في دعم الناتج المحلي الإجمالي برفد الاقتصاد بالكفاءات والمهارات من القوى العاملة المحلية وإحلالها تدريجياً عوضاً عن العمالة الوافدة وتوفير تحويلات العمالة الوافدة من العملة الصعبة ، والإسهام أيضا في التطوير التنموي الشامل من خلال تنمية المحافظات وتأهيل الشباب بها ، وتحقيق الأمن الاجتماعي بتوفيرالحياة الكريمة لهؤلاء الشباب وأسرهم ، ومقاومة العنف المجتمعي والانحراف وارتكاب الجريمة لدى الفئة المستهدفة وهي الفئة التي تعد أكثر فئات المجتمع استعداداً للعنف والانحراف والجريمة.
وتعد الشركة إحدى أهم أذرع الحكومة في مجال تدريب الشباب الأردني لتأهيلهم كقوى عاملة مسلحة بالمهارات والقدرات اللازمة للعمل والعطاء وزيادة الإنتاج بعد إكسابها المهارات الفنية حسب المقاييس الدولية ووفق رؤية ملكية هادفة إلى رفد الاقتصاد الوطني بالكوادر المهنية المحترفة.
واستندت الخطة الإستراتيجية التي اعتمدتها الشركة لتشغيل وتدريب (30.000) مستخدم حتى عام 2015 نهجاً تنفيذياً فاعلاً في الوصول إلى هذا الهدف الرئيس وذلك بإجراء دراسات لواقع سوق العمل المحلي والوصول إلى أسلوب عملي يلبي احتياجات صاحب العمل والعامل ، ويساهم في تحقيق رؤية الشركة وفلسفة رسالتها ، وتوفير كل أسباب النجاح لهذا المشروع ، وقد بدأت برنامجها في قطاع الإنشاءات كمرحلة أولى على أن تتبعها قطاعات الاقتصاد الأخرى كالتعدين والخدمات والزراعة بما يكفل دفع النمو الاقتصادي الوطني الأردني بصورة متسارعة ومتوازنة ، وتدعيم الاستقرار والأمن الاجتماعي.
واسهمت القوات المسلحة الأردنية بجهود كبيرة في تحقيق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وترجمة وتنفيذ هذا المشروع الوطني بعد استكمال وانجاز كافة الخطط والبرامج التفصيلية لكافة مراحل التشغيل والتدريب للمشروع، ويتم العمل في الشركة بإدارة كاملة من الكوادر العسكرية والمدنيين ، وبرئاسة لجنة توجيهية عليا يرأسها رئيس الوزراء ، ومجلس إدارة برئاسة وزير العمل وأعضاء من القوات المسلحة والقطاعين العام والخاص.
ويأتي على سلم أهداف الشركة إلى جانب التدريب والتأهيل بناء اتجاهات سلوكية منضبطة، وترسيخ الانتماء والولاء الذي يكفل للشباب الابتعاد عن الجريمة والمخدرات وأسباب الفساد ، وذلك من خلال توجيه الشباب نحو العمل واستغلال القدرات والإمكانات لديهم ، وتوجيه طاقاتهم فيما يعود بالنفع عليهم وأسرهم وعلى الوطن برفع سوية عطائهم وعملهم المهني ، وتطوير أسس التدريب المهني وطنياً حسب المعايير الدولية.
وقد وقعت إدارة الشركة اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم مع عدد من الوزارات والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والمراكز المتخصصة في تدريب وتأهيل الكوادر البشرية.
يشار إلى أن الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب هي ثمرة لنهج المتابعة الميدانية التي كرسها جلالة الملك عبدالله الثاني في المشهد الأردني، وهي رؤية سامية تأتي على طريق النهوض والتطور وخدمة الوطن ومواطينه ، تؤكدها حقيقة النجاحات التي تظهرها مؤشرات الأداء ونتائج الانجاز في الشركة ، وهي تواصل مشوارها في التدريب والتحديث والعمل المستمر على طريق صناعة المستقبل الأفضل لشباب هذا الوطن ، والمساهمة في التنمية الوطنية الشاملة ترجمةً للرؤى الملكية السامية.