عمان - حيدر القماز - أدى تزامُن شهر رمضان مع صيف حار قائظ ,الى ارتفاع الطلب على أجهزة التكييف المنزلي ,ما يلقي بأعباء جديدة على فاتورة الطاقة ,التي تصل الى 4,5 مليار دولار سنويا.
وشهدت شركات ومحال التكييف والتبريد في المملكة نشاطا تجاريا ملحوظا ما يؤشر ايضا الى ارتفاع فاتورة الاستهلاك المنزلي للشهور القادمة.
ويقول محمد عدنان أنه لم يعد يحتمل قضاء يومه في البيت دون المكيف الذي يعتبره من الأساسيات خصوصا مع موجة درجات الحرارة في شهر رمضان المبارك.



ويضيف محمد ( 30عاما ) موظف قطاع خاص -ويتقاضى 800 دينار راتبا شهريا, أن معدل استهلاكه من الوقود ارتفع خلال الأسابيع الماضية بسبب تشغيل المكيف في سيارته لفترات طويلة خلال تنقله من وإلى عمله وخاصة مع أزمة السير التي تشهدها الطرق في عمان وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.
ويتوجس محمد من فاتورة الكهرباء للشهر القادم ,بعد ان اشترى مكيفين لمنزله ,ويقول انه «بين نارين» فأما نار الفاتورة أو الموجة الحارة ..!
ويبين محمد انه وبالرغم من ارتفاع قيمة ما ينفقه على مادة البنزين خلال الفترة الماضية بنحو 40 دينارا شهريا, الأمر الذي أدى إلى تآكل جزء من راتبه ما دعاه إلى إعادة النظر في مصروفه, وتوجسه من الفواتير والاستهلاك.
وبلغت قيمة مستوردات المملكة من المكيّفات الكهربائية المنزلية وأجهزة التبريد والتكييف خلال الربع الأول من العام الجاري نحو 1ر5 مليون دينار فيما بلغ المعدل الشهري لفاتورة المستوردات من أجهزة التبريد المنزلية للأشهر اللاحقة لها حوالي 2 مليون دينار شهريا كما وسجلت الكلفة ذاتها مع نهاية العام الماضي ارتفاعا لافتا لتبلغ نحو 7ر31 مليون دينار مقابل نحو 24 مليون دينار ومقابل نحو 1ر20 مليون دينار بنهاية عامي 2009 و 2010 وسجلت ارتفاعا بنسبة 32% وبنسبة 57% لكل منها على التوالي .
ويقول جمال سعيد -رب أسرة مكونة من 5 أطفال - أن مصاريفه من الكهرباء ارتفعت خلال الشهر الماضي في ظل تشغيل المكيف طوال النهار بسبب موجة الحر التي شهدتها المملكة وما زالت, إضافة إلى ما يدفعه من مصاريف تعبئة الغاز و صيانة للمكيف ما ادى الى خفض قدرته الشرائية الأمر الذي دعاه إلى إعادة النظر في سلوكيات استخدام الطاقة .
ويقول فني التكييف والتبريد عامر الخطيب, أنه يتلقى عددا كبيرا من المكالمات يوميا من الزبائن لصيانة أجهزة التكييف المنزلية، وخاصة خلال الفترة الحالية التي ترتفع فيها درجات الحرارة, ويبين عامر ان أكثر مشاكل المكيفات هي تعبئة الغاز, مرجحا فقدان الغازفي اجهزة كثيرة بسبب تركها تعمل لساعات طويلة في اليوم مما يتسبب بضعف قوة التبريد للجهاز.
ويؤكد عامر، انتعاش سوق المكيفات خلال الفترة الماضية بالإضافة إلى انتعاش سوق فنيي التكييف والتبريد وخصوصا مع دخول شهر رمضان المبارك وارتفاع درجات الحرارة .
ويقول» في الأسبوع الماضي كنت أعمل لأكثر من 13 ساعة متواصلة اتنقل خلالها بين المنازل والورشة، وهذه الفترة تعد موسماً سنوياً لتحقيق ربح جيد من اعطال المكيفات وصيانتها»
ويعاني قطاع توليد الطاقة الكهربائية منذ بداية العام الحالي من تراجع في كميات الغاز الطبيعي المصري, حيث لم تتجاوز كميات الغاز المستلمة 10 بالمئة, خلال العام الماضي من الكميات المتفق عليها.
ويشار إلى أن الأردن من أعلى النسب عالميا في زيادة الطلب على الطاقة, إذ يبلغ 5 بالمئة, بقطاع النفط و 7 بالمئة, للكهرباء,اما محطات توليد الطاقة في المملكة فتعتمد بشكل كامل على الوقود في إنتاج الطاقة الكهربائية, حيث تستخدم هذه المحطات حاليا ما يقارب 5 ألاف طن من الوقود الثقيل و 6 ألاف طن من الديزل يوميا.
وقد عملت شركة الكهرباء الأردنية بطلب من شركة الكهرباء الوطنية على اطفاءات مبرمجة خلال الأسابيع الماضية شملت حوالي 15 حيا في مختلف أنحاء العاصمة عمان لاستيعاب الأحمال الكهربائية التي فاقت الاستطاعة التوليدية.