عمان - بترا - مندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني رعى سمو الامير علي بن نايف اليوم الجمعة المجلس العلمي الهاشمي الاول لهذا العام بعنوان " تطوير اساليب الدعوة والخطاب الاسلامي" الذي دأبت على عقده وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في شهر رمضان المبارك من كل عام في مسجد الشهيد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين طيب الله ثراه بحضور نخبة من العلماء والمفكرين والدعاة المسلمين واساتذة الشريعة الاسلامية من الاردن والدول العربية الشقيقة.
وشارك في اعمال المجلس من العراق الشقيق الاستاذ الدكتور بشار معروف العبيدي ومن الشقيقة مصر الداعية الاسلامي محمد هداية ومن استاذ العلوم والتفسير في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية الاردن الدكتور احمد نوفل.
وتحدث في بداية اعمال المجلس الدكتور محمد هداية حيث بين ان الدين الاسلامي هو دين تطوير في اطار الثوابت الشرعية وقد عرض الاجتهاد والتطوير على مر العصور الاسلامية وان الله يبعث على رأس كل مئة عام من يجدد الدين الاسلامي، كما تحدث الدكتور هداية عن حقيقة الدعوة التي جاء بها الرسل عليهم الصلاة والسلام وكذلك الخطاب الاسلامي ومفهوم التجديد .
وقال ان المعجم اللغوي وضع لضبط اللغة وعلى اهل اللغة البحث عن مضامين الكلمات، كما ان الدعوة عند الغالبية من مؤلفي المعاجم الحث على فهم دين الله مبينا الدعوة الى التوحيد تختلف عن الدعوة الى شرح الحديث .
وقال ان الدعوة هي عرض لدين الله بمنتهى الحكمة والوعي من الداعية ومن كل من يدعى لهذا الدين مبينا ان ما يؤكد هذا في خطاب تكليف الله للرسول قال تعالى " ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" .
وقال ان الحكمة في الآية الكريمة هي مدعاة التطوير والتجديد الى ما شاء الله حيث ان الدين الاسلامي يصلح لكل زمان ومكان مؤكدا ان الدين لا يقف عند العصر الاول او العصور التي تليه والتجديد سنة مؤكدة في الدين الاسلامي كما ان التعليم في مناحي الحياة يتغير لذلك على الداعية ان يواكب كل جديد في عصره مبينا ان التطور سنة يجب ان ينتهجها كل فرد مسلم لان المسلم مأمور بالتبليغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولو بآية والتي تعني الآيات القرآنية والاحاديث او الكلمة او القول او العقل.
وتحدث الدكتور بشار معروف عن اهم مظاهر الخطاب الاسلامي المعاصر وما هي سلبياته وكيف يجب ان يكون هذا الخطاب وقال ان الدروس الهاشمية في شهر رمضان المبارك هي سنة حميدة اطلقها الهاشميون على ثرى هذا البلد الطيب .
وقال ان الخطاب ومضمون الخطاب بسلبياته وايجابياته وكذلك المخاطب ولدى استجابته بالانتفاع به لافتا الى ان كثيرا من الدعاة لا يمتلكون الثقافة الشاملة التي تؤهلهم لمهمة الدعوة. واضاف ان الخطاب الاسلامي هو الذي يصنع الانسان المسلم في هذا العصر الذي تجتاحه المادية واننا بحاجة الى الفهم السوي للقرآن الكريم واللغة والسنة النبوية كما ان الخطاب الاسلامي والدعاة في عصرنا يعتمدون التخويف والترهيب بدل الترغيب والامن الذي يبين ان الله يقبل التوبة من عباده وهو ما يفجر ينابيع الخير وتنطلق آفاق العمل.
وقال ان الخطاب الديني في كثير من جوانبه يدعوا الى التجديد حيث ان الشريعة بنيت على التيسير ولم يجعل الله في الدين من حرج مشيرا الى ان الرسول ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما مبينا ان الزهد المحمود في الدنيا هو الزهد مع القدرة مبينا ان عدم القدرة على التفاعل مع المجتمع ادت الى الانحراف والابتعاد عن الطريق المستقيم كما ان الخطاب الاسلامي المعاصر يغلب عليه الزجر والعقاب بدلا من الثواب والمكافأة مشيرا ان غاية العقوبات هو ردع الفرد المسلم عن اعمال الشر وقال ان الخطاب الاسلامي يميل الى النقد السلبي بدلا من التركيز على الايجابيات اقتداء بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يشكر الناس لا يشكر الله كما ان الخطاب الاسلامي بمجمله خطاب وعظي تمجيدي مع غياب الدراسات الجادة في مجال حقوق الانسان والبيئة والتعاون وايجاد الحلول الناجعة لمشاكل المجتمع كما ان الخطاب الاسلامي يركز على الجزئيات بدلا من المقاصد والكليات وان الاصل في الشريعة تحقيق مقاصدها حيث تحول الواعظ من مربي ومرشد ونشر تعاليم الاسلام واشاعة ثقافة الوسطية الى محلل سياسي مع عدم امتلاك الادوات اللازمة لهذا التحليل.
وتحدث الدكتور احمد نوفل عن مفهوم العالمية في الدعوة الاسلامية وما تتطلبه منها وقال ان رمضان مواسم خير وان هذه المجالس هي من الخير في هذا الشهر الفضيل مبينا ان الانسان يتفاعل مع الكلمة في كل عمره وان الكلمة تبلغ اعماق النفس قال تعالى " وقل في انفسهم قولا بليغا" وقال ان الله جعل الحياة كلها تعارف قال تعالى " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" مبينا ان سورة ص في القرآن الكريم كلها خطاب حيث ان الجبال تتكلم وكذلك الطير .
واضاف ان التوسع في الخطاب تجاوز المفهوم اللغوي الى المفهوم الاصطلاحي حيث اصبح الآن يطلق على كل اتصال خطاب وقال انه يجب الارتقاء في الخطاب الى مستوى العالمية حيث ان العالمية هي للامة الاسلامية فالمية حقنا الطبيعي حيث ان اول كلمة في القرآن الكريم الحمد لله رب العالمين والآية " وما ارسلناك الا رحمة للعالمين " والآية " كنتم خير امة اخرجت للناس " مبينا ان الدين الاسلامي ينكمش.
وحضر المجلس وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبد السلام العبادي وعدد من الاعيان والنواب وسماحة مفتي عام المملكة الدكتور عبد الكريم الخصاونة والقضاة الشرعيين وكبار ضباط القوات المسلحة والامن العام والدفاع المدني والدرك وسفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدين لدى المملكة والمدعوين.