الدارالبيضاء - خديجة الفتحي
فيما يعيش القطب السياحي لجهة مراكش أزمة خانقة، يرتقب أن تستقبل العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية خلال هذا العام 2,1 مليون سائح، مقابل 1,8 مليون سائح مقارنة بالعاصمة الكينية. و2,5 مليون سائح لجوهانسبورغ. و3,3 مليون سائح للقاهرة، وذلك حسب دراسة لمؤشر (ماستر كارد)، نشرت نتائجها مؤخرا بالعاصمة الكينية.
وأبرزت الدراسة أن الدار البيضاء، تعد من ضمن الوجهات السياحية الرئيسية في إفريقيا، وذلك بفضل وضعها كقطب رحى اقتصادي بالمنطقة.

وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس (ماستر كارد) تشارلتون غوريديما أن من ضمن الخلاصات الرئيسة للدراسة. أن الدار البيضاء تتواجد في مرتبة متقدمة ضمن المدن التي شملتها الدراسة بإفريقيا. سواء في ما يتعلق بعدد الزوار أوعائدات السياحة.

وقال إن "هناك منحى مهما نلحظه. ويتعلق الأمر بارتفاع في الأداءات غير النقدية والعديد من المسافرين الذين يختارون القيام بتعاملات إلكترونية عوض الأداء نقدا. مبرزا أن هذا المنحى يشكل جوابا على الطلب المتنامي على الأداءات المؤمنة والبسيطة".

ويستخدم مؤشر (ماستر كارد) كمقياس لفهم توجهات الاقتصاد العالمي ودينامية تدفقات التجارة عبر المناطق.

على المستوى العالمي. أكدت الدراسة أن لندن توجد على رأس قائمة المدن للمرة الثانية على التوالي حيث تشير التوقعات إلى 16,9 سائح سنة 2012، تليها باريس بـ16 مليون سائح. وبانكوك بـ12,2 مليون سائح.


وبالنظر إلى طبيعة الوجهة السياحية التي تأخذها الدارالبيضاء، التي يصطلح عليها سياحة الأعمال، فإن الأرقام التي تسجلها على مستوى عدد ليالي المبيت تبقى في نظر المهنيين، بعيدة عن الليالي التي تسجل عادة بجهة مراكش وآكادير القطبين السياحين الأساسين بالمغرب، واللذان يعيشان الآن أزمة حادة تهدد بعض الوحدات الفندقية بالإفلاس، تبعا للمجلس الجهوي للسياحة بمراكش.

وخلال إجتماع عقده المجلس مؤخرا بفندق المامونية بمراكش، تناول وضع الأزمة التي تخيم على القطاع وسبل معالجتها، مبرزا حصيلة الستة أشهر من السنة الجارية، التي كان عنوانها الأبرز انخفاض في نسبة ليالي المبيت خلال هذه الفترة بنسبة -6%، كما سجلت نسبة الزوار بدورها انخفاضا بنسبة 4 %.

المجلس أشار أيضا، إلى انخفاض نسبة السياح الأوروبيين خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 12 %، موضحا أن السياحة الأوروبية تشكل العمود الفقري للنشاط السياحي بالمنطقة.
ويتوقع المهنيون باستمرار الأزمة إلى 2013 ، مما ينذر بإغلاق العديد من الفنادق، نتيجة تدني نسبة الملء والتي وصلت حوالي 38 % بمراكش و43 % بأكادير، فيما لم تتجاوز ورزازات جنوب المغرب درجة هزيلة، على حد تعبيرهم.


هروب خطوط الطيران


واعتبر أرباب الفنادق أن تدني عدد ليالي المبيت، يؤثر على صرف أجور العمال والمستخدمين والالتزام مع المؤسسات البنكية والضرائب وغيرها من المصاريف التي تثقل كاهلهم، معتبرين أن للأزمة أوجه متعددة وعلى رأسها الأزمة المالية العالمية، التي أنهكت الدول الأوروبية الزبون الرئيسي للمغرب.

وأشار المجلس الجهوي للسياحة، إلى أن الأزمة تفاقمت بسب إقدام الخطوط الملكية المغربية على إلغاء 10 خطوط، كانت تربط مراكش وبعض المدن الأوروبية، بالإضافة إلى إلغاء شركات الطيران البريطانية لبعض خطوطها الرابطة بين مراكش وبعض الدول الأوروبية كمدريد وباريس ولندن تحت ذريعة ارتفاع منسوب ضرائب المطارات المغربية.

وللتخفيف من تداعيات الأزمة، طرح المهنيون مجموعة من البدائل التي تبلورت على مستوى 12 لجنة تابعة للمجلس (لجنة الطيران، السياحة الجبلية، السياحة الداخلية، السياحة الراقية) بدائل، من شأنها في نظرهم أن تساهم في تجاوز الظرفية وتحسين جودة السياحة.

وسطر المجلس مجموعة من المقترحات، من ضمنها تخصيص غلاف مالي لدعم شركات الطيران الأوروبية، وتحمل قسط من الضرائب المفروضة عليها من طرف مصالح إدارة مكتب المطارات بالمغرب، إضافة إلى البحث عن أسواق جديدة، والتوجه إلى الأسواق التقليدية كـ(فرنسا والبرتغال وبريطانيا واسبانيا) للقيام بحملات دعائية لتشجيع مواطني هذه الدول على زيارة مراكش بصفة خاصة والمغرب يشكل عام.

من جهته، قال سعيد الطاهري، مدير عام الفيدرالية الوطنية للسياحة في المغرب، إن المغرب تنتظره سنة صعبة، مشيراً إلى أن، نسبة النمو بلغت في بداية السنة الجارية 2 % في القطاع السياحي، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية التي بلغت فيها نسبة 17 %.
يذكر أن دخل المغرب من السياحة ارتفع خلال السنة الماضية بنسبة 4.3 %، أي ما يعادل 58.8 مليار درهم (7 مليارات دولار)، ويساهم القطاع بنسبة 10% في إقتصاد البلاد، ويعمل على توفير ما يقارب الـ 450 ألف منصب شغل