دوشنبه - رويترز - قال مصدر امني في طاجيكستان ان قوات الحكومة طالبت امس قادة المتمردين بالقاء السلاح وتسليم قائد ميليشيا سابق بعد ان دخل الجانبان في يوم ثان من المحادثات لإنهاء معركة اسفرت عن سقوط 42 قتيلا.
وأوقف الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف هجوما عسكريا الأربعاء بعد أن وافق مقاتلون متمردون على تقديم تنازلات لوقف المعركة التي دارت في منطقة جبلية نائية قريبة من أفغانستان. وواصلت القوات الحكومية دوريات في الشوارع امس.
وجاء وقف إطلاق النار عقب حملة لاعتقال أحد قادة الفصائل السابقين وهو طلب أيومبكوف في منطقة جورنو بدخشان وهي منطقة جبلية نائية تتمتع بحكم ذاتي يفصلها عن أفغانستان نهر بياندج في استعراض لقوة حكومة دوشنبه التي لم تحقق بعد السيطرة الكاملة على أجزاء من البلاد رغم مرور 15 عاما على الحرب الأهلية.
وقتل 12 جنديا و30 من المتمردين خلال قتال يوم الثلاثاء في حملة لاعتقال أيومبكوف الذي حارب قوات رحمانوف في الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1992 حتى عام 1997 قبل ان يشغل وظيفة حكومية في اطار اتفاق السلام الذي أنهى الصراع.
وعرضت حكومة طاجيكستان على المتمردين عفوا عاما باستثناء أربعة
متمردين منهم أيومبكوف المتهم بقتل الرئيس الإقليمي للجنة الأمن القومي يوم السبت. وتم إخراج الميجر جنرال عبد الله نزاروف من سيارته عنوة وضرب حتى الموت وفجر الحادث الحملة العسكرية الاخيرة.
وقال مسؤول رفيع في الأجهزة الامنية طلب عدم نشر اسمه «نحاول اقناع المقاتلين بالقاء السلاح وتسليم المشتبه بهم الأربعة ومنهم أيومبكوف.»
واستطرد «قد يستغرق الامر أسبوعا او اثنين. وهذا أفضل من اطلاق النار على بعضنا البعض. هذا بالقطع لا يمكن ان يستمر الى الابد. تكبدنا خسائر كبيرة وسنتكبد خسائر أكبر لانهاء هذا الموقف اذا لم يوافقوا على شروطنا.»
وطاجيكستان التي يقطنها 7.5 مليون نسمة هي الجمهورية الأفقر من بين 15 جمهورية سوفيتية سابقة. ولقي عشرات الآلاف حتفهم في طاجيكستان خلال حرب أهلية خاضت خلالها قوات رحمانوف المدعومة من موسكو معارك مع معارضة غير متماسكة تضم الكثير من المقاتلين الإسلاميين.
ولا تزال لروسيا قوة قوامها ستة آلاف جندي متمركزة في طاجيكستان وهو أكبر انتشار عسكري لها في الخارج وتشكل حصنا في مواجهة خطر انتشار المسلحين عبر الحدود الأفغانية عندما تنسحب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان عام 2014 .
وأصدرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم 56 دولة وترأسها أيرلندا حاليا بيانا في ساعة متأخرة الأربعاء حث «جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس».
وقال المصدر الأمني وأحد المقيمين في خوروج عاصمة إقليم جورنو بدخشان وأقرب بلدة إلى القتال في عمق جبال بامير إن البلدة كانت هادئة امس. ومعظم الاتصالات كانت مقطوعة في البلدة لليوم الثالث على التوالي.
وقال المقيم الذي استطاع الاتصال من خلال القمر الصناعي إن الناس عادوا إلى العمل امس وإن المتاجر مفتوحة لليوم الثاني. ومضى يقول «يمكننا شراء الأرز والمعجنات والدقيق (الطحين) والزبد. لن نجوع.»
وقال إنه علم بوفاة مدنيين اثنين على الأقل أحدهما مسن والآخر عمره 18 عاما حوصروا وسط اطلاق النار. وأضاف أنه شارك في جنازة الشاب وأن جاره أبلغه عن مقتل المسن.
وقال المصدر الأمني «لا أعلم شيئا عن سقوط قتلى أو جرحى مدنيين. سمعت أن البعض ربما سقطوا نتيجة رصاصات طائشة.»
ونفى أيومبكوف تورطه في مقتل نزاروف رئيس الفرع الإقليمي لجهاز الأمن الذي حل محل المخابرات السوفيتية السابقة. واتهم جهاز الأمن الإقليمي جماعة أيومبكوف بالتورط في تهريب المخدرات والتبغ والأحجار الكريمة.
ونقل المكتب الصحفي للرئيس عن رحمانوف قوله في اجتماع مع النائب العام ومسؤولين حكوميين «يجب على كل الجماعات الإجرامية في جبال بامير إلقاء أسلحتها ومواجهة العدالة.»