عجلون - علي فريحات - احتج مهتمون بالبيئة والتراث والسياحة في محافظة عجلون، على قيام المقاول المنفذ لعطاء مشروع السياحة الثالث لتطوير وسط مدينة عجلون ومحيط مسجدها بعمليات الحفر باستخدام الآليات الثقيلة حول أساسات وجدران المسجد.
وأشاروا أن إجراء الحفريات بجانب المسجد بواسطة الآليات الثقيلة يلحق ضررا بتراث وطراز المسجد المعماري، ويتسبب بعمليات تخريبية للبنية التحتية للمسجد.

وأوضح المهندس محمد المرازيق مدير المشروع عن الشركة المنفذة، ان ما جرى عمله حتى الان هو تهيئة البنية التحتية التي تتميز بالعشوائية والتداخل في هذه المنطقة، مشيرا الى ان العقد يتضمن حفر يدوي في المناطق القريبة من المسجد وحفر آلي، ولم نصل حتى الان الى منطقة الحفر اليدوي.
وأكد ان الشركة حريصة على القيمة الاثرية للمكان،وهناك تنسيق يومي مع مدير الاثار الذي يزور الموقع يوميا ويتم إبلاغه عن أي إكتشافات أثرية يتم كشفها، مبينا ان المشروع البالغة كلفته نحو 3 ملايين دينار سينقل المسجد ومحيطه الى واقع سياحي وجمالي جديد، كونه يتضمن تشييد مرافق وساحات بما يخدم الحركة السياحية والزائرين.
وكان أهالي مدينة عجلون إشتكوا من تردي الأوضاع المحيطة بمسجد عجلون الكبير، مطالبين الجهات المعنية بإنجاز مشروع صيانة وإعادة تأهيل مسجد عجلون بصورة سريعة.
وقال عضو لجنة إعمار المسجد حازم صمادي، أن تنفيذ العمل من قبل المتعهد يجب أن يراعي أساسات المسجد وجدرانه الحجرية، من خلال العمل اليدوي بواسطة العمال الذين يقومون بعمليات الحفر، وأن إستخدام المتعهد الآليات لإزالة الأتربة أمر يعرض المسجد إلى عمليات هدم تؤثر على طرازه المعماري والأثري والديني، وتدمر الجدران وتطمر الأساسات التي تشوه طرازه وتراثه المعماري.
وأشار الى أنه تم طرح واقع المسجد وتأخير إنجازه خلال زيارة وزير الأوقاف الأخيرة للمحافظة، الذي وعد بمتابعة الموضوع مع المعنيين من السياحة والبلديات .
وطالب أحد المهتمين بالسياحة والتراث كمال مخلوف، الجهات المعنية من سياحة ومحافظة متابعة المقاول لمنع التجاوزات التي يقوم بها أثناء العمل، خصوصا أن موضوع تنفيذ العمل بمحيط المسجد مضى عليه أكثر من 4 شهور دون إنجاز، علما بأن إغلاق الطريق التي تقع بجانب المسجد من الناحية الجنوبية الحقت الضرر بأصحاب المحلات التجارية حيث أصبح التسوق عندهم ضعيفا.
وأشار مخلوف الى أن الحفريات الحقت بهم الأضرار من خلال تطاير الغبار عليهم منذ أشهر، داعيا وزارة السياحة والآثار إلزام المقاول بتنفيذ مراحل العمل ضمن المدد الزمنية للعطاء، خصوصا أن إعادة تأهيل وتطوير وصيانة المسجد مضى عليها أكثر من 6 سنوات حيث أصبح المسجد ضحية لتعدد المرجعيات المشرفة على تنفيذ العمل.
وطالب عضوغرفة تجارة عجلون محمد حمد البعول، الجهات المعنية بالإسراع في إنجاز مراحل العمل التي مر عليها سنوات، خصوصا أن المسجد أصبح يتعرض بسبب عدم إستكمال الجدران المحيطة به والحفريات إلى ممارسات سلبية لا تليق بمكانته الدينية والتاريخية، وأصبحت الحفريات تشكل عائقا للمواطنين وتتراكم فيها النفايات.
وبين عضو جمعية البيئة الاردنية جهاد زغول، أن أعمال الحفريات المحيطة بالمسجد، وإغلاق الشارع المحاذي له تستوجب من الجهة المشرفة على العطاء الإسراع بعملية الصيانة والتأهيل، لأن هذه الحفريات والإغلاقات تشوه منظر المدينة وتتسبب بالأزمات المرورية.
وبين مسؤول المشروع في وزارة السياحة المهندس أحمد حميدات، أنه سيتم متابعة الأعمال التي سينفذها المقاول ضمن شروط الإتفاقية، وأن الوزارة معنية بالمحافظة على تراث ومعمارية المسجد ولن تسمح بإستخدام الآليات الثقيلة بالعمل حول أساسات المسجد، وذلك من خلال وضع إشراف مباشر من قبل السياحة لمراقبة العمل ومنع التجاوزات.
واوضح مدير اثار عجلون الدكتور محمد ابو عبيلة، اهمية المحافظة على قيمة المسجد التراثية والدينية والمعمارية، مبينا انه سيتم مراقبة العمل من قبل موظف من المديرية لمتابعة الاعمال المنفذه من قبل المقاول حفاظ على اهمية المسجد الدينية والتراثية .
وأشار ان المديرية لن تسمح باجراء اي حفريات الا بواسطة الايدي العاملة لان الاليات تحدث اعمال تدميرية للموقع محيط بالمسجد .
وقال رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى المهندس معين الخصاونة، أن البلدية قامت بإزالة كل معوقات العمل، للتسهيل على منفذ العطاء للعمل على إستكمال مشروع تأهيل وصيانة المسجد والساحات والجدران الموجودة على أطرافه، حيث اخلت أصحاب البسطات وباعة الخضار والفواكهة الذين يتجمعون أمام المسجد، الذي بوشر العمل فيه ضمن مشروع السياحة الثالث، والمتعلق جزء منه بمحيط المسجد والساحات الموجودة على أطرافه، داعيا الجهات المعنية للتعاون والتنسيق.
وأشار الخصاونة إلى أن هذا الإجراء جاء بعد أن باشرت وزارة السياحة والآثار العمل بإعادة تأهيل محيط مسجد عجلون، من خلال عطاء تم إحالته على مؤسسة الأعمال العربية بمبلغ 3 ملايين دينار، وبفترة تنفيذ لمدة 500 يوم بتمويل من البنك الدولي والحكومة الأردنية.
وقالت منسقة المشروع في بلدية عجلون الكبرى المهندسة ألفت الصمادي، ان مهمة البلدية التنسيق لتسهيل العمل وإزالة المعيقات وانه مهمة الاشراف المباشر ومتابعة الامور الفنية على وزارة السياحة واستشاري المشروع الذي يجب ان يتابع العمل لتطبيق الاتفاقية والالتزام بالمخططات والحفر المناسبة لخطوط المياه مع الالتزام بالمناسيب الفنية الصحيحة .
إلى ذلك ترأس محافظ عجلون عادل الروسان إجتماعا موسعا في دار المحافظة للجهات المعنية بالعمل حول المسجد ومحيطه، بعد شكاوى المواطنين، مشيرا إلى أن المجتمعين خرجوا بمجموعة من التوصيات، أكدت على ضرورة التنسيق بين الدوائر المعنية مع المقاول ضمن المواصفات الفنية وكل حسب اختصاصه، ومخاطبة وزارة الأشغال لإعطاء الموافقات لأشغال عجلون المتعلقة بالطرق النافذة ضمن المشروع، لافتا أنه سيعقد لقاء موسعا مع المجتمع المحلي من قبل بلدية عجلون الكبرى والسياحة للتوعية بالمشروع وآلية العمل.