عمان - طارق الحميدي - مع مرور الوقت واقتراب مغيب الشمس يزداد منسوب «العصبية» في الشوارع ويصبح التوتر واضحا على سائقي المركبات التي تجوب العاصمة في شهر رمضان المبارك أو حتى على المشاه الذين لا يقل توترهم عن الباقين.
ومع اقتراب موعد الافطار يزداد التوتر في الطرقات وتعلوا أصوات «الزوامير» التي تتسيد الموقف في الطرقات بينما تظهر الايدي من نوافذ السيارات تلوح مهددة بحركات لا تخلو من «العدوانيه».
ويعتبر شهر رمضان الحالي الاطول نهارا منذ (33) عاما فيما جاء مع شهر تموز وهو من اشد اشهر العام ارتفاعا في درجات الحرارة وهو ما جعل البعض يبرر أن هذه السلوكيات هي نتاج ارتفاع درجات الحرارة وطول ساعات الصيام التي تزيد عن 14 ساعة.
بالقرب من دوار الداخلية تبدأ الازمات مع ساعات ما بعد الظهيرة وتعلو أصوات «زوامير السيارات» التي تعبر عن حالة امتعاض من السائقين في هذا الوقت.

يقول محمد حلاوه سائق تكسي في الايام العادية يعاني السائق من ضيق خلق الناس مؤكدا أن في شهر رمضان المبارك يزداد ضيق خلق الناس خاصة مع اقتراب ساعة الافطار.
وبين حلاوه لا يريد أحد أن يستغني عن الاولوية لاي شخص آخر فالجميع يريدون أن يذهبوا الى منازلهم وأن يقوموا بشراء حاجياتهم وقضاء أمورهم بعيدا عن الاخرين.
وبين أن المشاجرات والمشادات تتحول إلى معارك كلامية خاصة في المناطق المزدحمة بالمركبات مثل شوارع وسط البلد والاحياء الشعبية التي تتواجد فيها أسواق كبيرة.
عايش خليل محاسب في مخبز يقول «الجميع متوترين وتحصل الكثير من المشادات الكلامية بين الناس أثناء وقوفهم على طابور انتظار القطايف وهذا يحصل معنا كل عام إلا أنه في ازدياد ملحوظ العام الحالي».
وأضاف «لا احد يريد الانتظار الجميع متوتر ويريد أن يحصل على حاجته بأقل مجهود والكثير يصرخ مع أول مشاده بأنه صائم ولا يريد أن يتشاجر مع أحد إلا أنه فعلا يفتعل الشجار».
وبين أن العديد يبرر سلوكياته بأن النهار طويل ودرجات الحرارة مرتفعة وأن هذا ينعكس على سلوكيات الصائمين الذين يصيبهم التوتر جراء التعب الذي يعانون منه.
يقول استاذ الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمود السرطاوي أن الاصل في المسلم أن يبتعد عن حالات الغضب وأن يكون حليما خلال تعامله مع الناس في مختلف المواقف وفي كل الاوقات.
وأضاف السرطاوي أن الانسان وأثناء صيامه يكون في حالة عبادة دائمة ويجب أن يستشعر الرقابة الالهية علية وبالتالي يجب أن تهذب نفسه ويتعلم الصبر والسيطرة عليها لا أن يتحول إلى إنسان عدواني بسلوك عصبي.
وأضاف أن مسلما جاء إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال له أوصني فقال عليه الصلاة والسلام «لا تغضب» وعادها 3 مرات في تأكيد على الحلم وعدم الغضب.
وقال أن المؤمن الذي يبتغي الاجر من الله سبحانه وتعالي في صيامه يجب أن يبادر إخوانه بالابتسامة والوجه اللطيف وأن يحتسب أي شئ عند الله حتى لو شتمه أحد يجب أن يبقى مبتسما ولا يغضب أو يغضب أحد آخر.
واعتبر أن طول ساعات الصيام وارتفاع درجات الحرارة والابتعاد عن التدخين ليست مبررات مقنعة لان يكون الصائمون بهذه السلوكيات العدوانية مؤكدا ان هدف الصيام تهذيب النفس بالدرجة الاولى.