أن يزور جلالة الملك عبدالله الثاني فور عودته الى أرض الوطن وفي شكل مفاجئ قرية الطيبة في محافظة الكرك يوم أمس، يعني ان أمراً جللاً قد حدث ولا يستدعي التباطؤ والانتظار ما بالك ان قائد الوطن لفت نظره الصعوبات التي يعانيها ابناء شعبه في هذه القرية الطيبة والتي انقطعت عنها مياه الشرب بشكل متكرر منذ عدة اشهر..
وإذا كانت زيارات كهذه ليست غريبة عن نهج التواصل والاطلاع الميداني الذي كرسه جلالة الملك في المشهد الأردني منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية، فإن زيارة قرية الطيبة الكركية تكتسب اهمية اضافية ورسالة ملكية واضحة لكل من يعنيهم الأمر في هذا البلد وأياً كانت صلاحياتهم ومواقعهم ان لا تسامح ولا تبرير ولا اعذار لمن يقصرون في تقديم الخدمات الاساسية الى المواطنين وان لا سبيل لتلافي قصورات كهذه شخصية او موضوعية إلا بالتواصل الميداني والوقوف على طبيعة المشكلات وحلها في اسرع وقت ممكن اذا لم يكن هناك ما يحول دون ذلك او وضع الحلول الجذرية والمستدامة لمشكلات ذات طبيعة تستدعي السرعة.
رسالة جلالة الملك اكثر من واضحة وآن الأوان لأن يحذو كل مسؤول في بلدنا في شكل جاد ومبرمج وليس في شكل موسمي او تظاهري او اعلامي، للاقتداء بقائد الوطن الذي يذهب بنفسه الى كل المواقع ويستمع الى ابناء شعبه مباشرة بعيداً عن البروتوكول والتقارير ويوعز بحلّها مذكراً الجميع بان تقديم الخدمات للأردنيين بل والارتقاء بها هي اولوية يجب ان تكون على رأس جدول اعمال اي مسؤول في هذا البلد..
من هنا جاء أمر جلالة الملك الجهات الحكومية المعنية خصوصاً وزارة المياه والري بالعمل على تحديد المناطق التي تعاني من مشكلة انقطاع المياه في مختلف محافظات المملكة بالسرعة الممكنة لتضع الامور في نصابها ولتشكل للمعنيين بالأمر خارطة طريق يجب ان يلتزموا تنفيذها لايجاد حلول لهذه المشكلة بشكل دائم وليضمنوا تزويداً مائياً عادلاً لجميع المواطنين خصوصاً في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعاً في استهلاك المياه..
نحن اذاً أمام رسالة ملكية غاية في الوضوح تستدعي بالمقابل العمل الجاد والدؤوب بمضمونها وبخاصة في ضرورة الاشراف بشكل مباشر وفاعل من قبل الوزارات على اداء المديريات التابعة لها في المحافظات وضمان تواصل هذه المديريات مع المواطنين في مختلف مناطقهم وتقديم الخدمات المثلى لهم ما يستدعي ضرورة التواصل الميداني من قبل جميع المسؤولين للوقوف على احتياجات المواطنين..
نأمل ان تكون الرسالة الملكية قد وصلت الى من يهمهم الأمر وان يعملوا بهدي مضامينها السامية التي تنهض على ان المواطن الأردني ومستوى معيشته والارتقاء بالخدمات المقدمة اليه يجب ان تكون أولوية على رأس جدول اعمال كل مسؤول في هذا البلد.