صنعاء - عبدالعزيز الهياجم
حذر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي القيادةَ الإيرانية من التمادي في تدخلاتها السافرة في الشأن اليمني عبر تمويل نشاطات تستهدف زعزعة أمن واستقرار ووحدة البلد.

وقال الرئيس هادي في خطاب له اليوم أمام طلبة الكلية الحربية بصنعاء: "نأمل من أشقائنا في إيران عدم التدخل في شؤون اليمن ومراعاة الظروف الدقيقة التي تمر بها اليمن في هذا الظرف الدقيق والحساس, واليمن لم يتدخل يوماً في شؤون أي دوله قريبه أو بعيده ونقول للجميع من هنا من الكلية الحربية, اتركوا اليمن وشأنه وإلى هنا وكفى".
وجاءت تحذيرات هادي في وقت كشف الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع اليمنية اليوم, نقلاً عن مصادر مطلعة أنه تم القبض على شبكة تجسس إيرانية تعمل باليمن منذ 7 سنوات. وقالت المصادر إن شبكة التجسس التي تم ضبطها يديرها قيادي سابق في الحرس الثوري الإيراني وتدير عمليات تجسس باليمن والقرن الإفريقي.

وكان سفير الولايات المتحدة بصنعاء جيرالد فايرستاين قد كشف مؤخراً عن اتساع ما وصفه بـ"نشاطات إيران العدائية في اليمن" لتصل إلى درجة دعم طهران لبعض أنشطة القاعدة، بحسب قوله.

وعبر فايرستاين عن قلقه مما "يراه من جهود ونشاطات من قبل الحكومة الإيرانية لإنجاز بعض التحالفات ونسج علاقات مع بعض الجهات داخل اليمن"، وقال إن بلاده تدرك العلاقة سواء السياسية أو الدعم العسكري للحوثيين، وترى الأمر عينه مع بعض المجموعات المتطرفة من الحراك الجنوبي.

وخلص إلى التعبير عن استنتاج بلاده بأن جهود إيران في اليمن عدائية، كما أنها تنوي تطوير علاقاتها ونفوذها مع بعض المجموعات، ما قد يجهض الجهد الأمني والاستقرار داخل البلاد ويجهض بالتالي نجاح المبادرة الخليجية.

وفي تصريح لـ"العربية نت" قال المحلل السياسي كامل الشرعبي: "كما يعلم الجميع فإن إيران موّلت في مايو/أيار الماضي مؤتمراً في بيروت استهدف عرقلة المبادرة الخليجية، وشارك فيه ممثلون عن جماعة الحوثي وممثلون عن الجناح المتطرف في الحراك الجنوبي الذي يتزعمه علي سالم البيض وينادي بانفصال الجنوب عن الشمال.

وتابع الشرعبي: "في الجانب الإعلامي الجميع يعرف أيضاً أن طهران تكفلت بتمويل قناة "عدن لايف" ونقل مقرّها من دولة أوروبية إلى بيروت دعماً للبيض وحركته الانفصالية وأيضاً قدمت طهران دعماً سخياً لقنوات جديدة ناشئة".

وخلص الى القول: "ما هو واضح أن إيران تسعى وبكل قوة للتغلغل في المشهد المحلي اليمني فبعد أن حققت حضوراً لافتاً في صعدة من خلال الحوثيين, تسعي وبكل قوة اليوم ليكون لها حضورها الكبير في الجنوب وكلنا يعلم بالأموال والأسلحة التي تزود بها طهران العناصر التخريبية في الجنوب للإخلال بالأمن والسكينة".