الحقيقة الدولية – عمان

تثير توقعات ارتفاع درجات الحرارة الى أكثر من 40 درجة مئوية في شهر رمضان المبارك، حالة ترقب حذر، يشوبه القلق بين المواطنين، جراء ما قد يترتب على ذلك، كالتعرض لضربة شمس أو لانتقال الأمراض السارية والمعدية بسرعة.

وأكثر من يتأثر بارتفاع الحرارة، الاطفال والمرضى وكبار السن، وينصحهم المختصون، بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس في شهر الصيام وخلال أوقات الذروة.

مدير التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور مالك الحباشنة، قال ان "ضربة الحر الشديد (إنهاك الحر)، تنتج عادة جراء تعرض الجسم المستمر لدرجات حرارة عالية، بحيث تؤدي إلى خلل في عملية تنظيم وضبط الحرارة الطبيعية للجسم البشري".

وبين أن ذلك يؤدي الى نقص السوائل في الجسم، بسبب التعرق الشديد، في جو شديد الحرارة، وتنجم الخطورة هنا عن فقدان أملاح الكلور من الجسم أكثر من خطورة فقدان الماء نفسه.

وحول الأعراض المرضية، قال الحباشنة إنها "تتمثل بالصداع الشديد مع وجود غثيان ودوخان واضطرابات بصرية، وفقدان للوعي، إضافة الى اختلاجات عصبية تشنجات".

وبين ان "لسان المصاب يكون جافا وعيونه غائرة ودرجة حرارته تصل الى 41 مئوية، كما يكون الجلد شاحبا وباردا الى الدرجة الطبيعية او ما دون ذلك، ومرونته قليلة، ومحمر اللون وغير قادر على التعرق (ويمكن إصابته بالسفعة الشمسية)، والنبض سريع غير منتظم وضعيف والجلد ساخنا ناشفا".

وحول طرق العلاج قال الحباشنة لصحيفة "الغد" الاردنية يجب نقل المصاب من المكان الحار الى المكان البارد ونزع الملابس الخارجية، ووضع أكياس ماء بارد أو ثلج على جسم المصاب، وإذا لم يتوافر ذلك، يرش الماء على جسمه وتسلط عليه مراوح هوائية صغيرة.

ومن طرق العلاج قال الحباشنة يتم تدليك الأطراف العليا والسفلى للمساعدة في تنشيط الدورة الدموية، كما يجب تعويض نقص الأملاح والسوائل، وفي الحالات الشديدة جدا تعطى السوائل الوريدية.
وحول طرق الوقاية بين الحباشنة انها تكمن في أن ينصح باستعمال القبعات او المظلات الواقية بيضاء اللون، وتجنب الازدحام والانحباس في المركبات ما أمكن، إضافة الى الإكثار من السوائل والأملاح.

كما ينصح بالإكثار من الاستحمام لإزالة التعرق، وفتح مسامات الجلد في حالة الإصابة بضربة الشمس، ووضع المصاب في الظل وصب الماء البارد عليه، الى ان تنخفض حرارته، وبعدها ينقل الى المستشفى للمعالجة.

ولفت الى ان الحر الشديد والظروف البيئية، يؤثران على صحة الانسان، لافتا الى ان معدل الوفيات السنوي يبلغ عند أصحاب البشرة السوداء 3 أضعاف عما لدى أصحاب البشرة البيضاء.

وقال إن "معدل الوفيات السنوي بسبب الظروف البيئية عند الرجال ضعفه عند النساء، ويبقى تأثر الرضع والأطفال وكبار السن بضربة شمس أكبر من الشباب والبالغين الأصحاء".

وقد يظهر تأثير ارتفاع درجة الحرارة على هيئة طفح جلدي، بحيث تصل خطورتها إلى حدوث حالات إغماء.

وتعتبر ضربة الشمس من أشد أشكال الصدمات الحرارية وتصل فيها حرارة الجسم الى 41.1 درجة مئوية (106 فهرنهايت) في حين يطال تأثيرها الجهاز العصبي المركزي.

وأكدت دراسات جديدة ان ارتفاع درجة حرارة الأرض قد تؤثر في صحة الإنسان، وذلك من خلال تسريع انتشار الأمراض المعدية كالملاريا والحمى؛ اضافة الى تهيئة الظروف التي تؤدي إلى سوء التغذية والاسهال، وزيادة احتمال موجات الحرارة والفيضانات، جراء ما يسمى بالاحترار العالمي.

وأوضح ان الاحترار يسهم، وفقا لعلماء مناخ وصحة في منظمة الصحة العالمية بجامعة ويسكونسن في ماديسون بأكثر من 150 ألف وفاة، و5 ملايين حالة مرضية سنويا.