تؤكد دراسة أمريكية حديثة أن مرضى هبوط القلب، الذين يعانون زيادة بالوزن تقل لديهم مخاطر الوفاة من تلك الأزمة، بالمقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بوزن طبيعي أو يعانون النحافة.
هذا ما يسميه العلماء "متناقضات البدانة"، فالبدانة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة، منها هبوط القلب، ولكن ما إن يصاب المرء بهذه المشكلة فإن البدناء منهم يكونون أقل عرضة للوفاة بالمرض كما تقل حاجتهم لزراعة قلب.
في هذه الدراسة قام باحثون من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس بتحليل بيانات ما يقرب من 2700 حالة هبوط قلب لمرضى تم قياس كتلة الجسم لديهم، كما قام الباحثون بقياس محيط الخصر لـ469 شخصا منهم.
وقد تبين أن الأشخاص الذين تصل كتلة الجسم لديهم إلى 25 درجة فأعلى يعانون زيادة بالوزن، بينما من يصل محيط الخصر لديهم 40 بوصة للرجال و 37 بوصة للسيدات فيعدون ممن يعانون زيادة في محيط الخصر، أي تراكم أعلى للدهون حول منطقة البطن.
وبعد عامين من المتابعة تبين أن الرجال الذين يعانون من محيط خصر عال وزيادة في كتلة الجسم كانوا أكثر فرصة للنجاة من المرض وأقل حاجة لزراعة قلب، وكذلك الأمر بالنسبة للسيدات.
على العكس الرجال الذين يتمتعون بوزن طبيعي ومحيط خصر صغير كانوا أكثر عرضة لتعقيدات هبوط القلب بنسبة 34% أكثر من البدناء، وقد وصلت النسبة إلى 38% بين السيدات اللاتي يتمتعن بوزن طبيعي.
رؤية أعمق
وصرحت تمارا هورويش، كاتبة الدراسة، أستاذ القلب المساعد بكلية طب David Geffen بجامعة كاليفورنيا أن هذه الدراسة تقدم رؤية أعمق عن أن مرضى هبوط القلب من الجنسين ربما يتأثرون بمتناقضات البدانة.
وأضافت أن هبوط القلب ربما يثبت أنه أحد الحالات الصحية القليلة، التي تمثل زيادة الوزن بها نوعاً من الحماية.
وقد نشرت مؤخراً في النسخة الإلكترونية من الجريدة الأمريكية للقلب أن ليس هناك تفسير واضح ومؤكد لحقيقة حماية الوزن الزائد لمرضي هبوط القلب، إلا أن الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن أو البدانة ربما تساعدهم زيادة كتلة العضلة وخدمات أيضية من الخلايا الدهنية، كما أن زيادة دهون الجسم ترتبط أيضاً بزيادة مصل البروتين الدهني، والذي ربما يتمتع بخصائص مضادة للالتهابات.
وأضاف الباحثون أن حقيقة أعراض هبوط القلب غالباً ما تظهر مبكراً عند مرضى زيادة الوزن والبدانة مما يجعلهم أسرع في تلقي العلاج عن غيرهم.
المفضلات