عمان - الرأي - هنأ سمو الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن القارة الاسيوية جميع اللاعبات في مختلف انحاء العالم بالقرار التاريخي الذي اتخذه المجلس الدولي للعبة (ifab) مساء امس وبالاجماع بالموافقة على ارتداء الحجاب الامن في مباريات كرة القدم خلال الاجتماع الذي عقد بمقر «فيفا» بالعاصمة السويسرية زيورخ.
وفي بيان صحفي صدر عن مكتب سمو الامير علي بعد لحظات من الاعلان عن القرار التاريخي قال سموه « أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع أعضاء ifab، والتي تضم ممثلين عن اتحادات كرة القدم في بريطانيا العظمى ( الاتحاد الإنجليزي والاسكتلندي والويلزي والايرلندي الشمالي لكرة القدم)، وممثلين الفيفا، بقرارهم التاريخي و بالإجماع للموافقة على ارتداء الحجاب آمن»
واضاف سموه : لدينا فترة تجريبية كبيرة للاستماع لاراء اللاعبات على ارض الملعب، واراء المشرفين عليهن، وكذلك المصممين والمعاهد الفنية الذين كانوا جزءا من هذه القضية بتتطوير الحجاب الأكثر مناسبة وراحة والآمن طبيا للاعبات في الملعب.
وهنأ سموه جميع اللاعبات وقال « لجميع اللاعبات في جميع أنحاء العالم، أهنئكم .. نحن جميعا نتطلع إلى رؤية أدائكم في الملعب لنؤكد ان كرة القدم النسائية في تصاعد مستمر، ونحن نعول عليكن ولديكم دعمنا بالكامل.
واضاف سموه : ان هذا اليوم لم يكن ممكنا لولا الدعم والالتزام والتفاني من العديد من الأفراد والمنظمات بما في ذلك وليس حصرا، منظمة الأمم المتحدة، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اتحاد اللاعبين المحترفين، الاتحاد الافريقي لكرة القدم، ومركز نوبل للسلام، الرئيس جوزيف بلاتر، زملائي في اللجنة التنفيذية للفيفا، وعشرات الآلاف من المؤيدين في مختلف أنحاء العالم.
واخيرا نؤكد على الدوام ان كرة القدم هي حقا للجميع.
وكان المجلس الدولي لكرة القدم (ifab) اصدر امس ثلاث قرارات تاريخية وبالاجماع كان من ضمنها ما يتعلق في المادة رقم ( 4) الخاص بمعدات اللاعبين، وعلى وجه التحديد «الحجاب»، حيث وافق مجلس الرابطة بالإجماع - مؤقتا خلال فترة تجريبية - ارتداء الحجاب وبحيث يتم تحديد التصميم واللون والمواد المسموح بها والتأكيد عقب الاجتماع السنوي لـ(ifab) في جلاسكو في تشرين الاول.

ترحيب خليجي بالقرار

دبي - ا ف ب - رحبت دول الخليج بقرار مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (البورد) أمس في زيوريخ بالسماح للاعبات كرة القدم بارتداء الحجاب في المسابقات التي ينظمها الفيفا، معتبرة ان من شأنه ان يحفز ممارسة المرأة الخليجية لهذه اللعبة.
وكان موضوع ارتداء اللاعبات الحجاب مدار بحث في العامين الماضيين الى ان وافقت هيئة البورد في اجتماعها الماضي بانجلترا في اذار الماضي بشكل مبدئي على ارتداء اللاعبات للحجاب اثناء المنافسات لكنها انتظرت بعض الاجوبة المتعلقة بالصحة والسلامة قبل ان تقره بشكل رسمي أمس.
وكان منتخب ايران للسيدات في كرة القدم حرم في الثالث من حزيران 2011 من اللعب امام نظيره الاردني بسبب ارتداء لاعباته الحجاب في مباراة ضمن تصفيات اولمبياد لندن 2012 في عمان، كما اعتبر خاسرا فيها 0/3.
جاءت هذه العقوبة بعد اكثر من عام من الخلافات حول هذه المسألة، اذ ان اللجنة التنفيذية للفيفا كانت اتخذت قرارا خلال الالعاب الاولمبية للشابات في 2010 بمنع اللاعبات من لبس الحجاب وسمحت فقط بارتداء قبعة (الكاب) تغطي رأس اللاعبة، لكن لا تمتد الى اسفل الأذنين لتغطية الرقبة.
ردود إيجابية
وقال امين عام الاتحاد الاماراتي يوسف عبدالله لفرانس برس «هذا القرار يسعدنا ويؤكد الاهتمام بكرة القدم النسائية ورياضة المرأة بشكل عام». وتابع «منذ مدة ونحن نحاول نشر كرة القدم في المدارس، واصبح لنا نشاط نسائي على المستوى المحلي، وشاركنا في منافسات خارجية خصوصا في بطولة غرب آسيا».
واعتبر عبدالله ان هذا القرار «سيكون لصالح كرة القدم الاماراتية لانه سيمنح الفرصة للمرأة للمشاركة بشكل شرعي».
في قطر، قال المستشار الفني لكرة القدم النسائية هاني بلان ان القرار «امر جيد يصب في صالح الكرة النسائية والمرأة المسلمة التي تود ممارسة رياضة كرة القدم».
واضاف «اعتقد بأن الفيفا راعى امور السلامة خلال الفترة الماضية وقبل اصدار القرار وتأكد من ان ارتداء الحجاب لا يضر بالسلامة وهو ما يسهم في تركيز اللاعبات المتحجبات على الجانب الفني وبالتالي تمارسن اللعبة بحرية مثل اللاعبات الاخريات».
واشار الى ان القرار «سيسهم في زيادة الممارسات للكرة النسائية ويفتح الباب امام اقبال الراغبات في لعب الكرة، وسيزيد ايضا الدعم من اسر اللاعبات ومن المجتمعات ومن الاتحادات والهيئات التي تحافظ على الشخصية الاسلامية».
في الكويت، كشفت الشيخة نعيمة الصباح، رئيسة اللجنة النسائية في الاتحاد الكويتي لكرة القدم، بأنها كانت تنتظر قرار الاتحاد الدولي للعبة بفارغ الصبر، وانها سعدت للغاية بعد اجازة ارتداء الحجاب.
وقالت الصباح وهي رئيسة اللجنة النسائية في اللجنة الاولمبية الكويتية: «انتظرنا القرار بفارغ الصبر وسعدنا للغاية به. الرياضة لغة موحدة بين الشعوب وهي لا تفرق بين الاديان والتقاليد. القرار جاء كإحقاق للحق وتأكيدا على ان الرياضة بشكل عام ليست حكرا على احد بل انها للجميع مهما اختلفت وتعددت الثقافات».
وتابعت «لا شك في ان هذا القرار يصب في صالح المحجبات. وفي الكويت، سيكون له تأثير مباشر وايجابي على اقبال الفتيات على ممارسة هذه الرياضة التنافسية».
واضافت الصباح «صحيح ان هذا القرار لن يصل بنا الى العالمية لكن فيه الكثير من الاحترام للأديان المختلفة. كان منع الحجاب عائقا امام الكثير من الكويتيات، واليوم جاء القرار ليمنحهن الامل مجددا»، وختمت «القرار سيعزز بالتأكيد حضور الكويت في البطولات والمحافل الخارجية ويعتبر دافعا لنا للمشاركة في الدورات المقامة خارج البلاد».
وابدت سلطنة عمان ترحيبها بالقرار، وقالت نائبة رئيس لجنة رياضة المراة في اللجنة الاولمبية العمانية سعادة الاسماعيلية «اننا ننتظرة منذ فترة وتم التاكيد عليه بقوة في ندوة رياضة المرأة الاسيوية التي عقدت مؤخرا في مسقط».
واعتبرت ان القرار «سيفتح المجال امام المراة المسلمة لممارسة الرياضة بانواعها خاصة ان الفتاه العمانية تمارس حاليا جميع الالعاب الرياضية من كرة قدم وطائرة وسلة ويد ومضرب وفروسية والعاب قوى لكن مشاركاتها محصورة على النطاق المحلي والخليجي في بعض الالعاب لعدة اعتبارات اسرية».
من جهته، أعرب مدرب المنتخب البحريني للسيدات عادل المرزوقي «عن ارتياحه لقرار لرفع الحظر على ارتداء الحجاب» خلال منافسات كرة القدم للسيدات ورأى «تأثيرا ايجابيا له على اللعبة، خاصة في البلدان العربية والاسلامية التي لديها العديد من اللاعبات المتميزات في اللعبة ولكن عدم السماح لهن باللعب بالحجاب كان عائقا أمامهن لمزاولة هوايتهن».
واوضح «أنه قرار صائب سيساهم القرار في تحفيز وتشجيع الفتيات على ممارسة كرة القدم دون حرج، ولن تقف أي عوائق أمام اللاعبات وهن يلعبن في المستطيل الأخضر».