احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: جاء المغتربون و..ذهب المغتربون !

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    جاء المغتربون و..ذهب المغتربون !

    سامح المحاريق - كلمة المغتربين شائعة في الثقافة الأردنية، والجميع يتحدث عن المغتربين ككتلة واحدة، فجاء المغتربون وذهب المغتربون، تراجعت تحويلات المغتربين، زادت تحويلاتهم، الجميع يتحدث عن ظواهر (صيفية) يربطونها بالمغتربين، هم سبب أزمة السير وغلاء العقارات وإلخ.
    ولكن.. لماذا يجري الحديث عنهم بصيغة ضمير الغائب؟.
    هم( كيان إنساني اجتماعي اقتصادي) في البداية والنهاية جزء من المجتمع، حصل على فرصة عمل في أحد الدول الخليجية أو انطلق ليجرب حظه في محطات المهاجرين في أمريكا وكندا واستراليا، لا يوجد بيت أردني لا يرتبط بالمغتربين، فإن لم يكن من أقارب الدرجة الأولى، فهو قريب من الدرجة الثانية، من أبناء الخؤولة أو العمومة، وتقريبا يتوزع كل صف مدرسي أو مدرج جامعي إلى مغتربين ومقيمين، ولكن المسألة تستحق القراءة.

    روتين تسبب في ظواهر اجتماعية!
    تصدير الأردن للمغتربين بدأ في الخمسينيات، كان النفط الذي اكتشف في منطقة الخليج العربي يؤدي إلى توفير دخل هائل في دول المنطقة، وكانت البنية التحتية معدومة، بمعنى أن دول الخليج تحولت إلى ورشة بناء وتعمير كبيرة، وكان الأردنيون يلعبون دورا كبيرا في تمثيل البنية الإدارية الوسطى في دول الخليج، فأخذوا أدوارا مهمة في التعليم والصحة والإدارات المحلية والقطاع المصرفي، ولطبيعة المنطقة الخليجية في الصيف فإن عودتهم للأردن لقضاء ثلاثة أشهر سنويا تحولت إلى روتين تسبب في ظواهر اجتماعية تغيرت عبر السنين.
    كان القادمون في الثمانينيات مثلا يتميزون بحيازتهم لوفرة مالية لم تكن معروفة في الأردن، الا في نطاق محدود للغاية، وكانوا يفضلون دائما استعراض ما حققوه من نجاح مالي من خلال المظاهر البسيطة، حتى لو كان في نوعية السجائر التي يدخنونها، أو نوعية الأطعمة التي يطلبونها، وبذلك بدأ المغتربون أنفسهم يصنعون مشكلة تواجدهم (الصيفي) في المجتمع الأردني.

    كتلة مختلفة
    الطبيعي أن يميل من حققوا حصة من النجاح إلى استعراض ثمار ذلك، وذلك يحدث للمغترب أو المقيم، ولكن النجاح المادي بقي لغاية التسعينيات حكرا على المغتربين، وهو الأمر الأول الذي أسهم في تشكيل الصورة الذهنية، وجعل الأردنيين بعامة يطلقون عليهم تسمية المغتربين بكل ما تحمله من ايحاءات أنهم كتلة مختلفة عن بقية الجسد الاجتماعي.
    تراجعت العوامل المادية التي تميز المغتربين في العقدين الأخيرين، وأصبح جانب منهم يعيش حالة تميز ثقافي، فبعض دول الخليج شهدت انفتاحا سكانيا واجتماعيا هائلا مقارنة بالأردن، فالجاليات تأتي للخليج من جميع أنحاء العالم، والأردنيون يتعاملون مع عشرات الجنسيات المختلفة، واكتسبوا بناء على ذلك أفق جديد في التعامل والتفاهم، وبحسب التكوين الشخصي لكل منهم أسفر ذلك إما عن مزيد من الانفتاح والتسامح، أو الانغلاق على الذات والعدائية.

    تقاليد الضيافة
    المغتربون جزء عزيز من المجتمع الأردني، وهنا تنشأ مشكلة في العادات الاجتماعية، ليس من السهل أن يتم تحديد من المسؤول عنها، ولكن الجميع يتعامل معهم من منطق الضيوف، وأي شخص يتم التعامل معه كضيف لن يمانع في ذلك، وسيجده مسألة ممتعة، مع ما تحمله من توتر لمن يقوم بعملية الضيافة غير الضرورية، فالعديد من الأسر الأردنية تدخل في حالة طوارئ مع قدوم المغتربين في الصيف، ويمثل ذلك ضغطا ماديا على الجيوب المثقلة بالمسؤوليات في الأردن، فكثيرون يجدون صعوبة في تدبر تقاليد الضيافة في الأردن، وهي مكلفة قياسا بأي دولة أخرى.
    المسألة لا تقف عند قضية التكلفة المادية، ولكنها تولد أيضا تكلفة نفسية، فالمغترب يتمتع بعطلته الصيفية في الأساس، بمعنى أنه يأتي وفي ذهنه القيام بالعديد من الواجبات الاجتماعية تجاه الأهل، وكذلك خطط كثيرة للتعامل مع وقت الفراغ، ويكون الأقارب عادة مرتبطين بواجباتهم تجاه العمل، ويضطر البعض إلى مجاراة الضيوف في السهر والتجول الأمر الذي يؤثر على طاقاتهم البدنية والذهنية، فالمغتربون يبدأون أنشطتهم في المساء وليس لديهم أي مشكلات في التأخير، مع أن المغترب نفسه يعرف الأردن بصورة جيدة، وكان لقبل سنوات يتجول وحده أو مع أصدقائه، ولا يجد أصلا أي متعة في الخروج مع أقاربه.

    ميول استعراضية
    الهوة النفسية التي تقوم بين أبناء المغتربين في مرحلتي الطفولة والمراهقة وأقاربهم في نفس المرحلة العمرية تلقي بأثرها على العلاقة في السنوات المقبلة، فبينما كان من ارتحلوا من الأردن بعد التخرج من الجامعة يحملون جذورا وثيقة ويحظون بعلاقات طبيعية قبل سفرهم، فإن أبناءهم لا يتمتعون بهذه الميزة، وتزيد حدة الميول الاستعراضية في المراحل المبكرة من العمر أزمة التواصل مع أقرانهم.
    يجب تطبيع علاقة المغتربين على المستوى الاجتماعي في هذه الزيارات الصيفية مع الأردن، والتعامل مع مفرداته اجتماعيا وثقافيا ونفسيا بصورة طبيعية تماما، لأنه الوطن الذي يعني العامل الجوهري في تكوين الهوية في العصور الحديثة، وبالتالي يجب أن يتم التعامل على أساس شروط الحياة القائمة في الأردن، وليس التعامل معها من منطلق الضيافة وأصولها وواجباتها.
    ان ذلك؛ ببساطة يعني أن المغترب يعيش في حالة مزدوجة من الغربة، الأولى أثناء ابتعاده عن الوطن، والثانية في داخل الوطن، والثانية هي الأكثر صعوبة وخطورة في المدى البعيد، وربما يعاني منها المغتربون في الولايات المتحدة أو كندا أكثر مما يعانيها المغتربون في الخليج العربي الذين يمكنهم في النهاية أن يتمسكوا بعامل اللغة والثقافة لتمرير عملية إندماج سريعة مع الأردن ومجتمعه.
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jun 2012
    المشاركات
    287
    معدل تقييم المستوى
    12
    ( ان ذلك؛ ببساطة يعني أن المغترب يعيش في حالة مزدوجة من الغربة، الأولى أثناء ابتعاده عن الوطن، والثانية في داخل الوطن، والثانية هي الأكثر صعوبة وخطورة في المدى البعيد، وربما يعاني منها المغتربون في الولايات المتحدة أو كندا أكثر مما يعانيها المغتربون في الخليج العربي الذين يمكنهم في النهاية أن يتمسكوا بعامل اللغة والثقافة لتمرير عملية إندماج سريعة مع الأردن ومجتمعه. )

    كلام صحيح وواقعي 100% . الله يعين المغتربين على تحمل غربتهم سواء خارج الوطن أو داخله .

    بارك الله فيك على الموضوع
    .

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Oct 2008
    الدولة
    jordan land
    العمر
    33
    المشاركات
    21,612
    معدل تقييم المستوى
    21474873
    [align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center] الف شكر على نقل الخبر
    تحياتي [/align]
    [/cell][/tabletext][/align]

  4. #4
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أزاهير مشاهدة المشاركة
    ( ان ذلك؛ ببساطة يعني أن المغترب يعيش في حالة مزدوجة من الغربة، الأولى أثناء ابتعاده عن الوطن، والثانية في داخل الوطن، والثانية هي الأكثر صعوبة وخطورة في المدى البعيد، وربما يعاني منها المغتربون في الولايات المتحدة أو كندا أكثر مما يعانيها المغتربون في الخليج العربي الذين يمكنهم في النهاية أن يتمسكوا بعامل اللغة والثقافة لتمرير عملية إندماج سريعة مع الأردن ومجتمعه. )

    كلام صحيح وواقعي 100% . الله يعين المغتربين على تحمل غربتهم سواء خارج الوطن أو داخله .

    بارك الله فيك على الموضوع
    .
    والله هالغربه هم والله يعين
    اشكرك على المرور الكريم
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  5. #5
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just smile مشاهدة المشاركة
    [align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center] الف شكر على نقل الخبر
    تحياتي [/align]
    [/cell][/tabletext][/align]
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. اسئلة وزارة مهارات اتصال لجميع السنوات السابقة
    بواسطة محمد الحويطات في المنتدى اسئلة سنه 2011 , 2012 توجيهي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-12-2015, 09:30 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-07-2012, 08:18 AM
  3. اميركا : الكمبيوتر يتراجع امام الهواتف في تصفح فيس بوك
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-05-2012, 04:47 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك