البترا - زياد الطويسي- يعاني القطاع التجاري في لواء البترا من تراجع في مبيعاته جراء الانخفاض الذي شهدته المدينة في اعداد السياح القادمين خلال الفترة الماضية، بسبب تداعيات الربيع العربي والاحداث السياسية.
ويشكو أصحاب محلات تجارية وسياحية في البترا من انعكاسات تراجع الحراك التجاري بسبب انخفاض السياحة خلال الفترة الماضية، رغم وجود مؤشرات على تعافيها .
وحدت حالة التراجع السياحي وتحديات أخرى تمثل أهمها؛ بارتفاع اجور المحال التجارية السياحية وعدم إعطاء المجموعات السياحية فترة كافية للتسوق في المدينة، واقتصار تسوقهم على بعض المحال، ببعض اصحاب المنشآت السياحية بعرضها للبيع أو الضمان.
وباتت هذه الصورة المتمثلة بعرض المحال للبيع أوالضمان شبه مألوفة في البترا حاليا، وفي الحالات التي تتعرض بها السياحة للتراجع، وسط دعوات بضرورة بحث تحديات التي تواجه القطاع التجاري السياحي ووضع الحلول الملائمة لها.
يقول ابراهيم النصرات، صاحب احد المحال المعروضة للبيع: ان السبب الأساسي الذي دفعه لعرض محله للبيع وأهم أسباب تراجع الحراك التجاري هذه المدة هو تراجع نشاط السياحة الأجنبية، وضعف السياحة المحلية وعدم توفر مقومات إقامتها.
ويؤكد أن الوسط التجاري في البترا تأثر بشكل عام بتراجع السياحة، معتبرا ان اخراج القطاع التجاري السياحي والعام من أزمته تتطلب ضرورة استغلال مقومات المنطقة السياحية واطالة مدة إقامة السياح فيها.
أما محمد الحسنات، صاحب محل بيع تحف معروض للبيع، فيشير إلى أن انخفاض السياحة واحتكارها من قبل بعض المحال دعته لعرض محله للبيع بسبب عدم قدرته على الايفاء بالتزاماته.
ويدعو الجهات المعنية إلى ضرورة تقديم الدعم لاصحاب المحال المتضررة وعلى غرار الدعم التي قدمته جهات مانحة لبعض المنشآت السياحية في سنوات سابقة، وإلى ضرورة بحث التحديات التي تواجه المحال السياحية في اللواء ووضع الحلول الملائمة لها.
ويلخص محمود الحسنات، صاحب محل سياحي معروض للبيع او الضمان، أبرز الاسباب التي آلت به لهذا الخيار؛ بتراجع السياحة واحتكار المجموعات السياحية من قبل بعض التجار، وارتفاع اجور المحال التجارية.
ويطالب بضرورة اعطاء المجموعات السياحية فترة تسوق كافية، واستغلال مقومات المنطقة السياحية لتوزيع مواقع الاستثمار السياحي وعدم اقتصارها على مناطق محددة، إضافة إلى ضرورة تواصل الجهات المعنية مع أصحاب المحال السياحية للخروج بآلية واقترحات تخفف من حدة الخسائر التي تتعرض لها فترة الركود السياحي.
ويعتبر يوسف الحمادين المستشار الاقتصادي في مركز تعزيز الانتاجية (إرادة)، ان ظاهرة بيع وعرض المحال السياحية للبيع او الضمان وإغلاق بعضها الآخر، باتت تعطي مؤشرا خطيرا على الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البترا خلال فترة الركود السياحي.
ويبين أن الحلول تتمثل بتخفيض قيمة ايجار العقار في فترة الركود السياحي، وتعزيز ترويج الأردن كمنتج سياحي مستقل لأن ربط ترويج الأردن بالدول المجاورة يضر بالسياحة فترة الأحداث والاضطرابات السياسية.
ويخشى مهتمون بالشان المحلي والعام بأن تتسع هذه الظاهرة حال استمرار انخفاض تدفق المجموعات السياحية القادمة للبترا والتي يقتصر اقامة غالبيتها هذه الفترة على يوم واحد، في ضوء عدم قدرة بعض أصحاب المحال على الايفاء بالتزاماتها.