الحقيقة الدولية- خاص
فاز "أخوان مصر" برئاسة مصر ليبدأ "إخوان الأردن" بالتهاني وتوزيع الحلوى وإظهار فرح زائد وكأنهم ضمنوا لأنفسهم فكرة المزيد من التوسع والوصول إلى سدة الحكم؟ ويجول في خاطر المواطن العادي عدة علامات استفهام: هل معدة الإخوان ما زالت بحاجة إلى المزيد من تحقيق المكتسبات "السلطوية" أم هي بحاجة إلى عملية جراحية للشعور بالشبع؟ وهل ما جرى في مصر سينسحب على الأردن مع الاختلاف في الطبيعة السكانية والديمغرافية بين البلدين؟ وهل سيشهد الشارع الأردني مزيد من التصعيد؟ وهل سيمارس اخوان الأردن مزيدا من الضغط الآن للحصول على قانون انتخابات "تفصيل" ليشاركوا بالانتخابات القادمة؟.
ويبقى السؤال الابرز هل يشارك "اخوان الأردن" في الانتخابات النيابية القادمة، والحصول على "حصتهم" في مجلس النواب، والحكومة، ام سليجأون الى الاحتكام الى الشارع، والتصعيد في مغامرة غير محسومة النتائج، خاصة ان لديهم شعورا عميقا بالظلم، بعد النتائج "العظيمة" التي حققها "فروعهم" في دول ما يطلق عليه اسم "الربيع العربي".
بات من الواضح أن فوز مرسي فاجأ الكثير من الأوساط السياسية في عمان وبات من المؤكد أن التهدئة والهدنة التي عاشها "إخوان الأردن" خلال الأيام القليلة الماضية كان لأغراض الانتهاء من أولوية "مرسي" والانتخابات الرئاسية في مصر.
الكاتب الصحفي محمد أبو رمان المتخصص في الجماعات الإسلامية قال "أنا أرى أن الأردن وعلى المستوى الرسمي أمام احتمالين بما يخص فوز مرسي برئاسة مصر وانعكاس ذلك على إخوان الأردن احدهما سلبي وهو يذكرنا بما حدث بعد فوز "الإخوان" في قطاع غزة وما انعكس على انتخابات 2007 من تزوير.
ويؤكد ابو رمان لـ"الحقيقة الدولية" أن معادلة مصر لا تشبه معادلة غزة وشدة انعكاسها على الوضع الأردني تختلف تماما، مشيرا إلى أن الاتجاه الآن نحو تشكيل حكومة قريبة، وهنا اقصد ما بعد "حكومة الطراونة" ودخول الإخوان على خط الحكومة.
ويشير أبو رمان إلى الصدى المحلي لفوز مرسي جاء مصحوباً لدى أغلب المراقبين بالتساؤل حول ما إذا كان سيؤدي ذلك إلى إعادة خلط الأوراق في المعادلة الداخلية، بعد تفكك فرضية انتهاء الربيع العربي وبقاء النظام السوري أيضاً، وهشاشة فرضية تراجع الحراك، وهي القراءة التي بنى عليها "مطبخ القرار" الاستدارة، بالعودة إلى الحرس القديم وحكومة الطراونة وإحياء قانون الصوت الواحد في الانتخابات.
أبو رمان أكد "أن الأعين متّجهة خلال الساعات القادمة إلى حدثين أساسيين: الأول هو استكمال الحلقات الدستورية لقانون الانتخاب وتوشيحه بالإرادة الملكية، والثاني هو اجتماع شورى الإخوان الخميس للخروج بموقف نهائي من الانتخابات القادمة وهنا أريد ان أؤكد بان الاخوان لن يشاركوا في الانتخابات النيابية القادمة في ظل قانون الانتخاب الحالي وعليه فأنا مع من يقول بأن توشيح الإرادة الملكية السامية على قانون الانتخاب سيتأخر قليلا إلى حين بيان موقف الإخوان".
وفي المقابل يرى أبو رمان أن إبقاء اخوان الأردن باب المشاركة "موارباً"، وعدم إغلاقه على قرار المشاركة في اجتماع الخميس، سيساعد الطرفين -هم والدولة- على إعادة قراءة المرحلة القادمة بصورة موضوعية.
توقعات الكاتب أبو رمان بعدم مشاركة إخوان الأردن بالانتخابات القادمة نسفها رئيس تحرير صحيفة الوحدة الزميل عامر التل والذي رأى أن الإخوان سيشاركون في الانتخابات القادمة ضمن صفقة مع الدولة على عدد معين من المقاعد "كما جرت العادة".
التل أكد أن الإخوان لطالما عقدوا صفقات مع الدولة الأردنية للمشاركة بالانتخابات، مشددا على أن هذه الضجة حول عدم مشاركتهم بالانتخابات ما هي إلا "فرقعات" للحصول على عدد أكبر من المقاعد البرلمانية.
لكن التل أكد أن فشل الإخوان في سوريا سيقلل من عدد المقاعد، مشيرا في ذات الوقت أن قانون الصوت الواحد لن يؤثر على مشاركتهم بالانتخابات مدللا على ذلك عندما شاركوا بمجلس النواب السابق "المنحل" حيث كان لهم ست مقاعد فقط، وكان هناك صفقة مع الدولة لكن صراع القوى السياسية حال دون حصولهم على عدد المقاعد المتفق عليه.
نائب رئيس الوزراء السابق عبد الله النسور والدكتور تيسير الفتياني أبديا تفاؤلا بعد فوز مرسي بسدة حكم دولة كمصر.
الدكتور الفتياني توقع أن يكون هناك انعكاسا إيجابيا سيشهده الشارع الأردني بعد فوز "مرشح إخوان مصر" محمد مرسي برئاسة مصر لكنه أكد أن الإخوان في الأردن لن يشاركوا في انتخابات النيابية القادمة في ظل قانون الصوت الواحد.
أما الدكتور النسور "فقد دعا الدولة الأردنية لعدم التخوف من هيمنة الإخوان المسلمين على العملية السياسية لأن هذا كلام غير واقعي حتى بعد فوز مرسي".
من جانبه رأى امين عام حزب الرفاه "محمد الشوملي " ان الاخوان في الاردن ستأخذهم العزة بالإثم وسيحاولون التغول على الدولة ولكنهم لن يستطيعوا تغيير رأي الدولة او الشارع الاردني بهم وسينطبق عليهم المثل القائل " بتتحالى بجدايل بنت خالتها " .
وأضاف الشوملي ان موقف الاخوان المسلمين الان في كل مكان وتحديدا في الاردن اضعف بكثير من السابق لأنهم انتقلوا من المعسكر الشعبي المطالب الى معسكر صنع القرار وهذا من شأنه اضعاف شعبيتهم لأنهم غير قادرين على اتخاذ قرارات مرضية للشارع في اي مكان.
في عالم السياسية "المجرّب لا يجرّب" وبالتالي فإن مناورات الإخوان بمقاطعة الانتخابات لن تجد صدى واسعا لدى الأوساط السياسية الأردنية، وذلك بعد تلويحهم لمرات عدة بعدم المشاركة سواء الانتخابات النيابية أو النقابية لكنهم فاجؤوا الجميع وشاركوا بعد عقدهم "صفقات" داخلية من وراء الكواليس.
رد مع اقتباس
المفضلات