في رسالة وجهها إلى قيادات الحركة الإسلامية


عمان - فيصل ملكاوي -كشفت رسالة وجهها احد قياديي الاخوان المسلمين عن حجم الخلافات والاتهامات التي وصلت اليها الاوضاع داخل الجماعة خصوصا فيما يتعلق بانتخابات موقع المراقب العام للاخوان المسلمين والمكتب التنفيذي، التي تدور اتهامات على نطاق واسع داخل الحركة تقديم رشاوى لبعض اعضاء المكتب التنفيذي لانتخاب همام سعيد بدلا من سالم الفلاحات لموقع المراقب العام.
وجاء في رسالة وجهها رئيس المجلس الاستشاري ورئيس قسم التدريب والتخطيط والمتابعة في شعبة الاخوان المسلمين لمحافظة مادبا ابو حمزة المعايعة الى همام سعيد وسالم الفلاحات ورئيس واعضاء المجلس الاستشاري العام واعضاء المكتب التنفيذي أن الانتخابات جرت على اساس اعتبارات شخصية للوصول الى المواقع القيادية، وعلى اساس ان الغاية تبرر الوسيلة، من خلال تقديم الرشاوى لهذه الغاية، متسائلا في الوقت ذاته عن وصم قيادات في الاخوان من يتأخر عن المشاركة في المسيرات بالاثم.
وتاليا نص الرسالة، التي حصلت «الرأي» على نسخة منها:
الى الاساتذة والشيوخ:
همام سعيد, سالم الفلاحات/ رئيس واعضاء المجلس الاستشاري العام/ اعضاء المكتب التنفيذي/ الى من يهمه الامر.. لطفا,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخاطبكم واذكركم اننا تنتظمنا جماعة اسمها الاخوان المسلمون الذي قال مؤسسها الاول رحمه الله في رسالة الى أي شيء ندعو الناس «ايا قومنا اننا نناديكم والقرآن في يميننا, والسنة في شمالنا, وعمل السلف الصالحين من ابناء هذه الامة قدوتنا, وندعوكم الى الاسلام.. وتعاليم الاسلام, واحكام الاسلام, وهدي الاسلام.. وقال رحمه الله «واذا كان الاخوان المسلمون يعتقدون ذلك, فهم يطالبون الناس بان يعملوا على ان تكون قواعد الاسلام الاصول التي تبنى عليها نهضة الشرق الحديث في كل شأن من شؤون الحياة ويعتقدون ان كل مظهر من مظاهر النهضة يتنافى مع قواعد الاسلام ويصطدم باحكام القرآن فهو تجربة فاسدة وفاشلة».
وعليه فانني اسأل واقول: هل تجربة الانتخابات الاخيرة التي افرزت الشيخ همام سعيد حفظه الله, كمراقب عام والمكتب التنفيذي المرافق له, وفقهم الله, بنيت على الاصول والقواعد التي ذكرها الامام المؤسس رحمه الله في رسالته, وهي عدتنا وسلاحنا وهويتنا ومقومات شخصيتنا, وهي التي تدعو الناس الى الاحتكام اليها؟ حيث انه تناهى الى اسماعنا انه تمت رشاوى البعض بعضوية المكتب التنفيذي, ان هو بدل رأيه وانتخب الشيخ همام سعيد بدلا من الاستاذ سالم الفلاحات؟! وهذا الاتهام يتم تناقله بين جميع فئات الاخوان وعلى جميع المستويات.
فإن كان ذلك كذلك.. وبغض النظر عمن فاز وعمن لم يفز.. فهل ما فعلتم كان لمصلحة الدعوة, ام كان لوصول شخص ما الى الكرسي, وبنيت التجربة على رؤى ميكيافلي.. الغاية تبرر الوسيلة؟ التي يقول امامنا, عنها وعن غير القواعد والاصول الاسلامية, فاسدة فاشلة؟ افيدونا واجيبونا.
ايها القادة. لو لم تكونوا قادة بالفعل للاخوان المسلمين, ومنكم علماء اجلهم وابجلهم لما توجهت لكم بالسؤال الذي اطلب جوابا له.. ولاعرضت عنكم حينما توصمون من يتأخر عن دعوتكم في المشاركة في المسيرات بالآثم.
ايها العلماء على ماذا تتنافسون وتتقاتلون وتتسابقون.. ان كان بغير حق ولا عدل ولا احسان وبغير تحقيق هدف الدعوة.. وما هي القدوة والاسوة التي تقدمونها لقواعدكم ومرؤوسيكم.. وما هو البرهان على احقيتكم لتقدمكم عليهم وقيادتكم لهم ان كان ما قيل هو حقيقة ولا يجانب الصواب؟! ام ان الرشوة في هذا الباب من الايمان والعمل الصالح.. والذي يجعل الجماعة في احسن تقويم.. افرادا وتنظيما.. ظاهرا وباطنا.. خلقا وخلقا. فهما وعملا.. ولا اتألى على الله في ايمانكم.. وليس هو موضع شك من جانبي.
ولكن الى أي شيء تدعون الناس؟ وماذا تقولون للامام الشهيد وهو يقول في رسالة المؤتمر الخامس: «والاخوان المسلمون لا يقادون برغبة ولا برهبة, ولا يخشون احدا الا الله ولا يغريهم جاه ولا منصب ولا يطمعون في منفعة ولا مال, ولا تعلق نفوسهم بعرض من اعراض هذه الحياة الفانية, ولكن يبتغون رضوان الله ويرجون ثواب الاخرة ويتمثلون في كل خطواتهم قول الله تبارك وتعالى: «ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين» الذاريات.
اسأل الله ان لا يكون ما وصل الينا بما يخص هذه القضية صحيحا, فيكفينا ما احاق بنا من اصابات, وما نشعر به من آلام امراض المجتمع التي اخذت تتسرب الينا بفعل فاعل وبشدة يعزها البقاء على الاساليب والوسائل الساذجة في التعامل والادارة, وترك المشاكل تتفاقم في الصف دون حلول, والذهاب الى اصلاح المجتمع بموارد صف (اشخاص, افكار, اشياء) حاجتها الى اصلاحات كبيرة ومتفاقمة.. انتظر الاجابة المقنعة, حيث يترتب عليها الشيء الكثير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ر. المجلس الاستشاري/ ر. قسم التدريب والتخطيط والمتابعة/ شعبة مادبا
ابو حمزة المعايعة 2 /6 /2012