لندن - بترا - ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني امس محاضرة في الكلية الملكية البريطانية للدراسات الدفاعية استعرض فيها التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وجهود تحقيق السلام والأوضاع المتفاقمة في سوريا، والتحديات الإقليمية والدولية في المرحلة الراهنة.
وجدد جلالته التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، ما يستدعي استمرار المجتمع الدولي في دعم عملية السلام وتجاوز العقبات التي تعترضها، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حق الدولتين، الذي يعد السبيل الوحيد لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشدد جلالته على «أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة، حتى تحل القضية الفلسطينية بشكل نهائي يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني».
وأكد جلالته موقف الأردن الداعم لإيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية، ويدعم جهود المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان للتوصل إلى حل يوقف دوامة العنف وسفك الدماء، ويحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها، محذرا جلالته من تداعيات الأزمة السورية على أمن المنطقة ومستقبل شعوبها.
وأجاب جلالة الملك خلال المحاضرة على أسئلة تلاميذ وأساتذة الكلية، التي أنشئت في العام 1927 وتعد من أشهر الكليات على مستوى الدراسات الدفاعية في العالم، حيال الأوضاع في المنطقة وسبل معالجة التحديات التي تواجه شعوبها.
واستعرض جلالته خطوات وبرامج الإصلاح الشامل التي يعمل الأردن على تنفيذها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تعزيزا للنهج الديمقراطي وليكون نموذجا رائدا في هذا المجال.
وأعلن آمر الكلية ديفيد بيل في نهاية المحاضرة التشرف بانضمام جلالة الملك عبدالله الثاني للعضوية الفخرية في الكلية تقديرا للفكر الاستراتيجي، والخبرات الواسعة التي يتمتع بها جلالته في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط والتحديات العالمية.
ويأتي منح جلالته العضوية الفخرية للكلية تقديرا للصفات القيادية التي يتمتع بها جلالته والإسهامات الكبيرة لجلالة الملك لإحلال السلم والأمن العالميين.
ولفت بيل إلى إن المحاضرات التي يلقيها جلالته في الكلية دوريا تثري منهاجها، ذلك أنها توفر للمشاركين فرصة الاطلاع على أبرز القضايا والتحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، من وجهة نظر أبرز قادتها، جلالة الملك، الذي وصفه بأنه صاحب رؤية وخبرة استراتيجية مشهود لها في العالم. ورافق جلالته في الزيارة إلى الكلية وزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفير الأردني في لندن مازن الحمود.
يشار إلى أن المحاضرة التي ألقاها جلالة الملك تشكل أحد النشاطات الرئيسية لبرنامج الدراسات العليا في الفكر الاستراتيجي والقيادة للكلية البريطانية للدراسات الدفاعية، والذي يشارك فيه عدد من الطلبة المدنيين والعسكريين من مختلف دول العالم من بينها دول عربية.