هشام عزيزات - اصيب «سعيد مبروك» منذ 10 سنوات بمرض السكرى المزمن ؛ نال منه حتى تمكن (...) فبات يعاني صعوبة في كل تفاصيل حياته وهو الرجل الذي يقف على مشارف العقد السادس من عمره.
رحلة تلو اخرى ؛ عنوانها الصراع المرير مع الالام الجسديه والنفسيه ،خصوصا حينما بدا يعجز عن المشي مع احتمال ان يفقد حاسة البصر جراء استشراء اعراض ومضاعفات المرض ، عدا عن حاجته لعملية جراحية لاتسعفه احواله على اجرائها.
الكابوس
يشكل هذا المرض كابوسا للاردنين ، فقد ابرزت غالبية الدراسات المسحيه بحسب مسودة الاستراتجية الوطنية وخطة عمل الوقاية من مرض السكري التى اعدها المركز الوطني لامراض السكري والغدد الصماء على ارتفاع شيوع السكري في الاردن حيث تتراوح النسبة في الفئة العمرية من 25 سنة فما فوق بين 13 – 17 بالمائه .
جاءت نتائج المسوح الصحيه التى اجريت بين اعوام 2004 – الى 2007 وفقا للمسودة متوافقة مع ما سبق فبلغت نسبة السكرى غير المشحص ما يزيد عن ثلث الحالات اما ما قبل السكري فقد شكلت نسبته عند المشاركين في المسوح الصحية ما بين 15 -25بالمائة خلال ذات الفترة.

ابتلاء
و « السكرى « .. الذي ابتلى به الستيني «سعيد» ؛ادى الى تدهور حالته الصحيه وأزم وضعه النفسي رغم تعايشه مع المرض وقبوله بالامر الواقع ومكابرته .
ضيق حال اسرة هذا المريض - مكونه من 5 افراد- ويعتاشون فقط على راتب تقاعدي لا يتعدى 250 دينارا كمخصصات تقاعد عن خدمته وزوجته ، يلقي بظلال قاتمة لاتكاد تؤمن الحد الادني لاحتياجات الاسرة .
فالمبلغ وفق ما يبدو لافتا للنظر ، لايسد رمقا ولا يغني ولايسمن ،بحسب ابنته البكر « وداد «:» ثمة كمبيالات تخصم شهريا ومصاريف للعلاج والادويه وتغطيات لفواتير الكهرباء والمياه ناهيك عن مستويات متدنية من مستلزمات العيش لتحول فقط دون ان تجوع الاسرة ويقتلها العوز والفاقه» .
ويعد اتساع رقعة الفقر في محافظة مادبا قضية مؤرقة لكل الجهات حيث تبلغ قيمة خط الفقر المطلق للفرد 377 دينارا والنسبه من السكان تحت خط الفقر تصل 10.7 بحسب دراسة الواقع الاقتصادى والاجتماعي لمحافظة مادبا التى اعدتها وحدة التنميه في المحافظة .
وتروى «وداد» التي انقطعت عن الدراسة وتعمل منذ 15 عاما الى «الراى» ان:» السكري المزمن الذي يعاني منه والدها اكل من جسدة بحيث ان رجلية مقطوعتان من الفخذ ويتحرك من خلال - ويل جر- امنتة الناشطة الاجتماعية منتهي القسوس و بطاقة تامين صحي من مديرية التنمية لتامين العلاجات».
وتضيف انها :»اضطرت للعمل منذ صغرها كي تعيل الاسرة وتساهم في كلفة علاج والدها الذي اجريت له عملية قبل اربع سنوات جرى تغطية كلفتها من خلال قرض لا تزال تسده».

ليزر
الموقع الالكتروني الرسمى للمركز الوطني لامراض السكرى والغدد الصماء اكد ان التكاليف المباشرة لمرض السكرى والضغط واضطراب الدهنيات في الاردن خلال عام 2004 بلغت 654 مليون دينار .
وان مرض السكرى كسبب للوفاة كان دائما اقل تقديرا بكثير مما هو في الحقيقة فهو في عام 2004 كان مسوؤلا عن 2بالمائه من مجموع الوفيات في اقليم شرق المتوسط ومنها بالطبع الاردن.
وما يقلق «وداد « ان:» الوضع الصحى لوالدها يتدهور يوميا فهو يحتاج وفقا لطبيب العيون الذي يشرف على علاجة الدكتور كفاح المومنى الى عملية اخرى في مستشفي متخصص وعلاج متواصل بالليزر كلفتها فى حدهاالادني 1000 دينار» بحسب نص تقرير طبي اطلعت عليه «الراى» .
على ان غريزة التمسك بالحياة والتشبث بالامل تراود «سعيد « المريض المقعد؛ يسكن في بيت مكون من غرفتين بحي الاسكان غربي مادبا ، هاجسه ومن حوله الاهل والعائلة ان الامل في نور عينيه لم ينطفئ بعد وما زال يشع متلمسا خيالات احياء يحيطون به قد يفيضون خيرلانقاذه من وهدة المرض .
ولم تملك وداد التى حين استفسرنا عن تحصيلها العلمي وهل اكملت دراستها، الا ان يكون جوابها مجرد ابتسامة حملت بعضا من امل روادها مثلما يرواد والدها ان تبقى عيناه تتلمسان الخير والفرح في بيته وعلى من حوله فهو يسمع ان الخير ما زال كامنا في هذا البلد.