بيروت – محمد زيد مستو
فيما صعدت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في المدن التي فقدت سيطرتها عليها، تحدثت وسائل الإعلام السورية عن أن تلك العمليات تهدف إلى "تطهير" البلاد مما تصفه "الجماعات الإرهابية المسلحة، في محاولة على ما يبدو للحسم الميداني، لاسيما بعد تقارير تحدثت عن أن النظام السوري فقد سيطرته على قرابة 60% من الأراضي السورية.

وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، فإن قوات النظام قامت بعمليات تطهير لمدينة الحفة في اللاذقية أسفرت عن قتل العديد من "المسلحين"، وبعض عناصر رجال الأمن، ومصادرة أسلحة بينها قناصات وأسلحة مضادة للدروع.
وكشفت (سانا) عن عمليات مماثلة جرت في حمص وإدلب ودرعا ودير الزور وريف دمشق، وهي مناطق خرجت عن سيطرة قوات النظام، في إشارة نيتها الحسم الميداني تزامناً مع الحديث عن فشل خطة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان.

وذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة أن "قوى الجيش والجهات المختصة في مدينة حمص سيطرت بشكل شبه كامل على أحياء المدينة" على العكس من بعض مناطق الريف التي تشهد انتشاراً كثيفاً للمسلحين الذين شنّوا هجماتهم على حواجز الأمن.

وأضافت في عددها الصادر، الخميس، أن الأجهزة الأمنية في دمشق، اشتبكت مساء أول أمس وطوال ليل أمس مع "مجموعات إرهابية" في المعضمية وداريا والبساتين المحيطة وصولاً إلى صحنايا، حيث كانوا يعدون لتنفيذ هجمات وسط العاصمة، كما حصلت اشتباكات في محيط منطقة برزة وفي مزارع دوما أسفرت عن مقتل عدد من "المسلحين"، حسب الصحيفة.
تصعيد عسكري
وتأتي تلك الأنباء، بالتزامن مع تصعيد عسكري غير مسبوق للعمليات العسكرية في كل من ريف دمشق وحمص ودير الزور منذ مطلع الأسبوع الجاري، في محاولة على ما يبدو للحسم الميداني لاسيما بعد تقارير تحدثت عن فقدان النظام السوري سيطرته على أكثر من 60% من الأراضي السورية ووقوعها تحت سيطرة الجيش الحر.

لكن هذا التصعيد الذي سبقه عمليات مماثلة في وقت سابق كتلك التي جرى خلالها إعادة السيطرة على حي بابا عمرو الذي كان من المناطق الأولى التي خرجت عن سيطرة النظام في سوريا، أوضح مدى قدرة قوات الجيش السوري الحر على التصدي للهجمات العسكرية لقوات النظام، ما أجبرها على تكثيف القصف بالطائرات والمدفعية على بعد كيلو مترات، لاسيما في حمص الذي تتعرض لقصف متواصل منذ أيام، ووسط مدينة درعا التي استعمل فيها الطيران للمرة الأولى في القصف منذ بدء الثورة.

ومُنيت قوات الجيش السوري النظامي بخسائر كبيرة خلال الأسبوع الجاري في مدينة حمص ودير الزور، حسب ما أكد نشطاء ومصادر عسكرية في الجيش الحر، وسط تساؤل عن مدى قدرتها على الحسم جراء القصف المروحي والمدفعي.

ويقدر عدد المقاتلين ضد النظام السوري، بـ70 ألفاً، فيما أكدت تقارير أمنية أمريكية أنهم ينضوون ضمن 10 كتائب رئيسية استطاعت أن تسيطر على 60% من الأراضي السورية.

ويسيطر الجيش الحر على مناطق واسعة من الشمال في الحدود مع تركيا، كما يسيطر على معظم ريف حماة وحمص ودير الزور، إضافة إلى جزء واسع من درعا وبعض مناطق ريف دمشق.