الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة

قال مسؤولون حكوميون ونواب في غزة، إن تراجع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في تقديم خدماتها للاجئين له طابع سياسي بامتياز، داعين الى إعادة الاعتبار لقضية اللاجئين على كافة المستويات لمواجهة محاولات تذويب قضية اللاجئين الفلسطينيين.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها لجنة الرقابة العامة وحقوق الإنسان والحريات العامة في المجلس التشريعي بغزة اليوم لمناقشة تراجع خدمات وكالة الغوث وأثرها على القضية الفلسطينية وعلى المستوى الحياتي للاجئين في مخيمات قطاع غزة.

وعقدت الورشة بحضور رئيس لجنة الرقابة النائب يحيى موسى، ومقرر اللجنة النائب هدى نعيم وأعضاء لجنة الرقابة وعدد من النواب، ووزير الصحة باسم نعيم ممثلا عن الحكومة وعصام عدوان رئيس دائرة شئون اللاجئين في حركة حماس و حسام عدوان رئيس مجلس إدارة "اونروا ووتش"، وممثلي اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين، وحشد من الخبراء والمهتمين في هذا المجال.

وقالت النائب نعيم، إن التراجع الحاصل في خدمات الاونروا يمس مجالات أساسية تمس عصب حياة اللاجئ الفلسطيني تحت ذريعة نقص التمويل المقدم للوكالة أو عدم مسئوليتها عن التمدد الجغرافي للمخيمات ، معتبرة أن هذه الأعذار غير مقبولة و لا تعفي الوكالة من مسئولياتها تجاه اللاجئين لاسيما أنها تنفق أموالا طائلة وتزيد ومن نشاطاتها في مجالات غير أساسية في حياة اللاجئ الفلسطيني.

و أضافت أن هدف الورشة يتمثل في تحديد التراجع الحاصل في خدمات الوكالة وبيان انعكاسه على المستوى الحياتي و السياسي وكيفيفة مواجهته من خلال وضع وتبني خطط وأساليب وادوار متكاملة للتعامل مع الوكالة وسياستها الرامية لتقليص الخدمات المقدمة للاجئين، وكذلك الخروج بتوصيات عملية تدعم هذا الهدف.

بدوره أشار وزير الصحة إلى أن تراجع الأونروا في تقديم خدماتها للاجئين له طابع سياسي بامتياز ، موضحاً أن التراجع بدأ منذ انطلاق عملية التسوية بين الفلسطينيين والصهاينة وتراجع دور المفاوض الفلسطيني آنذاك تجاه قضية اللاجئين، وتقديمه لتنازلات كبيرة في هذا الملف، كما شدد على ضرورة إعادة الاعتبار والزخم السياسي والإعلامي لقضية اللاجئين على المستوى لشعبي والرسمي ووضع هذه القضية على سلم أولويات الملفات الوطنية.

و أجمع المشاركون في الورشة على أن وكالة الغوث بدأت تقليص خدماتها المقدمة اللاجئين وبشكل متدرج منذ فترة طويلة تزامنت مع مشروع التسوية، مؤكدين وجود منهجية في تراجع عمل الوكالة وتقليص خدماتها المستمر مشددين في الوقت ذاته على ضرورة مواجهة تلك السياسية على المستوى الرسمي والشعبي لاسيما أن تقليص الخدمات التي أقدمت عليها وكالة الغوث انحصرت كانت قطاع غزة الأكثر نصيبا منها في سياسة واضحة للمشاركة في الحصار الدولي المفروض على قطاع غزة.

وأوصى المشاركون بضرورة إعادة الاعتبار لقضية اللاجئين على كافة المستويات الرسمية والشعبية ووضعها على سلم أولويات الملفات الوطنية، ودعم وتفعيل اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين وإيجاد صيغ تشريعية لاعتمادها وتنظيم عملها، وكذلك وضع خطة استراتيجيه للتعامل مع سياسات الوكالة في تقليص خدماتها المقدمة للاجئين.