الحقيقة الدولية – خاص - محرر الشؤون السياسية

المراقب والمهتم للشأن الاخواني يرى بأن "اخوان الأردن" قد تأثروا بالربيع العربي قبل الدولة الأردنية، و حاولوا بأن يسقطوا خلافاتهم الداخلية بعيداً عن مقرهم، وينقلوا معركتهم خارج اسوار مقرهم .

هذه الكلمات ليست طرحا خارج النص بل حقيقة أثبتتها الوقائع، فمحاولاتهم البائسة لتوحيد صفوفهم بكافة أطيافه سواء الصقور أو الحمائم تجلت أولا: بفشلهم الذريع في محاولة جر المخيمات الفلسطينية للتفاعل مع الحراك بعد خسارتهم القاعدة الشعبية في المدن والقرى .

وثانيا: قصة اللقاء السري التي نشرها محرر الشؤون السياسية في صحيفة الدستور، ماهر أبو طير، الذي عقدته سيدات إخوانية وتناولن به واقع الحركة الاسلامية وتهميش المرأة، وعدم وجود سيدات في المواقع القيادية، باستثناء حالة السيدة نوال الفاعوري حين كانت عضوا في مجلس الشورى في حزب "إخوان الأردن" والتي انشقت عنهم فيما بعد لتنظم لحز ب الوسط الإسلامي فعضو في مجلس الأعيان، وهل تعرف قياداتهم عن الاجتماع الذي تمت فيه بلورة ورقة سيتم تقديمها وتحمل احتجاجا شديدا على قضايا كثيرة أبرزها وجود الأخوات المسلمات فقط ضمن المسيرات على ما فيها من إساءات لفظية احيانا وتصرفات غير حميدة.

في الورقة تعبير يقول "تستخدمونا مجرد سواتر بشرية في وجه البلطجية والامن، فيما لا تسمحون بحصولنا على مواقع قيادية" وهناك تواقيع وأسماء موثقة لهذا اللقاء.
القصتين تثبتان تماما ما طرحناه في البداية بان هناك تخبط في سياسية البيت الاخواني ومحاولات تبدو بائسة في عكس الخلافات الداخلية على الشارع الأردني.

وهذا تجلى في الذهاب الى مخيم الحسين بعد الفشل الذريع في محافظة المفرق وباقي المحافظات والتي يبدو بأنه غير مرحب بهم، وثانيا: ما خرج به الكاتب ماهر أبو طير وهو حركة الأخوات في اخوان الأردن واحتجاجهن على نهج التهميش واستخدامهن دروع بشرية في المسيرات .

في البداية كان لعضو اخوان الأردن والذي له باع طويل في العمل الاخواني زياد ابو غنيمة، والذي انتقد انتقادا لاذعا ما أسماها الحملة التي يقودها ( كتاب التدخل السريع) كتاب الجهات الأمنية في الصحف اليومية على حركة " الإخوان المسلمين ".

وقال أبو غنمية بان من حق الإخوان ان يتجهوا الى أي منطقة في المملكة الأردنية الهاشمية وممارسة الديمقراطية فيها سواء كانت تنظيم مسيرات وإقامة إعتصامات باعتبارها جماعة وحزب مرخص من وزارة الداخلية الأردنية حسب القانون مؤكدا بان التوجه الى المخيمات ليس بالشي الجديد على الإخوان.

وتدليلا على ذلك سرد ابو غنيمة قصة مشاركته في مسيرة وقعت في عام 1956 خرجت من مخيم الحسين لدعم القيادين الاخوانيبن عبد الباقي جمو ومحمد خليفة، منوها بان هذا الموضوع ليس ابتكارا جديدا أو محاولة من الإخوان لتحشيد المخيمات وضمها الى الحراك.

واستغرب الكاتب ابو غنيمة خلال حديثة مع "الحقيقة الدولية" الهجمة من الكتاب الصحفيين والذي أطلق عليهم وصفا أخربغير" كتاب التدخل السريع " والمجال لا يتسع لذكره الآن لافتا بان الأخوان ليسو معصومين عن الخطأ لكن ان يكون هناك هجمة منظمة.

وحتى لا نخرج من إطار الحديث ارتأينا ان يكون هناك رد للكاتب الصحفي ابو طير والذي قال: الغريب بان أصدقائنا "الإخوان" وكلما انتقدناهم اسقطوا علينا صفة " كتاب الجهات الأمنية وكتاب المخابرات" وكأن هذا الوصف عيب أو تهمة. ونسوا تماما – والكلام للكاتب ابو طير- أي الإخوان بأنهم وفي فترة من الفترات كانوا الاقرب الى الجهات الأمنية وعملوا كثيرا ضد اليسارين والقوميين والبعثيين وكانوا على تنسيق وعلى مستوى عال مع الجهات الأمنية.

وبين ابو طير بأنه شخصيا أول من دافع عن جمعية المركز الإسلامي ووجوب عودتها الى أصلها ورفع يد الحكومة عنها وأول من انتقد الحكومة حتى في مقالته الأخيرة وغيرها من عشرات المقالات، لكن عندما ننتقد الإخوان نصبح مخابرات ومأجورين و كتاب التدخل السريع؛ هذا غريب.

احد نواب المخيمات وهو النائب خير الله العقرباوي قال: الإخوان اخطئوا بدخولهم على مخيم الحسين واصفا محاولتهم تلك باللعب بالنار واللعب على وتر الأصول والمنابت، مؤكدا بان أبناء المخيمات هم أردنيون يكنون كل الولاء والانتماء للوطن والقيادة الهاشمية يشاركون الوطن همومه ويتحملون قسوته احيانا.

وطالب النائب العقرباوي من " اخوان الأردن" عدم إقحام المخيمات في مشاكلهم الداخلية ومحاولة إسقاطها خارج أسوارهم ومكاتب مقرهم محذرا من إثارة الفتن في المخيمات عبر تسيير الحراكات داخلها.

وقال في معرض حديثة لـ"الحقيقة الدولية" ان أبناء المخيمات مواطنون مخلصون يؤيدون الإصلاح بالطرق السلمية وهم جزء أساس من المجتمع ليس لأحد ان يزاود عليهم أو يدعي تحريكهم لغاياته وأهدافه".


وأضاف أن أبناء المخيمات مواطنون أحرار ولا تبعية لهم الا للوطن وقيادته وهم يؤمنون أننا على الأرض الأردنية شعب واحد موحد لا يمكن لأحد ان يخترق صفهم".

وجدد تحذيره نحذر من إثارة الفتن ومعاناة المخيمات ونرى خروجا سافرا عن وحدة الصف،ونتمسك بأمن الوطن الأردني.

وهذا الرأي كان قد تبناه أربعة نواب ممن يطلق عليهم إسم "نواب المخيمات الفلسطينية" وهم النائب محمد الظهراوي، محمد الحجوج، صالح درويش، عبدالله جبران عبر إصدارهم بيان اتهموا به "الإخوان" بـ"إشعال" المخيمات الفلسطينية في المملكة، رافضين فكرة إقحام المخيمات الفلسطينية في الأردن في الحراكات الشعبية بقولهم: "كل القوى التي تراهن على أن مرحلة إشعال المخيمات هي مرحلة متقدمة من خياراتها نحو الفوضى بدعوى الإصلاح، وإلى تلك القوى التي حسبت أن المخيمات سلاحها الأخير نحو المزيد من الضغط والتصعيد لتحقيق المزيد من المكاسب والمكتسبات، فهذا لن يحصل أبدا ".

الموقف الذي خرج بة النواب الأربعة بالإضافة الى ما قالة النائب العقرباوي لم يستسغه النائب عبد الكريم ابو الهيجاء والذي قال: انه بغض النظر عما فعله الإخوان بذهابهم الى مخيم الحسين، أو أي جهة أو حزب اخر، القضية بأن المخيمات ليست "كونتنات" مغلقة لا يجب على احد ان يدخلها بل هم مكون أساس من مكونات المجتمع الأردني ومفتوح للجميع .

وأضاف النائب ابو الهيجاء بان ابناء المخيم اردنييون يحملون بالإضافة للرقم الوطني الهم الأردني وعليه لا يجب الخوف من انتمائهم ووفائهم للوطن وللقيادة الهاشمية.

الرد على حراك "أخوان الأردن" المشبوه في إقحام المخيمات الفلسطينية وإدخالها على خط مخططاتهم الإصلاحية المزعومة جاء أيضا على شكل بيان صدر عمن أسمت نفسها " اللجنة التنسيقية العليا للأندية الفلسطينية في الأردن"، حيث أكدت ببيانها تأييد أبناء المخيمات لمسيرة الإصلاحات التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني وأدانت ورفضت هذه اللجنة إقحام المخيمات في أي صراع من اجل مصالح حزبية ضيقة لتصبح ساحة عدم استقرار.

وجاء في بيان أصدرته اللجنة ان ابناء المخيمات جزء أصيل ومكون أساسي في هذا الوطن الغالي، وانهم يؤيدون الإصلاحات السياسية ومحاربة الفساد والنهوض بالاقتصاد الوطني التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني.

واعلنت اللجنة في بيانها ادانتها ورفضها جر واقحام المخيمات إلى أن تكون ساحة عدم استقرار لا سمح الله في هذا الوطن العزيز، وأن اللاجئين في هذه المخيمات يرنون ويتطلعون الى العودة الى وطنهم المحتل فلسطين ويؤمنون ايمانا قاطعا أن وجود أردن قوي وثابت ومستقر يدعم خيارات الشعب الفلسطيني وهو بحد ذاته طريق العودة الى فلسطين، وحق تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة على تراب فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدين دعمهم لجهود الشرفاء في هذه الأمة لإنجاز مشروع المصالحة الوطنية الفلسطينية.

هذا الرد الذي جاء من مؤسسات مجتمع المدني ونواب ولجان تنسيقية يثبت تماما إلى أن المحاولات التي بذلها " إخوان الأردن" وكذلك الجبهة الوطنية للإصلاح بائت جميعها بالفشل، ويرجعها الكثير من المراقبين إلى عدم ثقة التيارات بأيديولوجياتها المختلفة بالجماعة، ويعزون ذلك إلى أن الجماعة تحاول السيطرة على الحراك لتحقيق مكاسب ذاتية حزبية بعيداً عن المصلحة العليا للوطن ولبقية الأحزاب والجماعات والحراكات الشعبية، كما يعتبرون الجماعة من الحركات البراغماتية التي تغير مواقفها تبعاً لاعتبارات سياسية دون الاتفاق المسبق مع حلفائها، ناهيك عن الاختلاف الجوهري في بنية الأيديولوجيا التي يحملها كل طرف، وسقف المطالب الإصلاحية التي يطالبون بها.

في المقابل؛ فإن المحاولات الجادة التي تبذلها الحكومة الأردنية في التواصل مع "إخوان الأردن"، يأتي من يتيومن باب تحقيق المصلحة العليا للدولة فقط، بحسب ما صرح به وزير الشؤون البرلمانية شراري كساب الشخانبة لوسائل الإعلام المحلية، وأن الجماعة – اخوان الأردن- تحاول تحقيق مكاسب سياسية من خلال التفاوض على 1- المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة ابتداءً و2- زيادة نسبة المقاعد المخصصة لهم.

وخلاصة القول؛ ان جماعة "اخوان الأردن" حاولت إعادة ترميم بيتها الداخلي من جهة، وعلاقتها بالحراكات الشعبية والعشائرية والجماعات والأحزاب الأخرى من جهة ثانية، بخاصة بعد أن تضررت كثيرا في الأسابيع الماضية عن طريق نقل حراكها الى المخيمات ومحاولة نقل معلومة بان لديهم ثقل هناك ويثبت أيضاً، الى ان البيت الاخواني يعج بالخلافات الحادة ما بين الفئة التي فازت بانتخابات الجماعة والتي تسمى الصقور، والفئة الأخرى، حتى وصلت إلى تبادل الاتهامات مارسته فئة ضد أخرى في الانتخابات، وشراء أصوات، للتأثير على مجريات انتخابات الجماعة الداخلية.