الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة

جددت حركة "حماس" تأكيدها على عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة عربية أو غير عربية، وكذلك عدم القبول بأن يُزج باسمها في أي تناقضات داخلية أو مزايدات انتخابية عربية أو إقليمية، واستنكرت الزج باسمها وباسم ذراعها العسكري في معركة الانتخابات المصرية الدائرة حالياً.

ورفضت حركة حماس في بيان صحفي جاء رداً على اتهامات جهات رسمية مصرية وكتاب محسوبين على النظام السابق ومن مؤيدي المرشح الرئاسي الحالي الفريق أحمد شفيق. كافة الاتهامات التي وجهت لحماس في بعض وسائل الإعلام عن علاقة حماس بما يجري في مصر، واصفةً هذه الاتهامات بالباطلة والمستنكرة ولا أساس لها من الصحة.

ورفضت حماس في بيانها الذي تلقت الحقيقة الدولية نسخة عنه، الزج بعناصرها وذراعها العسكري " كتائب الشهيد عز الدين القسام" في معركة الانتخابات المصرية، من خلال محاولة البعض توجيه أصابع الاتهام لعناصر الحركة بالمشاركة قتل متظاهرين مصريين واقتحام السجون خلال "الثورة" في 25 يناير 2011.

وكانت صحيفة "الأهرام" المصرية قد ذكرت استناداً لتقارير تم رفعها للمجلس العسكري الأعلى في مصر أن عناصر من كتائب القسام وحركة حماس دخلت يوم 26 يناير 2011 البلاد عبر الأنفاق بمساعدة بعض العناصر داخل مصر, وقامت هذه العناصر بشن هجوم على حرس الحدود المصري وكان عددهم نحو 150 عنصرا مما أدى الى تراجع قوات حرس الحدود, وذلك بهدف اقتحام القوات في نشاط عسكري ليتم تهريب السلاح الى مصر ودخول عناصر تابعة لهم إلى الأراضي المصرية, وأكدت المصادر أنه علي الجانب الآخر قامت تلك العناصر بالاتفاق مع بعض من بدو سيناء بضرب الأكمنة الشرطية في وقت واحد, وهو ما حدث في كمين الشيخ زويد وكمين الطور وذلك لتسهيل عملية دخول هذه العناصر والأسلحة التي تحملها.

ودعت حماس كافة الجهات المصرية على اختلاف توجهاتها بأن لا تجعل من حماس كبش فداء في معركة انتخابية يحاول فيها البعض طمس الحقائق حول دماء الشهداء المصريين من خلال تحويل الجريمة إلى طرف ثالث متوهم، وللأسف يستسيغ البعض الزج بحماس وكتائب القسام طرفاً ثالثاً.

وقالت حماس: "لقد تردد في بعض وسائل الإعلام المصرية، وعلى لسان بعض الكتاب في مصر بعض الاتهامات لحماس ولكتائب القسام والادعاءات بأن رجالاً من حماس حركوا رجالاً من سيناء للتدخل في أحداث ميدان التحرير، وقد ادعى بعضهم بأن حماس كانت جزءاً من الطرف الثالث المسئول عن قتل المتظاهرين في ميدان التحرير".

واعتبرت هذه الاتهامات بأنها "باطلة ومستنكرة ولا أساس لها من الصحة، ولا سيما في هذه المرحلة الحساسة التي يخوض فيها المتنافسون على الرئاسة حملة إعلامية تعكس التحول الديمقراطي الكبير الذي تمر به مصر، والتي نأمل أن يكون عرساً ينعم بعده الشعب المصري بالاستقرار والأمن لكي تكون مصر رائدة في المنطقة كما عودتنا دائماً، تدافع عن أرضها وعن الأرض العربية وتشكل حصناً منيعاً للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني".

واستنكرت حماس الهجمة عليها مطالبة أصحابها "بالتوقف واتقاء الله في مجاهدين يواجهون حرباً شرسة من الاحتلال الصهيوني".

وأكدت أن سياستها الثابتة هي عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية أو غير عربية، وكذلك عدم القبول بأن يُزج باسمها في أي تناقضات داخلية أو مزايدات انتخابية عربية أو إقليمية.

واعتبرت أن "النقيض الأول والأخير لحركة حماس وللشعب الفلسطيني هو الاحتلال الصهيوني وأن ساحة الصراع مع هذا العدو هي أرض فلسطين وليس أي ساحة أخرى".

وأوضحت حماس أنها "حرصت دائماً على الحفاظ على أمن مصر، وذلك لقناعتها بأن أمن مصر من أمن فلسطين، وأن الشعب المصري الذي دفع دماءً غالية من أجل فلسطين يستحق الوفاء له ولأمنه واستقراره، وقد أثبتت حماس ذلك في كل المحطات ولن تغيرّ هذه السياسة أبداً، وفي هذا السياق فإننا نستحضر شهادة القوات المسلحة بأن الحكومة في غزة حافظت على الحدود أثناء الثورة المصرية، وكذلك فإننا نستحضر كيف ثبت كذب الادعاءات التي جاءت على لسان وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي باتهام أطراف فلسطينية بتفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية".

وأكدت أنها "الأكثر التزاماً بالسياسة الإيجابية تجاه مصر وأمن مصر وأرض مصر وأن هذه الاتهامات الانتخابية باطلة ولا تخدم العلاقات الأخوية الطيبة مع الشعب الفلسطيني الذي هو بأمس الحاجة لدعم مصر شعباً وقيادة للدفاع عنه ورفع الحصار الظالم على غزة والدفع باتجاه توحيده وإنهاء الانقسام فيه".