عمان - عبدالجليل العضايلة -كشف وزير التربية والتعليم الدكتور فايز السعودي عن خطة تطوير شاملة ستطبقها الوزارة الفترة المقبلة ستشمل تقديم دراسات لتقليص المناهج الدراسية للمراحل العليا، ودمج مدارس حكومية تقع ضمن نفس المناطق، اضافة الى إنشاء مدارس اهلية حكومية.
واكد السعودي خلال لقاء صحفي للحديث عن اهداف تطوير المدارس والمناهج الدراسية ان العمل بها سيبدأ اعتباراً من الاسبوع المقبل عبر زيارات ميدانية للمدارس في مناطق مختلفة من المملكة ليصار الى وضع اولويات التطوير وفقاً لهذه الزيارات تشمل اعادة النظر في اسس اختيار الادارات المدرسية المتبعة سابقاً.

مدارس حكومية أهلية
وكشف السعودي نية الوزارة بناء شراكة مع القطاع الخاص يقوم فيها الاخير بتمويل وانشاء مدارس متكاملة بمرافقها وتنقلاتها لتكون جاهزة لاستقبال الطلبة فنياً حيث ستقوم الوزارة بالاشراف عليها تعليمياً الى جانب دفع اقساط الطلبة السنوية من موازناتها السنوية للقطاع الخاص الباني والمشغل لهذه المدارس.
وقال السعودي ان الهدف من انشاء مثل هذه المدارس يأتي لتلبية متطلبات الزيادة المطردة لاعداد الطلبة في المملكة نتيجة النمو السكاني، الى جانب توافد عدد كبير من طلبة المدارس العرب من الدول المجاورة حيث سيخفف انشاء المدارس الاهلية الاكتظاظ والضغط على المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء.
كما اشار السعودي الى ان انشاء مدارس اهلية سيعطي الفرصة للمتقاعدين التربويين بالعمل فيها بعد التقاعد حيث ستكون لهذه المدارس الحرية في تعيين كوادرها من معلمين واداريين.
واعتبر السعودي ان وجود المدارس الاهلية سيخلق حالة من التنافس بين المدارس الخاصة من جهة وبين المدارس الاهلية والحكومية من جهة اخرى حيث سيسعى كل طرف وفقاً للدراسة المعدة بالسعي نحو تقديم الخدمة الافضل تعليمياً وادارياً ما سينعكس ايجاباً على مستوى الطالب المتلقي.
ورداً على استفسارات «الرأي» حول وجود موازنات لدى الوزارة لدفع اقساط الطلبة المقبولين في المدارس الاهلية قال السعودي ان الطالب في المدرسة الحكومية يكلف الوزارة سنوياً ما مقداره 552 دينارا ، مشيراً الى ان الميزانيات موجودة وباقية كما هي ولكن سيتم تحويلها الى مشغلي المدارس الاهلية من القطاع الخاص.
تقليص مناهج التوجيهي
وحول مناهج الثانوية العامة قال السعودي ان الوزارة ستقوم خلال الفصل الدراسي القادم بتقليص «الوحدات» المقررة للطلبة التقدم بها في امتحانات التوجيهي، مشيراً الى ان ذلك سيضمن ازالة «الحشو» من بعض المواد والتي ستترك للمطالعة الذاتية من قبل الطالب.
واضاف الى ان الوزارة ستقوم بارسال تعميم الى مديريات التربية حول الوحدات المحذوفة من المناهج في المرحلة الاولى على ان يتم اصدار طبعة جديدة للمناهج منقحة للموسم الدراسي المقبل 2012 /2013 .
واعتبر السعودي ان المفاهيم التوليدية وهي المفاهيم الثابتة التي لا تتغير مع مرور الزمن هي المفاهيم الاجدر ان يركز عليها الطالب خلال دراسته في المرحلة الثانوية في اشارة الى ان تقليص المواد سيشمل الصف الاول ثانوي والثاني ثانوي «التوجيهي».
واشار الى ان التوجه حول تطوير امتحان الثانوية العامة ان يعقد على مدار عامين وان يعطي نسبة 10 % من مجموع علامات العام الدراسي للمدرسة التي يتلقى فيها الطالب تعليمه في اشارة الى اعطاء المدرسة والمعلم قوة لتوجيه مسار الطالب السلوكي والتعليم للحصول على النسبة المدرسية.
وفي نفس السياق ان نسبة الـ 10 % لن تكون ثابتة حيث سيتم زيادتها خلال السنوات المقبلة ان اثبتت فعاليتها تمهيداً لمرحلة متقدمة تعطى فيها الجامعة مسؤولية اختيار التخصص المناسب للطالب وفقاً لقدراته وميوله والغاء حصر التحاق الطالب بتخصص معين وفقاً لمجموع علامته في الثانوية.

دمج المدارس
وضمن نفس خطة التطوير التي ستتبعها الوزارة قال السعودي ان الوزارة ستقوم بدمج المدارس التي تتبع لنفس المناطق لتوفير بيئة تعليمية وتربوية اقوى من خلال التركيز على مدرسة واحدة على ان تقوم الوزارة بتوفير وسائط نقل خاصة للطلبة لايصالهم الى نقاط قريبة من سكنهم.
واكد السعودي ان الموازنات المطلوبة لاجراءات الدمج ونقل الطلبة متوفرة لدى الوزارة ولن يكون بها اي تأخير ، مشيراً في الوقت ذاته الى تأمين المدارس البعيدة بمختبرات علمية وحاسوبية ومكتبات «متنقلة» تزور المدارس ضمن جدول زمني معد مسبقاً وفقاً لحصص الطلبة التعليمية.
واشار الى ان هدف الوزارة ضمن هذا السياق ينصب نحو تطوير البيئات المادية مثل الكوادر الادارية والمباني ، والمعنوية مثل الكوادر التعليمية والوسائل التكنولوجية لتحفيز الطالب على كيفية التعلم وليس التلقي فقط.
وضمن هذا الجانب كشف السعودي الى حملة ستقوم بها الوزارة لاعادة النظر في القيادات المدرسية من مدراء تربية ومدارس ومساعدين، معتبراً ان اختيار هذه الكوادر بعناية من شأنه ان يؤسس لجيل واعد ، مؤكداً في ذات الوقت ان المجتمع المحلي (اولياء امور الطلبة) سيكون له دور في اختيار مدراء المدارس.

الشراكة في التعليم
وكشف السعودي الى ان الوزارة بصدد انشاء مظلة تعليمية تشارك في التعليم وبناء مستقبل الطلبة مثل وزارة الاوقاف والاتصال والتنمية السياسية في تنسيق ارساء القيم الحميدة للطالب في كل مكان يرتاده غير المدرسة.
واشار الى ان هذا التوجه سيترجم من خلال اعتماد قيم حميدة مثل الصدق والوفاء في كل فصل دراسي لترسيخها لدى الطلبة و تعمم على الجهات المختصة لتأكيدها عبر منابرها مثل «صلاة الجمعة» في المساجد بحيث لا يرى الطالب ان هناك اختلافا فيما يتعلمه عما يشاهده على الواقع.