فيما يبحث المحللون كيفية التفوق على أسبانيا ، يتحدى لاعبو المدرب فيسنتي دل بوسكي منافسيهم أن يتجرأوا على مهاجمتهم ، فهل يقبل هؤلاء التحدي؟
وتستهل أسبانيا اليوم أمام إيطاليا مشاركتها في البطولة كمرشحة أولى للقب ، فيما لا تزال طريقة لعبها المعتمدة على اللمسة الواحدة تخلق جدلا واسعا حول أنسب طرق اللعب التي يمكنها التفوق عليها.
وبما أن كرة القدم ليست علما محضا ، يبدو الجدل بلا نهاية والمقترحات كثيرة. وفي هذا الجدل ، يشارك المنتخب الأسباني نفسه.
وقال المدافع الأسباني جيرارد بيكيه :»عندما تسيطر على الكرة وتملك الاستحواذ بنسبة 60 أو 70 بالمئة ، تقل احتمالات الخسارة. ليت منافسينا يغلقون على أنفسهم الباب في الخلف».
أمر شبيه صرح به المهاجم فيرناندو يورينتي :»سيكون من الجيد أن تبقى كل الفرق في الخلف وتترك لنا الكرة ، فسيصبح إحرازنا للأهداف مسألة وقت».
فهل تكون تلك التصريحات صادقة أم أنها جزء من استراتيجية ما؟ تحديد ذلك ليس بالمسألة السهلة.
فالوقائع تشير إلى أن الطريقة التي تساعد من أجل الفوز على أسبانيا غير واضحة تماما ، في ظل قدوم حامل اللقب إلى بطولة أمم أوروبا بسجل يتضمن 15 انتصارا متتاليا في المباريات الرسمية ، في رقم قياسي.
فازت سويسرا على أسبانيا 1/ 0 في أولى مبارياتها في مونديال جنوب أفريقيا عبر دفاع صلب وهجمة وحيدة ، لكن باراجواي خسرت أمامها 0/ 1 بنفس طريقة اللعب في دور الثمانية.
وفي الدور قبل النهائي لنفس البطولة فازت أسبانيا 1/ 0 على ألمانيا التي حاولت منافستها على حيازة الكرة.
وتأهلت أسبانيا إلى البطولة القارية بسهولة أمام منافسين منغلقين تماما ، تغلبت عليهم جميعا ذهابا وإيابا.
وهناك مسألة أخرى تتعلق بمعرفة ما إذا كان منافسو أسبانيا لديهم نفس العناصر التي قد تمكنهم من تقديم نفس أداء أبناء دل بوسكي.
لأن الحقيقة أن منتخبات قليلة للغاية (بل ربما لا توجد أصلا) تملك لاعبين يتميزون بإبداع أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز وديفيد سيلفا وخوان ماتا وسانتي كازورلا.
ذلك هو ما ألمح إليه بيكيه عندما قال :»كل فريق يؤقلم نفسه على ما لديه من لاعبين ، وعليه أن يتبع طريقة اللعب التي تشعرهم بالراحة».
ورغم أن اللاعبين لا يريدون قولها صريحة ، يقول الواقع إن المنتخب الأسباني يأمل أن ينغلق منافسوه أمام منطقة جزائهم. سواء بدافع الضرورة أو استراتيجية اللعب.
ويستهل الفريق مشواره في البطولة أمام إيطاليا بحقيقة وحيدة: الرغبة في السيطرة منذ البداية. لكن اللغز سيبقى متعلقا بما يريده منافسه. مباغتة أسبانيا في نصف ملعبها أم التقوقع في الخلف؟ وهو الجدل الذي لم يتوقف طيلة الأعوام الأربعة الماضية.