الحقيقة الدولية -الرمثا – محمد فلاح الزعبي

عقدت الجمعية العربية للفكر والثقافة مساء أمس السبت مناظرة بين ستة من علماء ومتخصصين في الطاقة النووية اجتهد خلالها كل منهم في إقناع الحضور بوجهة نظره سواء المؤيدة أو المعارضة لإقامة المفاعل النووي في الأردن في ظل تزايد الاحتجاجات في لواء الرمثا وسلسلة من الاعتصامات نفذها أبناء اللواء، في سبيل ثني الحكومة عن الاستمرار في تنفيذ المفاعل النووي البحثي على أرضهم .


وكان الحديث الأكثر جذبا وقبولا للحضور للدكتور نضال الزعبي والذي قال لا يمكن أن نبني مفاعلات نووية بناء على هلوسات متنفذين ومسؤولين يعملون بشكل عشوائي وبتخبط ودون دراسات مسبقة .

وأضاف الزعبي بان من أول شروط إقامة المفاعلات النووية أن تكون الكفاءات البشرية كلها وطنية وهناك عملية منضمة لإقصاء العلماء الأردنيين وهو ما يجعلنا نتساءل لصالح من يحدث ذلك، ولمصلحة من يتم هذا المفاعل .

وأشار الزعبي إلى ان كل الأرقام التي بني عليها المفاعل النووي هي أرقام خاطئة ومضللة مؤكدا انه وعندما حاول التصحيح وخرج عن صمته تم إقصاءه وجوبه بحرب من قبل أصحاب المصالح الخفية .

وحذر الدكتور نضال الزعبي من الاستمرار بمشروع المفاعلين النوويين على أراضي الرمثا خاصة في منطقة تكتظ بالمواطنين وداخل الجامعة التي تحتضن 25 الف طالب في ظل عدم الترخيص وعدم وجود مكب للتخلص من النفايات المشعة مستقبلا إضافة إلى عدم اخذ موافقة المجتمع المحلي على المشروع.

الدكتور علي المر قال بأننا ابتداء لسنا معارضين لإقامة المفاعلات النووي ولسنا معارضين لاستخدام الطاقة النووية ولكن يجب توفر الشروط الأساسية والمثالية في بناءها واستخدامها مشيرا إلى انه لا يوجد أي إشعاع مها قل لا يحدث تأثيرا على الإنسان .

وبين المر وهو متخصص في مجال الطاقة ويعمل بها منذ أكثر من ثلاثة عقود ان تفكير الأردن باستخدام الطاقة النووية ليس الآن بل منذ عام 1988م وعرض على المملكة إنشاء مفاعل نووي بشكل مجاني وبكلفة لم تتعد مليونين ونصف المليون دينار لكن لم يوافق على المشروع، متسائلا عن سبب الموافقة حاليا وبكلفة تتجاوز 135 مليون دينار.

وأشار المر إلى ان المشروع لم يدرس جيدا ولم يستوف الشروط اللازمة من ترخيص وتوفير بيئة مناسبة ووفرة المياه العذبة بآلاف المترات المكعبة شهريا وتوفير تمويل مالي كبير، مقترحا انه في حال لزوم إقامته ان يتم اختيار الأرض بعيدا عن تجمعات المواطنين وفي منطقة تضمن خفض التكلفة والتلوث البيئي.

ودعا الدكتور باسل برقان الى الوقوف بحزم في وجه إقامة المفاعلين على ارض الرمثا لما يحملانه من تهديد مباشر للمواطن والبيئة في زيادة معدل أمراض السرطان والتي بات المجتمع الأردني يعاني من ارتفاع نسبها.

وأضاف الأشعة لا يمكن ان نشعر بها وبالتالي فتأثيرها على الإنسان كبير مشيرا إلى أن هناك دراسات أمريكية تؤكد ان الأشعة خطيرة مهما كانت درجتها وهناك الآلاف الحوادث النووية في جميع المفاعلات النووية وفي اعرق جامعات العالم متسائلا اذا كانت ذلك عند الدول العريقة بهذا المجال فكيف في بلدنا الناشئ ودون وجود أي خطة لامان المفاعلات .

فيما أيد الدكتور صالح درابسة والدكتور علي العجلوني إقامة المفاعلات النووية، معتبرا ان خطورتها غير كبيرة وأنها ذات نظام تحكم دقيق خارج الأخطاء البشرية والتي تكون هي السبب الأكبر للتلوث الإشعاعي.

ودار نقاش مطول بين العلماء والحضور تبادلوا خلاله التساؤلات والأفكار حول مخاطر المفاعلات النووية وأضرارها المترتبة على المواطنين والأراضي الزراعية المعرضة للتلوث البيئي واتسم بالرقي والحضارية الكبيرة من قبل العلماء والحضور على حد سواء.