اختتمت في العاصمة الكازاخستانية استانا اعمال المؤتمر الرابع لعلماء وقادة الاديان الذي حمل شعار التسامح والسلام خيار الانسانية.
واكد سمو الامير الحسن بن طلال في كلمة له في اعمال المؤتمر القاها نيابة عن سموه امين عام المنتدى الدكتور الصادق الفقي، ان الحوار بين أتباع الأديان، أصبح من ضرورات عالمنا المعاصر، ومن أهم أدوات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي، التي تتطلبها الحياة، لما له من أثر في تنمية قدرة الأفراد على التفكير المشترك، ووسيلة للفهم والتآلف والتعاون والتضامن، اضافة الى انه يحرر الإنسان من الانغلاق والانعزالية والجمود.
وقال إن الأوضاع الراهنة للمجتمعات العالمية ومعضلاتها الإنسانية المتفاقمة من حروب ودمار، وفقرٍ ومرض وجهل، وتزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وغياب العدل الاجتماعي، وتدهور أوضاع حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وحالة الاغتراب والانحراف الأخلاقي، والكوارث البيئية والمجاعات وغيرها، «تدعونا لأن نجعل الأديان تؤدي دورها الفاعل في الحياة الإنسانية، وأن تقوم بتوجيهها الضامن لتماسك القيم والأخلاق في المجتمع البشري».
ودعا المشاركون إلى لتعزيز التعاون فيما بينهم اكثر من اي وقت مضى واتخاذ خطوات عملية وجريئة تمكنهم من الإسهام في إنقاذ المجتمعات الإنسانية من هذه الأخطار المحدقة بها, مشيرا الى ان القيمة المضافة لهذا المؤتمر الرابع هي بحق في منهجية اختيار القضايا، التي تطرح للنقاش والتداول، حيث يتعدى المنظورات التجريدية للدين، على أهميتها، إلى راهن واقعنا الاجتماعي وما يتطلبه من سلام واستقرار.
وخلص المؤتمر الذي حضره ممثلون عن ثلاثين دولة مختلفة من ضمنها الاردن الى ان الدين هو من أهم الوسائل المؤثرة في حل المشاكل الاجتماعية في المجتمع الحديث وتحقيق السلام العالمي والازدهار.
واكد المشاركون وقوفهم الى جانب الشخصيات السياسية والعامة للمساهمة في معالجة التحديات الصعبة التي تهدد المجتمعات من فراغ روحي والأزمة الأخلاقية وتآكل المثل الأخلاقية والمعنوية والتطرف والإرهاب.
وعبروا عن قلقهم من استمرار الحروب والصراعات العرقية وارتفاع معدلات الجريمة ومظاهر التعصب الديني والتطرف الذي يفضي إلى العنف في المناطق المختلفة من الأرض واتباعاً للتقاليد الروحية من معتقداتنا ندين التهديد باستعمال القوة أو استعمالها بأي شكل من الأشكال وندعو جميع الدول على العمل معاً لحل هذه المشاكل.
ودعوا إلى تحسين آلية التفاعل بين الطوائف الدينية والقيادات السياسية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.
كما ايدوا إنشاء مجلس الزعماء الدينيين الذي سيساهم من خلال من خلال أنشطته في زيادة تعميق التفاهم والتعاون المتبادلين بين أفراد الديانات المختلفة.