عمان- إبراهيم السواعير - ثمّن فنانون أردنيون مكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني التكفل بعلاج الفنان عضو النقابة عثمان الشمايلة، الذي يعاني من مرض تشمّع الكبد في مراحل حرجة.
وقد أعرب نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب عن تقديره هذه اللفتة الكريمة، التي دائماً تنقذ النقابة من أوضاعها المالية الصعبة، متمنياً لو يصار إلى آلية ما بين النقابة والحكومة؛ بسبب الدين الذي فاق طاقة النقابة في تسديد التزامات بلغت 125 ألف دينار، ديناً عليها لشركات التأمين الصحي.
وعن تكرر حالة الفنان الشمايلة عند زملائه في أمراض تعجز عن علاجها النقابة، قال الخطيب إنّ التأمين الحالي الذي يدفع خلاله عضو النقابة 21 بالمئة، في حين تدفع النقابة ثمانين بالمئة، كلّف النقابة أعباءً لم تستطع سدادها، واجداً أن البديل الوحيد هو الآلية التي اقترحها، وفي السياق ذاته، قال الخطيب إنّ مشروع (صندوق النقابة) الذي اقترحه مجلس النقابة يمكن أن يحل مشاكل كثيرة للفنانين، من بينها هذا الموضوع.
الفنان محمد العبادي أعرب عن تقديره لمكرمة جلالة الملك، التي هي ليست غريبةً على جلالته، وهي متوقّعة من أبنائه الفنانين الذين يمثلون المجتمع ويحملونه إلى العالم عبر مشوارهم الطويل، فهم فئة تستحق بالفعل ما هو أكبر من صندوق النقابة، واجداً للصندوق العذر بسبب ضيق ذات اليد.
وقال العبادي إنّه بمقدار ما تألّم لحالة الشمايلة وهو يعاني المرض بعد هذا المشوار الطويل مع الفن ورسالته الكبيرة، بمقدار ما أثلج صدره أن يتكفّل جلالة الملك بعلاج زميله بعد كلّ هذا العطاء.
وأضاف العبادي أنّ الفنان في كلّ بلاد العالم هو سفير بلده وحامل رسالته، وحينما تكرّم الدول أبناءها من الفنانين والمبدعين فإنّها لا تكرّمهم بصفتهم الشخصية وإنما بصفتهم ركناً مهماً من أركانها، يحملون هويتها وتراثها ورسالتها الحضارية، بل هم مؤشر حقيقي على قوتها وازدهارها. وقال العبادي: نحن تعوّدنا في عمرنا الطويل في ظلّ قيادتنا الهاشمية على هذه المكارم الكبيرة التي ينال ثمارها جميع أبناء الشعب الأردني، فهي ليست مكرمةً بعيدةً عن جلالة الملك، مضيفاً أنّ فنانين كثيرين ذكرهم عالجهم الديوان الهاشمي العامر بإيعازٍ من جلالة الملك، نصير الثقافة والفن والفكر.
وقال إنّ الفنان الأردني بصفته جزءاً مهماً في هذا الوطن، فإنّه يقدّر لجلالة الملك هذه الفزعة الكريمة الصادقة، وعن ظروف النقابة مالياً، قال العبادي إنّ الدولة التي تحمل ما هو أكبر من صندوق النقابة تستطيع فعلاً أن تجعل من الألف فنان أردني على الأكثر محاطين برعايتها، لأنهم مشعل حضاري وثقافي وفني، ورصيد غالٍ عند من يقدّر الفن في دول العالم وشعوبه.
الفنان محمد القباني قال إنّ مكرمة جلالة الملك للفنان الشمايلة ليست بعيدةً على الملك الهاشميّ النبيل، الذي عوّد الجميع على مكارمه ومؤازرته ومواقفه الصادقة التي لا تنتهي.
أضاف القباني أنّ هذه المكرمة الكبيرة، تطرح بالفعل مسألة غاية في الأهميّة، وهي أن يُصار إلى التفكير جديّاً بتأمين الفنان الأردني ووصوله، لا قدّر الله، إلى أوضاع محرجة، فإلى أين يسير؟!.. وكيف يتم حل مشاكل مماثلة لحالة الشمايلة؟!.. هو المهم الذي يراه القباني سؤالاً يمنع عن هذا الفنان التوجه دائماً إلى الديوان الملكي، مع أن جلالة الملك لم يردّ أحداً أو يغلق باباً بوجه أحد، مضيفاً أنّنا بصفتنا الفنيّة بحاجة إلى حل جاد، لا يقف عند صندوق النقابة المتواضع، فالحالة الفردية للفنان، كما قال القباني، يمكن أن تنسحب على الحالة العامّة في ضرورة وجود تأمين صحّي جيد ومواتٍ يجعل من الفنان لا يفكر بغدٍ مليء بالهموم، وإنما يظلّ على إبداعه، لأنّ غداً هو يوم مشرق، ويجب أن يكون مشرقاً على الدوام، لا يثني الفنان عما وُجد لأجله مبدعاً وحامل رسالة.