العربية.نت
أكدت الكاتبة الأمريكية من أصل مصري ناهد مصطفى حافظ، الشهيرة بـ"نوني درويش"، أن الثورات الحالية في العالم العربي ستفشل، معتبرةً أنه اذا وافق المصريون على أن تكون الشريعة هي المصدر الأساس للتشريع فلا يمكنهم أن يشتكوا بعد ذلك من الديكتاتورية والطغيان.

يُذكر أن درويش هي ابنة القائد الفدائي المصري مصطفى حافظ الذي قتله الإسرائيليون في غزة عام 1956، إلا أنها وبعد أن هاجرت الى أمريكا في السبعينات تبنّت موقفاً شديد التأييد لإسرائيل ونزعت الى تحميل الثقافة الإسلامية المسؤولية عما اعتبرته عنفاً وكراهية ضد إسرائيل وأمريكا.

وشرحت درويش ضمن حديثها الى برنامج "نقطة نظام" على قناة "العربية" أنها ومن خلال أحدث كتبها وهو "الشيطان الذي لا نعرفه - الجانب المظلم من ثورات الشرق الأوسط"، تحاول تفصيل أسباب فشل الثورات في العالم العربي منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية عام 1923.

وتساءلت: "لماذا كان الزعماء السابقون ديكتاتوريين؟ وهل هي مشكلتهم هم أم أن العيب في النظام؟ هل لدينا الجرأة لكي نسأل لماذا لدينا ديكتاتوريون في كثير من البلدان العربية؟".

فشل ثورة 1952واعتبرت درويش أن سبب فشل ثورة 1952 في مصر هو نفس سبب فشل الثورات الحالية، شارحةً أن الضباط الذين قاموا بالانقلاب السابق كانوا منتمين الى جماعة الإخوان المسلمين لكنهم انقلبوا على الحكام الجدد عندما لم يطبقوا الشريعة فحاولوا قتل عبدالناصر، كما أنهم قتلوا أنور السادات، حسب قولها. وتخوفت درويش من تكرار ما حدث بعد ثورة 1952 اليوم.

وشددت على أنه يجب على المصريين أن يحترموا من يفوز في انتخابات الرئاسة سواء كان اسلامياً ام لا، الا انها رجحت ان يتم الاطاحة بأي رئيس غير اسلامي لا يطبق الشريعة.

وقالت درويش إن أملها خاب عندما لم تر في ميدان التحرير لافتات تنادي بفصل الدين عن الدولة او إزالة المادة الثانية من الدستور المصري التي تقضي بأن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع.

إلا أنها أكدت أنها لا تنازع الشعب المصري في قبوله لهذه المادة من خلال استفتاء، مضيفةً أنه في حال وافق الشعب المصري، من خلال الاستفتاء، على هذه المادة فلا يعود مسموح له الشكوى من الديكتاتورية وانعدام الحرية.

واعتبرت أنه "اذا حاول أي دين أن يصبح دولة فمعنى ذلك أنك لا تستطيع أن تنتقد الدولة"، شارحةً أن الصدام يقع عندما تصبح الشريعة هي قانون الحكم ولا قانون فوقها.

الإسلاموفوبياوفي سياق آخر شكت درويش من كون بعض الجماعات الاسلامية في امريكا والغرب تطالب بتطبيق حكم الشريعة في تلك البلدان ما يثير نوع من الاسلاموفوبيا، متسائلةً: "هناك يابانيون ومكسيكيون وصينيون في أمريكا فلماذا المسلمون وحدهم الذين يطالبون بتطبيق قانونهم (الشريعة)؟".

ونددت بما قام به القسّ الأمريكي تيري جونز من حرق المصحف الشريف، الا أنها فسّرت ذلك بأنه رد فعل على دوس بعض المسلمين للعلم الامريكي في نيويورك ومطالبتهم الملحة بتطبيق الشريعة في الولايات المتحدة.

يُذكر أن درويش وصفت نفسها على غلاف احد كتبها وعنوانه "جعلوني كافرة" بأنها ابنة شهيد مسلم ومع ذلك فقد زارت إسرائيل وأعلنت هناك انها تسامح الإسرائيليين على دم والدها ودعت الى التسامح والغفران. الا أنها لا تتطرق في كتاباتها عن إسرائيل والعرب الى السبب الرئيسي في النزاع اي الى الاحتلال.