القاهرة - ظاهر الضامن وعناد السالم - قال المرشح الرئاسي المصري خالد علي ان مصر اليوم تواجه كل الاحتمالات ولن تعرف الاستقرار قبل اربع سنوات على الاقل. محذرا من نشوب حرب اهلية اذا لم يلتزم الجيش بتسليم السلطة في موعدها او تلاعب بصلاحيات الرئيس المنتخب عبر مشروع الاعلان الدستوري المكمل الذي ينوي المجلس العسكري الحاكم اصداره قريبا.
وحدد المرشح علي, في مقابلة مع الرأي في مقر حملته الانتخابية وسط القاهرة, الاحتمالات التي تواجه مصر في الحاضر والمستقبل بامكانية حدوث انقلاب عسكري او تزوير الانتخابات لصالح احمد شفيق الذي يعتبره علي مرشح المجلس العسكري, او فوز مرشح الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي بالانتخابات او فوز احد «مرشحي الثورة», وفي كل هذه الاحتمالات لن يكون هناك استقرار في البلاد قبل مرور اربع سنوات على الاقل.

فحدوث انقلاب عسكري كامل وتسلم الجيش مقاليد السلطة المطلقة, ستقود البلاد الى حرب اهلية, كما يرى علي الذي يعتبر ان النية باصدار اعلان دستوري مكمل يحدد صلاحيات الرئيس, وضع مصر فعلا على اعتاب هذه الحرب.
ويتهم علي الذي يعتبره انصاره مرشح الشارع الشعبي والفقراء والعمال والفلاحين, المجلس العسكري بالسعي لمواصلة حكم البلاد طمعا في السلطة والحفاظ على التركيبة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للنظام السابق.
اما تزوير الانتخابات, ان حدث, فمن شأنه ان يشعل البلاد ايضا ويعيد الناس الى الشوارع من جديد.
اما في حالة فوز مرشح الاخوان المسلمين فان مصر ستتحول,حسب علي, الى قندهار جديدة, مشيرا الى حجم الاسلحة الكبير الذي يتم تهريبه الى البلاد وخصوصا من ليبيا. الامر الذي يثير مخاوف كبيرة على الاستقرار خصوصا, يضيف علي, مع وجود صراع شرس على السلطة.
هذا الصراع يعتبره المرشح القادم من احد اكثر احياء القاهرة فقرا, سببا لعدم الاستقرار حتى في حالة فوز احد مرشحي الثورة والذين هم من وجهة نظر خالد علي, الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح وابو العز الحريري وهشام البسطويسي وحمدين صباحي اضافة الى علي نفسه.
ويعيب خالد على السياسيين المصريين وعلى المجلس العسكري كذلك, غياب ما يسميه العقل في ادارة الصراع, موضحا ان غياب هذا العقل يخلق حالة من عدم الاطمئنان لدى الناس. كما ان هذا الغياب, فوت فرصة تاريخية لن تتكرر عندما نجحت الثورة باسقاط الرئيس السابق, هذه الفرصة التي لم تستغل, يقول علي, كانت مثالية لتشكيل هيئة تأسيسية من كل القوى السياسية ولن يكون بمقدور واحدة منها ادعاء امتلاك الثورة لان هذه الثورة صنعها الشارع.
المرشح علي, الذي يبدو حتى في اوساط انصاره فاقدا لفرص الفوز, يؤكد بثقة عالية ان المجلس العسكري يسعى للتدخل في نتائج الانتخابات لصالح المرشح احمد شفيق, معتبرا ان شفيق هو من استطاع ان يعيد تنظيم صفوف فلول النظام السابق وليس المرشح القوي الاخر عمرو موسى, الامر الذي جعل المجلس العسكري يقدم شفيق على الاخير, خصوصا ان شفيق ضابط سابق في القوات الجوية, بينما موسى لم يكن عسكريا من قبل.
وحول المطلوب من المجلس العسكري لتفادي انزلاق البلاد الى حالة اعمق من عدم الاسقرار, اكد على ان اهم اجراء هو ضمان نزاهة الانتخابات وتسليم السلطة بشكل حقيقي الى الرئيس المنتخب وان يكون الجيش خاضعا لولاية هذا الرئيس. غير ان علي يبدي شكوكا عميقة بنوايا الجيش لتنفيذ المطلوب منه متهما المجلس العسكري بالسعي الى تنصيب رئيس من ابناء الجيش او النظام السابق للحفاظ على تركيبة توزيع الثروة والسلطة التي كانت قائمة في العهد السابق. مشيرا الى هذا هو جوهر الصراع السياسي الداخلي حاليا.