الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة

ربطت قوى سياسية فلسطينية نجاح اتفاق حركتي فتح وحماس الذي تم مساء أمس في القاهرة برعاية مصرية، والقاضي بتنفيذ اتفاقي القاهرة والدوحة الموقعين بين قيادة الحركتين منذ أشهر، بالتنفيذ السريع والدقيق للاتفاق على الأرض بعيداً عن سياسة المصالح.

وتوصلت الحركتان الى اتفاق لتنفيذ الاتفاقين السابقين في جلسة عقدت برعاية مصرية بين قيادة فتح ممثلة برئيس وفدها للحوار عزام الأحمد وعضو لجنتها المركزية صخر بسيسو، وقيادة حماس ممثلة بنائب رئيس مكتبها السياسي موسى ابو مرزوق وعضو المكتب السياسي محمد نصر .

ويقضي الاتفاق بأن تبدأ لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة عملها اعتبارًا من يوم الأحد القادم الموافق 27 مايو الحالي، وفي اليوم نفسه تبدأ المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال ابو مرزوق على صفحته على الـ"فيسبوك" اليوم، إن الاتفاق الذي وقع بين حركتي فتح وحماس بالقاهرة يقضي أن تبدأ لجنة الانتخابات المركزية عملها في قطاع غزة اعتبارا من السابع والعشرين من الشهر الجاري، مشيراً إلى أن وفدي حماس وفتح سيلتقيان لبدء مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة المتفق عليها يوم 27-5-2012 فور بدء لجنة الانتخابات المركزية عملها في قطاع غزة.

وأضاف، إن مشاورات تشكيل الحكومة بين الوفدين ستنتهي بلقاء بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والرئيس محمود عباس بالقاهرة خلال مدة لا تتجاوز 10 أيام للإعلان عن الحكومة الجديدة.

واضاف "تستأنف لجنة الإنتخابات المكلفة بإعداد قانون انتخابات المجلس الوطني عملها اعتبارا من 27-5-2012 لتهيئة الأجواء لإجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بالتزامن، كما ويتم تحديد موعد إجراء الإنتخابات بالتوافق بين كافة الفصائل والقوى الفلسطينية في ضوء إنجاز عمل لجنة الإنتخابات المركزية، بالإضافة الى تحديد مدة عمل الحكومة التي سيتم تشكيلها بفترة لا تزيد عن 6 أشهر لتنفيذ المهام المتفق عليها بما في ذلك ( إجراء الإنتخابات- البدء في إعادة إعمار غزة) مع ربط مدة هذه الحكومة بالموعد الذي سيتم التوافق عليه لإجراء الإنتخابات.

ونص الاتفاق أيضاً حسب أبو مرزوق "على أنه في حالة تعذر إجراء الإنتخابات في الموعد المتفق عليه نتيجة أية سبب خارج عن إرادة الأطراف يلتقي الطرفان لبحث إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة برئاسة شخصية مستقلة يتم التوافق عليها، كما تم التأكيد على أهمية تنفيذ ما ورد باتفاقية الوفاق الوطني بشأن تهيئة الأجواء لإجراء الإنتخابات وذلك من خلال سرعة العمل على تطبيق توصيات لجنتي الحريات العامة في الضفة والقطاع، وعلى حكومة التوافق الوطني إنجاز ملف الحريات العامة كاملاً في أسرع وقت ممكن قبل إجراء الإنتخابات وفق القانون".

وقال: "يعد ما ورد في هذا الاتفاق رزمة واحدة وتعد التوقيعات الواردة به ملزمة للطرفين وستقوم مصر من جانبها بالمراقبة والإشراف على تنفيذ كل طرف لالتزاماته بما في ذلك قضايا الحريات العامة".

من جهته، أعرب مسؤول الجبهة الشعبية في قطاع غزة كايد الغول عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية، عن أمله في أن يتكلل اتفاق حركتي فتح وحماس الأخير بالنجاح، لأنه ينسجم مع موقف الجبهة الداعي لتطبيق اتفاق القاهرة فوراً لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة.

وأكد الغول في بيان صحفي، ضرورة بحث الاتفاقيات الثنائية مع الكل الوطني لترسيمها بقرار وطني، بما يعزز من الشراكة والمسئولية الوطنية، خاصة وأن الانقسام قد طال الكل الوطني والقضية الوطنية والشعب بجميع فئاته، وأن استعادة الوحدة الوطنية هي مسئولية وحاجة وطنية في ذات الوقت.

وشدد على أن الجبهة الشعبية ستبذل جهودها المخلصة جماهيرياً ووطنياً لتنفيذ الاتفاق سواء في إطار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أو في الإطار القيادي الخاص بتفعيل وتطوير المنظمة، أو في إطار القوى الوطنية والإسلامية وفي النشاطات الجماهيرية.

وطالب الغول الطرفين بعدم التعامل مع هذا الاتفاق كما جرى مع الاتفاقات السابقة سواء الثنائية منها أو الوطنية والتي تعطّلت في الجوهر لأسباب فئوية.

بدورها أعربت المبادرة الوطنية الفلسطينية عن ترحيبها بالاتفاق الذي تم في القاهرة، وقالت، إن الاتفاق يستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني بتحقيق الوحدة الوطنية واستعادة النظام الديمقراطي، مضيفة أن من شأن الاتفاق إتاحة المجال أمام اجراء الانتخابات المحلية ومن ثم الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.

وأكدت المبادرة الوطنية في بيان صحفي، أن إنهاء الانقسام بات أولوية للشعب الفلسطيني من اجل استعادة الوحدة الوطنية ومواجهة مخططات الاحتلال بصفوف موحدة في ظل ما تتعرض له القضية الوطنية.

من جانبه اعتبر رئيس تجمع الشخصيات المستقلة ياسر الوادية الاتفاق بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح، مطالباً حركتي فتح وحماس بتنفيذ خطوات الاتفاق بجدية على الأرض.

وقال الوادية في بيان صحفي، إن الكل الفلسطيني مطالب اليوم بدعم تنفيذ الاتفاق لأن الوضع أصبح لا يحتمل أكثر من ذلك، مشيراً الى أن تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة الرئيس محمود عباس كفيلة بحل قضايا ومشاكل ومظاهر الانقسام التي سادت.

أهم بنود الاتفاق الجديد بين "فتح" و"حماس"

فيما يلي عناصر الاتفاق الجديد الذي تم إبرامه بين "فتح" و"حماس" في القاهرة:

1- تبدأ لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية عملها يوم 27 أيار الجاري.

2- تبدأ المشاورات لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس محمود عباس يوم 27 أيار الجاري.

3- تنتهي المشاورات لتشكيل الحكومة في غضون 10 أيام من تاريخ 27 أيار الجاري.

4- تبدأ جميع اللجان أعمالها.

5-مدة الحكومة الجديدة هو 6 أشهر ومهمتها التحضير للانتخابات والبدء بإعادة اعمار غزة.

6- تجري الانتخابات في غضون فترة لا تزيد عن 6 أشهر من تاريخ تشكيل الحكومة الجديدة.