في رسالة تفيض أبوة ومحبة ودعما غير محدود للشريحة المعطاءة في مجتمعنا، وضع جلالة الملك عبدالله الثاني سواء من خلال استقباله في الديوان الملكي الهاشمي نقيب وأعضاء مجلس نقابة المعلمين يوم امس أم عبر ما انطوت عليه الرسالة التي وجهها الى نقيب المعلمين الأمور في سياقها الطبيعي وفق قراءة ملكية عميقة ودقيقة للمشهد التربوي في الاردن والذي تشكل مهنة التعليم فيه حجر الأساس في نبل المهنة وتجليات المعاني والقيم الانسانية الأصيلة..
ولئن حرص جلالته على تقديم تهانيه وامنياته بالتوفيق بتأسيس هذه النقابة، فان جلالته وهو يشير الى ان قيام النقابة انما جاء ترجمة حقيقية لارادتهم بالتنظيم المهني والنقابي والوطني الهادف والبناء، فانما اراد تذكير الأردنيين جميعا (عبر نقابة المعلمين) بان قيام النقابة انما جاء كخطوة هامة على طريق الاصلاح وتعزيزاً لمسيرتنا الديمقراطية وبخاصة ان بناء الهرم القيادي للنقابة انما جاء وفق ارقى الممارسات الديمقراطية التي يفخر الاردن بأنه سجل انجازات على طريق مأسستها وتجسيدها مبادئ الشفافية والحرية بعيدا عن الضغوط او الاقصاء والالغاء..
وهو ما شهد به الجميع ممن خاضوا تجربة انتخابات المعلمين او اؤلئك الذين تابعوا مجرياتها منذ ان تم اقرار قانونها عبر مساراته الدستورية وايضا في فترة الترشيح وفتح الصناديق وفرز الاصوات..
نحن اذاً أمام دعوة ملكية صريحة، واضحة ومباشرة الى نقابة المعلمين كي تقوم ببناء شراكات حقيقية مع القطاعات والمؤسسات المعنية بدعم العملية التربوية التعليمية وخصوصا وزارة التربية والتعليم ومؤسسات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ووسائل الاعلام لحفزهم على تحمل مسؤولياتهم تجاه اجيال المستقبل..
من هنا يجدر بكل من يعنيهم المشهد التربوي الوطني وامتداداته الأفقية والعامودية ان يدققوا جيدا في ما انطوت عليه الرسالة الملكية من ابعاد ودلالات وصولاً الى ما يضمن حصول ابنائنا وبناتنا الطلبة على افضل مستويات التعليم وبناء قدرتهم للمشاركة بفاعلية في مسيرة البناء والانجاز ومواجهة التحديات بما هو على رأس الاولويات التي نسعى الى تحقيقها وترجمتها على ارض الواقع..
ولعل الرؤية الملكية للأردن الحديث التي تحدثت عنها الرسالة وبخاصة في قيامها على ركائز اساسية من ابرز سماتها تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص والمساواة والحياة الآمنة الكريمة لبنات وأبناء شعبنا، تزيد من الثقة والاطمئنان الى اننا نسير في الاتجاه الصحيح وفق منظومة متكاملة تلحظ الاستمرار في توجيه الاهتمام والرعاية للمعلمين والمعلمات وتحسين ظروفهم الاقتصادية وبما يمكنهم من اداء رسالتهم على اكمل وجه وبما يوجب التذكير هنا بالمبادرات التي اطلقها جلالة الملك شخصياً في هذه الرؤية الملكية المتكاملة للنهوض بقطاع التعليم ومكونات العملية التربوية، المعلمين والطلاب والبنى التحتية والمناهج وتوفير بيئة مدرسية صحية وآمنة على امتداد ربوع الوطن..
جملة القول ان حميمية اللقاء التي جمعت جلالة الملك ونقيب واعضاء مجلس نقابة المعلمين سواء في الديوان الملكي أم مأدبة الغداء التي اقامها جلالته في مدينة الحسين للشباب تكريما للنقيب ومجلس النقابة واعضاء ، هيئتها المركزية من جميع المحافظات قد اكدت في جملة ما اكدت عليه ان الأردن ومستقبل ابنائه ترعاه عيون ساهرة وضمائر مخلصة ترنو الى المستقبل وترى في المعلمين بمثابة جيش بان في الدفاع عن الوطن وبناء منظومة قيمية وطنية وارسخة كما قال نقيب المعلمين في كلمته امام جلالة الملك كذلك في ما اكد عليه رئيس الوزراء من اعتبار دعم نقابة المعلمين هي من اولويات الحكومة وكما رآها ايضاً وزير التربية والتعليم رديفاً مهماً للوزارة للنهوض بواقع التعليم في المملكة.. وهو الأمر الذي كان جلياً وواضحاً ومحسوماً في كلام جلالة الملك الذي خاطب به نقيب واعضاء مجلس النقابة «انتم تقودون المستقبل وكل الدعم لكم مني ومن الحكومة..