عمان - الرأي - أكد رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة ان إحدى المهمات الأساسية للحكومة تتمثل في تعبيد الطريق للوصول إلى إجراء الانتخابات النيابية هذا العام تحقيقاً للرؤية الملكية في الاصلاح .
وشدد الطراونة في البيان الوزاري للحكومة الذي القاه امام مجلس النواب امس، على ان أهمية أي حكومة ليست في عمرها الزمني بل في المهمات التي تقوم بها وتنجزها، مشيرا الى ان الحكومة حملت وصف «الحكومة الانتقالية» الذي يعني الانتقال بالدولة من مرحلة إلى أخرى، وبخاصة في مجال الإصلاح الشامل.
وقال الطراونة «هذه الحكومة تؤمن بأن الموجه الرئيس لعملها هو روح الجدية والانضباط الوطني، مستندة الى ما عهد اليها الدستور من صلاحيات مسؤولة امام الله والملك والشعب ومجلس الامة».
واضاف ان الحكومة تؤكد أنها حكومة مهمات وبرامج، وليست حكومة معجزات ووعود، مثلما تدرك أيضاً أنها جاءت في ظروف خاصة تفرض عليها إنجاز ما يجب انجازه في هذه المرحلة الدقيقة بما يحقق مصالح البلاد والعباد.
وتعهد رئيس الوزراء بان الحكومة ستسعى وبعد حصولها على ثقة مجلس النواب الى فتح كل أبواب التواصل والحوار والحركة الميدانية مع القوى الاجتماعية والسياسية والمهنية وقطاعات المرأة والشباب والقطاع الخاص وكل مكونات المجتمع الأردني، لإيمانها بأن المشاركة الكاملة مع الشعب ومكوناته واطيافه المختلفة هي الطريق الامثل للإنجاز.
وقال رئيس الوزراء ان كتاب التكليف الملكي السامي لم يكن فقط محددا لمهام وواجبات الحكومة في المرحلة المقبلة، لكنه تضمن رؤية استشرافية لإدارة المرحلة بما يضمن بناء أردن المستقبل الذي ندخل فيه مرحلة سياسية جديدة، نستكمل فيها ما كان من انجازات ونضع أسس الحكومات البرلمانية وتوسيع دائرة المشاركة الشعبية في دوائر صنع القرار في جميع المؤسسات السياسية والتنموية.
واكد الطراونة ان الحكومة ستعمل على استكمال المسيرة في محاربة الفساد وتقديم من يثبت بحقه اي تطاول على القانون والمال العام الى القضاء.
وأضاف ان الاصلاح الاقتصادي يأتي، وفي هذه المرحلة، على قدر كبير من الاهمية بما يحتم علينا الوقوف امام مسؤولياتنا الدستورية وامام ضمائرنا، لاتخاذ الاجراءات التي تمكننا من مواجهة التحديات الحالية سواء الطارئة او الهيكلية، بشكل مستدام لنتمكن من رفع مستويات النمو وتوزيع ثمارها بشكل عادل.
واشار رئيس الوزراء الى ان الواقع الاقتصادي الصعب يحتم علينا تبني برنامج وطني للاصلاح الاقتصادي والمالي يتعاون الجميع في الالتزام به، موضحا ان الحكومة ترى بأن الأولوية في هذه المرحلة، البدء بالاصلاح المالي للموازنة العامة للدولة.
واضاف "ان إعادة تقدير بندي الايرادات والنفقات العامة للموازنة العامة وفي ضوء عدم تحقق فرضيات قانون الموازنة العامة لعام 2012 ، أوضحت أن العجز المالي للموازنة قد يصل إلى مستويات غير مسبوقة ستتخطى حاجز 2 مليار دينار أو ما نسبته 3ر9 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بعد أن كان متوقعاً لها حوالي مليار دينار أو ما نسبته 6ر4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وسيدفع العجز بصافي الدين العام الى الارتفاع الى حوالي 5ر17 مليار دينار" .
ولفت رئيس الوزراء الى ان الحكومة تدرس بتمعن اعادة النظر في تخفيض دعم التعرفة الكهربائية مستثنية بذلك شرائح الاستهلاك المنزلي للطبقات الفقيرة والمتوسطة والقطاع التجاري الصغير والمتوسط والصناعات الخفيفة، وكذلك تخفيض دعم بعض المشتقات النفطية باستثناء الديزل والكاز واسطوانة الغاز المنزلي ومتوسطة الحجم وزيت الوقود الثقيل.
وشدد على ان الحكومة ستتخذ مختلف الاجراءات اللازمة لحماية المواطن من ارتفاع الاسعار غير المبرر، وذلك من خلال تفعيل قانون المنافسة والرقابة الصارمة على الاسعار، وتنفيذ برنامج متكامل لضمان سلامة المنتجات، مثلما ستقوم الحكومة وخلال فترة قريبة، بارسال مشروع قانون حماية المستهلك الى مجلس النواب.
واكد الطراونة دعم الحكومة وتقديرها المتواصل للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وقال "ان الواجب الوطني يقتضي علينا ان نقدر عاليا لرفاق السلاح حرصهم الرائع على التعامل الحضاري مع حرية التعبير المسؤولة الواعية التي يتمتع بها شعبنا الاصيل في حراكه المشروع والمنحاز الى الاصلاح لا الى الفرقة واثارة الفتن" .
وعرض رئيس الوزراء خلال البيان الوزاري لحكومته والذي قدمه الى مجلس النواب لنيل ثقة المجلس على اساسه، خطط وبرامج الحكومة في مجالات الاصلاح السياسي والاقتصادي والمشروعات التي ستنفذها الحكومة في مختلف القطاعات.