يحيي الفلسطينيون اليوم الثلاثاء الذكرى الـ 64 لنكبتهم وسط اصرار على التمسك بحق العودة لمدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948.
وتشهد الاراضي الفلسطينية اليوم مسيرات شعبية وفعاليات متعددة لاحياء ذكرى النكبة التي احتلت فيها العصابات الصهيونية 78 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية في ذلك العام حيث طردت الفلسطينيين قسرا واستولت على ممتلكاتهم بعد ارتكاب مجازر مروعة بحق المواطنين. وتشير بيانات موثقة نشرها 'الإحصاء المركزي' الفلسطيني إلى أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث دمروا 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت العصابات الصهيونية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.'
وتشير المعطيات الإحصائية إلى أن عدد الفلسطينيين عام 1948 قد بلغ 1.37 مليون نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2011 بحوالي 11.2 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف أكثر من 8 مرات منذ أحداث نكبة 1948.
وتُظهر المعطيات الاحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية تشكل ما نسبته 44.1 بالمئة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الأرض الفلسطينية نهاية العام 2011، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث نهاية عام' 2011، حوالي 5.1 مليون لاجئ فلسطيني، ويشكلون ما نسبته 45.6 بالمئة من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم، يتوزعون بواقع 59.1 بالمئة في كل من الأردن وسورية ولبنان، و17.1 بالمئة في الضفة الغربية، و23.8 بالمئة في قطاع غزة.
يعيش حوالي 29.0 بالمئة من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سورية، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة. وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 'حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين' ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.'كما قدر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي 154 ألف فلسطيني، في حين يقدر عددهم في الذكرى الرابعة والستين للنكبة حوالي 1.37 مليون نسمة نهاية عام 2011 بنسبة بلغت حوالي 102.2 ذكر لكل مئة أنثى.'ووفقا للبيانات المتوفرة حول الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل للعام 2010 بلغت نسبة الأفراد أقل من 15 سنة حوالي 37.5 بالمئة من مجموع هؤلاء الفلسطينيين مقابل 3.9 بالمئة منهم تبلغ أعمارهم 65 سنة فأكثر، مما يشير إلى أن هذا المجتمع فتيا كامتداد طبيعي للمجتمع الفلسطيني عامة.
ومن المقرر أن تنطلق اليوم الثلاثاء فعاليات مركزية في غزة والضفة والشتات، لإحياء الذكرى الـ64 للنكبة، علما أن العام الماضي شهد أحداثا غير مسبوقة في الذكرى الـ63، في الوطن والشتات خاصة في الدول المحيطة بفلسطين، أدت إلى ارتقاء أكثر من 13 شهيدا وإصابة المئات بجروح خلال محاولة الاف الفلسطينيين والمتضامنين اجتياز الحدود لفلسطين ضمن حقهم بالعودة لوطنهم.
ومن جهتها دعت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية الاثنين إلى إنهاء معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا قسرا من وطنهم بفعل الجرائم التي ارتكبتها العصابات 'الصهيونية' بحقهم في الأعوام 1948 و1967، بإعادتهم إلى ديارهم وتعويضهم عن معاناتهم المتواصلة.
وقالت الدائرة في بيان وزعته بمناسبة الذكرى الـ64 للنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني في العام 1948، إن هذه الذكرى ستبقى في أذهان شعبنا وكافة أحرار العالم إلى أن يعود اللاجئون إلى بيوتهم وأراضيهم.
وأضافت 'إن حق العودة سيبقى أحد الثوابت الوطنية الفلسطينية التي لا تنازل عنها، وهو حق تاريخي وقانوني مقدس غير قابل للتصرف، حسب القانون والشرعية الدولية من خلال القرار رقم 194 الصادر عن الأمم المتحدة والذي أكدته قرارات القمم العربية المتلاحقة'.
ونوهت الدائرة إلى أن هذه الذكرى تمر والأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام دفاعا عن كرامتهم وحريتهم وحقهم المشروع في التعامل معهم كأسرى حرب وفق القانون الدولي والإنساني، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات العاجلة والكفيلة بإنقاذ حياتهم بعد أن وصلت أوضاعهم إلى درجة الموت المحقق.
في الوقت الذي تتصاعد فيه حركة التضامن الشعبية مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تجري على قدم وساق الاستعدادات لفعاليات الذكرى الرابعة والستين للنكبة الفلسطينية.
ومن جهتها، أعلنت اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة عن يوم 15 الجاري موعدا للمسيرة المركزية في رام الله والتي جرى التحضير لها على قدم وساق في مختلف المواقع.
ويتوقع جيش العدو أن مظاهرات اليوم ستتمركز في كل من منطقة بيتونيا وقلنديا ومعبر راحيل الواصل بين مدينة بيت لحم والقدس، ومعبر إيريز على حدود قطاع غزة فضلاً عن المدن الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية التي يتواجد بداخلها عدة حواجز صهيونية.
من جانبه أوضح مسؤول رفيع المستوى في قيادة المنطقة الوسطى للجيش الاسرائيلي أن استمرار إضراب الأسرى الفلسطينيين سيخرج فلسطينيين أكثر في المظاهرات، مضيفا 'ولكن المتوقع أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لن تسمح للمتظاهرين والمسيرات بأن تقود لتدهور الوضع القائم'.
ومن جهته دعا المجلس الوطني الفلسطيني الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها التاريخية والقانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية تجاه اللاجئين الفلسطينيين ووقف معاناتهم المستمرة.
وأكد مجددا مواصلة النضال حتى تحقيق الأهداف الوطنية المشروعة، وعلى رأسها حق الفلسطيني في العودة وفقا للقرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة، وأكد رفضه لكل المحاولات التي تستهدف المساس بهذا الحق. وحذرت حركة حماس من مخططات أجنبية أوروبية وأمريكية يجرى إعدادها لتصفية قضية اللاجئين، وقالت في بيان نشرته عدة مواقع تابعة للحركة ان قضية اللاجئين الفلسطينيين هي 'قضية سياسية بامتياز'، وأكدت أنها ناتجة عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
وقالت ان الحل العادل لهذه القضية 'لا يكون إلا بعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم في فلسطين'، وجددت تمسكها بحق العودة، وأضافت 'نرفض الحلول المطروحة كالتهجير أو التوطين، باعتبارها تخدم العدو الصهيوني'.
وأشارت إلى وجود مشاريع أوروبية وأمريكية 'بدأت تطل علينا، ظاهرها تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي باطنها تصفية قضيتهم وشطب حقهم بالعودة من خلال ما يطرح من تحويل اللاجئين إلى جالية اغترابية'.
رد مع اقتباس
المفضلات