الحقيقة الدولية ـ عمان ـ عمر العبادي
أسبوع مضى على استقالة رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة وتكليف الدكتور فايز الطراونة بتشكل حكومة جديدة ذات عمر ومسؤولية محددين فيما انشغل الوسطين الإعلامي والسياسي بأسماء الوزراء الجدد الذين سيدخلون التشكيلة الجديدة.
الوسط الإعلامي ومن باب الفضول الصحفي والحصول على سبق صحفي يسعى جاهدا للحصول على أدق التفاصيل و"الكولسات" التي يجريها الدكتور الطراونة مع فريقه للحصول على توليفه قادرة على قيادة المرحلة وتحقق ما يطمح إليه جلالة الملك من إصلاحات وإقرار قوانين تخدم الوطن والمواطن.
وفي ظل هذه "المعمعة" يبقى المواطن بعيدا عن المشهد حيث لا يرقب ولا يترقب ولا يأمل بان تأتي حكومة خارقة قادرة على حل مشاكله خلال شهرين أو ثلاثة كونه قطع الأمل منذ زمن بهذا الأمر وبات كل همه توفير لقمة خبز لأولاده .
ويقول المواطن وهو رأسمال الدولة إن الأسماء لا تعنيه لا من قريب أو من بعيد حتى لو جاءوا بوزراء من الهند فكل ما يعنيه هو حبة الدواء بعدما تفنن المسؤولين بحرمانه هذا العلاج تحت حجج وقوانين وأنظمة وتعليمات كلها تصب في صالح توفير المال على خزينة الدولة وليذهب المواطن إلى الجحيم.
ويشير المواطن إلى أن الحالة باتت مثل "القربة" المخرومة فالتربية والتعليم بات حالة خاصة يرثى لها بعدما تراجعت العملية التعليمية إلى مراتب متأخرة فضلا عن ارتفاع نسبة الرسوب في العديد من المدارس وعلى مدار عدة سنوات حيث لم تشهد بعض تلك المدارس أي حالة نجاح في الثانوية العامة ومنذ زمن.
ويضيف المواطن الغلبان انه إذا ما تم النظر إلى حال وزارة التعليم العالي فان هناك تخبطا في السياسات التعليمية حيث حرمت الوزارة "المصونة " أبناء الوطن ممن حصلوا على معدلات متواضعة من دراسة تخصصات علمية بينما سمحت لهم بدراسة ذات التخصصات في أوروبا وعادلت شهاداتهم وحرمت الجامعات مئات ملايين الدنانير بسبب قرار ليس له تفسير منطقي.
أما الوضع الزراعي فهو ليس أفضل حالا بعدما غرق المزارع بالديون وكذلك منتجات العدو الصهيوني التي باتت على معظم موائد الأردنيين ويمضي المواطن يتحدث عن الوزارات التي سيتسلمها " الخارقون" مشيرا إلى وزارة المياه وحالة العطش التي باتت تتكرر مع بداية كل صيف وارتفاع قيم الفواتير وحالة الجفاف التي ضربت مزارعنا.
ويشير المواطن إلى الوضع بوزارة الخارجية ويصفه بأنه مزري حيث معاملة سفاراتنا في الخارج للرعايا الأردنيين وكيف تحولت تلك السفارات إلى حدائق خلفية للسفراء ناهيك عن أوضاع السجناء والمعتقلين في سوريا والعراق والسعودية ولدى العدو الصهيوني والحال الذي وصلوا إليه في ظل غياب الدور الفاعل للوزارة فضلا عن تراجع دور الوزارة في العمل السياسي في المنطقة وترك الساحة للغير يقومون بادوار الدولة الأردنية هي الأولى بها.
ويمضي المواطن في كشف المستور معرجا إلى دور وزارة الداخلية والعمل "البطولي" الذي تقوم به بسحب الأرقام الوطنية عاشوا وولدوا على تراب هذا الوطن لا تجد تبريرا أو تفسيرا من الممكن أن يدخل إلى حيز القبول في عقل المواطن.
وفيما يتعلق بوزارة العمل التي وجدت أصلا لحماية الأردني فحدث ولا حرج حيث بات العامل الأردني يستجدي العمل لدى الإقطاعيين التي حمتهم القوانين والتعليمات وراحت تعمل على توفير الحماية القانونية للعامل الوافد بينما العامل الأردني لا بواكي له.
ومع ارتفاع مؤشر بورصة الأسماء المرشحة لدخول حكومة الطراونة يتذكر المواطن الخسائر الفادحة التي منيت بها البورصة الأردنية وكذلك البورصات الوهمية التي حولت آلاف المواطنين إلى متسولين على باب صندوق المعونة الوطنية.
ومع ذكر المعونة الوطنية يتوقف ذات المواطن عند قرار وزارة التنمية الاجتماعية تخفيض موازنة سكن الأسر العفيفة وكيف تفنن صندوق المعونة الوطنية في حرمان مئات الأسر من رواتبهم الشهرية أو بحجة إن لديهم ابن يعمل حتى لو كان " راعيا" مثلما حصل مع عجوز ضريرة في مأدبا أوقفوا راتبها بحجة أن لديها ابن يعمل راعي أغنام.
أما وزارة البلديات فحالها لا يمكن اختزاله بعدة كلمات حيث اعتصامات شبه يومية احتجاجا على تدني الرواتب ناهيك عن الحجز على أموال وممتلكات العديد من البلديات وعجزها عن تنفيذ أية مشاريع ، فضلا عن تراجع مستوى خدمات النظافة في العديد من المدن الكبيرة .
المواطن الذي احترق من فاتورة الكهرباء هاهو يقول ماذا فعلت وزارة الطاقة من اجله بعدما ارتفعت فاتورة الكهرباء الشهر قبل الماضي بشكل غير مسبوق وهاهي اليوم ستعود إلى ارتفاع مجددا دون الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع المأساوية للمواطن الأردني الذي أصبح مرهونا للبنوك التجارية ، مشيرا في ذات الوقت إلى ارتفاع فاتورة الطاقة لأكثر من مليار دينار وكيف سينعكس هذا العجز على جيب المواطن .
ولم يغفل المواطن المسيرات والإضرابات التي عصفت بشركات الكهرباء ومطالبتهم بحقوقهم الوظيفية وحديث هؤلاء العمال عن الإرباح الهائلة التي تحققها تلك الشركات وتطالب في ذات الوقت برفع فاتورة الكهرباء!.
أما الإعلام الرسمي والذي لم يعد المواطن معنيا به لا من قريب ولا من بعيد كونه يشعر بان هذا الإعلام في غفلة من أمره تارة وتارة أخرى خارج التغطية يترنح حينا وحينا أخر(....) متسائلا المواطن عن أي بشرى سيزفها هذا الإعلام له مشيرا إلى غيابه التام عن قضية استقالة الخصاونة لدرجة أن بات فيها ينفي ويؤكد في نفس الوقت وبات أضحوكة وتندر للجميع.
ويكتفي المواطن بسرد حال بعض مؤسساتنا مستغربا تهافت وسائل الإعلام على معرفة أسماء الخارقون الذي سيدخلون حكومة "السوبرمان" متعمدا ذات الوقت الحديث عن مجلس النواب وكيف أصبح حجر نرد بيد الحكومة وكل ما يهم أعضائه الجوازات الحمراء والرواتب التقاعدية
وأخيرا يقول المواطن "الاسامي حكي فاضي".
.jpg)
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشاعر عنيده
المفضلات