الحدود الشمالية -ريم الرواشدة - عكر غبار رتل السيارات الحكومية ، الهدوء على الضفة الجنوبية من نهر اليرموك، وافزع صوت سيارات الدفع الرباعي التي تقدمهتا الية عسكرية،طيورها واجبرها على الارتفاع ،لكن ذلك كله لم ينجح في لفت أنظار عدد من المزارعين السوريين،المتناثرين على طول امتداد ضفة النهر من سد الوحدة وحتى منطقة العدسية.
على الضفة السورية من النهر،الارض خضراء يانعة تضج بالحياة،مضخات مياه متصلة بنظام ري تمتد كيلومترات،مزارعون منهمكون في قطف الخضراوات في صناديقها،واخرون استقلوا الياتهم الزراعية للوصول الى نهاية دونماتهم المزروعة.
أما على الجانب الاردني فكانت الصورة مناقضة تماما،هدوء قاتل الا من بعض اصوات الطيور وضفادع مائية،الارض قارب اخضرارها على إصفرار،والنشاط الزراعي الوحيد تمثل فيما كان في السابق... مزرعة اشجار...تعود لاحد المواطنين، مشهد الاشجار كان حزينا...نمو غير مكتمل واخضرار باهت ،يدلل على ان سقوط المطر توقف منذ فترة طويلة ولم تحصل بعدها على قطرة.
في الجولة الاعلامية التي نظمتها وزارة المياه والري الى الحدود الشمالية،بهدف الاطلاع على حجم الزراعات السورية اسفل سد الوحدة والمحاذية لنهر اليرموك حتى سد العدسية التحويلي،بدى الوضع مختلفا نوعا ما عن السنوات الماضية، فمنذ بدء التخزين التجريبي للسد عام 2006 سجل هذا العام تخزينا غير مسبوق بكميات تصل الى 20 مليون متر مكعب، كما يقول وزير المياه والري في الحكومة المستقيلة المهندس موسى ضافي الجمعاني.
ويضيف»لم يحقق السد الاهداف التي انشىء من اجلها ،فما زلنا بعيدين عن تخزين الـ50 مليون متر مكعب المخصصة للعاصمة كمياه للشرب،ولا يوجد الـ30 مليون متر مكعب المخصصة كمياه للري». ويزيد»الزراعات السورية المخالفة بمحاذاة نهر اليرموك منتشرة انتشارا كبيرا، وحجم انتشارها كما هو في السنوات ماضية....وتوقعاتنا بإنخفاضها بسبب الاوضاع السياسية عندهم بدت بعد هذه الجولة سرابا». ويبين وهو يشير الى بحيرة السد»الكميات الموجودة في سد الوحدة غير اعتيادية هذا العام ....واغلب الظن ،أن امرا ما حدث في احد الاودية المغذية لنهر اليرموك على الجانب السوري سمح بعبور المياه وفيضانها الى نهر اليرموك ومن ثم تمكنا من تخزينها في السد». قلق الجمعاني من الزراعات السورية المخالفة اسفل سد الوحدة،كان يقابله اطمئنان بيئي من وزير البيئة سابقا ياسين الخياط الذي بدا غير قلق البتة على النظام البيئي لمنطقة اليرموك،فالمنطقة عسكرية مغلقة،لم تتعرض لتلويث الانسان،ينظر لها كنموذج لمناطق بيئية اخرى. في الحديث عن سد الوحدة لا يمكن إغفال ضرورة التعاون مع الجانب السوري لتغيير واقع السد المتوقف عند الحدود الدنيا للتخزين،والذي ما زال بعيدا عن الوصول الى التخزين الحي البالغ 80 مليون متر مكعب.
ويقول الجمعاني»حل مشكلة سد الوحدة سياسي بالدرجة الاولى،والوضع السياسي في سوريا يعرقل اجراء مباحثات مائية حاليا».
ويبين»إنخفاض مخزون السد سببه الرئيسي السدود السورية المقامة على الأودية المغذية لنهر اليرموك والبالغ عددها 42 سدا إضافة إلى الزراعات السورية أعلى السد وأسفلها،وليس انتهاء بعملية سحب المياه الجوفية من خلال حفر الآبار الذي يقدر عددها بأكثر من 3500 بئر.»
ويضيف»نحن نؤكد على تزامن التخزين في السد،وببساطة اكثر،الاودية المغذية لسد الوحدة على الجانب السوري اربعة وسدودهم مقامة عليها،عليهم ان يتركوا لنا كل موسم مطري واديين تنساب فيهما المياه لنخزن في سد الوحدة».
ويُنظر لسد الوحدة على انه عملاق السدود الأردنية بحجم تخزين يصل إلى 110 ملايين متر مكعب،وزيارته حاليا تظهر أن لون مياهه قد مالت إلى اللون الأخضر.
ويفسر مدير السدود في سلطة وادي الاردن المهندس فؤاد عجيلات ذلك، بسبب نمو الطحالب.
ويقول»مياه السد لونها اخضر بسبب نمو الطحالب وهو مؤشر على نوعية المياه الصالحة للري والصالحة للشرب لكن بعد معالجتها في محطة زي».