عمان - بترا - مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني رعى سمو الامير غازي بن محمد كبير المستشارين لجلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالة الملك في الجامعة الاردنية امس الاحد اشهار رابطة علماء الاردن.
وقال سموه ان الاردن افرز عددا لا بأس به من العلماء الاجلاء والصالحين العابدين المخلصين، الا ان هذه القافلة من العلماء لم تأخذ دورها الطبيعي في ارشاد الامة وتنويرها، وان العلماء الاردنيين لم يشتهروا ويأخذوا مكانتهم الطبيعية لا في الأردن ولا في خارجه لأسباب اهمها ان الاردن دولة فقيرة فلم يحصل العلماء على الدعم المادي والإداري الذي يستحقونه.
وأكد سموه ان انشاء رابطة لعلماء الاردن يمكن لها ان تدعم العلماء وتنشر فكرهم وتوحد صفوفهم وتوفق فيما بينهم، لافتا الى انه تشرف بالانتماء الى هذه الرابطة منذ سنة.
واعرب مندوب جلالة الملك عن امله أن يجتمع في الرابطة الكل من العلماء: الشافعي والحنبلي والمالكي والحنفي والصوفي والسلفي والأشعري والماتريدي، وعلماء النقل وعلماء العقل وان يجتمع فيهما المتشدد والمتسامح والمحدث والتقليدي والصقور والحمائم وعلماء الدولة وعلماء الاحزاب والاخوان والمستقلين وصغار العلماء وكبارهم سنا في جميع انحاء المملكة، ومن شتى المنابت والاصول.
وأعلن سموه ان جلالة الملك وعد بمنح ارض لانشاء مقر دائم للرابطة.

وفيما يلي نص كلمة سموه:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصَّلاةُ والسَّلامُ على خَاتَمِ الأنْبياءِ والمُرْسَلين، أَيُّهَا العُلَمَاءُ الكِرَام؛ أيُّها الأصْدِقَاءُ، السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، قَبْلَ عَامَينِ تَقْرِيَباً كَلَّفْنَا الدَّكتور عَبْدَ النَّاصِرِ أبُو البَصَل بإعْدَادِ تَرَاجِمَ مُوجَزَةً لِكِبارِ عُلَماءِ الأُرْدُن مُنْذُ تَأسِيسِ الإمَارَة. وَتَبَيَّنَ لَنَا بَعْدَ الدِّرَاسَةِ أنَّ الأرْدُنَّ أَفْرَزَ عَدَدَاً لا بَأسَ بِهِ مِنَ العُلَماءِ الأَجِلاء، وكَذَلكَ مِنَ الصَّالحِينَ العَابِدِينَ المُخْلِصِين. فَتَسَاءَلنا لماذا لَمْ تَأخُذْ هَذِهِ القَافِلَةُ مِنَ العُلَمَاءِ دَوْرَها الطَّبِيعِيِّ في إرْشَادِ الأُمَّةِ وتَنْوُيرِهَا في هَذِهِ الحِقْبَةِ مِنَ التَّارِيخ؟ والجوابُ الذي اسْتَنْتَجْنَاهُ هُوَ أنَّ العُلَماءَ الأُرْدُنِيينَ لم يَشْتَهِرُوا، وَلَمْ يَأخُذوا مَكَانَتَهمْ الطَّبِيعِيّةِ لا في الأُرْدُنِّ وَلا في خَارِج الأُرْدُنِّ، لِثَلاثَةِ أَسْبَابٍ رَئيسِيَّة: أمَّا السَّبَبُ الأوّلُ: فَهُوَ أنَّ الأردنَّ دَوْلَةٌ فَقِيرةٌ فلم يَحْصُلِ العُلَماءُ على الدَّعْمِ المادِّيِّ والإدَارِيِّ الذي يَسْتَحِقُّونَه، وَذَلكَ بِسَبَبِ شُحِّ المَوَاردِ.
أمَّا السَّببُ الثَّاني: فَهُوَ أنَّه لا يُوجَدُ في الأرْدُنِّ هَيْئَة تَقُومُ بِدَعمِ وَنَشْرِ ومُؤازَرَةِ أعْمالِ وأفْكَارِ وكِتَابَاتِ وخِطَابَاتِ وإرْشَادَاتِ هؤلاءِ العُلَماءِ بِشَكْلٍ مَنْهَجِيّ وَمُسْتَمِرٍ.
وأمَّا السَّبَبُ الثالثُ: فَهُو أنَّ العُلَماءَ أنْفُسَهُمْ قَدْ انْشَغَلوا باخْتِلافاتِهِم فيما بَيْنَهُم، ومع أنَّهم جَمِيعَاً مِنْ أهْلِ السُّنَّة، لكِنَّهُم يَنْتَمُونَ وَيَنْبَثِقُونَ ويُنَاصِرُونَ مَذَاهِبَ ومَدَارِسَ فِكْرِيَّةٍ وتَيارَاتٍ سِيَاسيةٍ مُخْتَلفةٍ ومُتَنافِسَةٍ.
ونَأتي اليَومَ لهذِهِ المبادَرَةِ الكَريمةِ التي هيَ فِكْرةُ الدكتور بَسام العُمُوش جَزَاهُ اللهُ عَنّا جَميعاً وَعَن الأردنِّ كُلَّ الخَيرِ. وأعْتَقدُ أنَّ الدكتور بسام هُوَ الشَّخصُ الذي عَليه إجماعٌ مِنْ قِبَلِ جَمِيعِ العُلَماءِ الأردنيينَ وَثِقَتِهمْ لِكَي يَقُومَ بمثلِ هذِهِ المُبَادرةِ. وَيَليهِ أيضاً الدكتور عَبدُ النَّاصرِ أبو البصل حَيثُ دَعَمَها وَآزَرَهَا وَكَافَحَ مِنْ أجْلِهَا، فَاليومَ أتتْ بِفَضلِ اللهِ تعالى إلى حَيّزِ الوُجود، والفِكْرَةُ هيَ إنشاءُ رابطةٍ لعلماءِ الأُردنِّ لكي تَدْعَمَ إنْ شاءَ اللهُ العُلماءَ، وَتَنْشُرَ فِكْرَهُمْ، وَتُوَحِّدَ صُفوفَهُم، وتُوَفِّقَ فيما بَينهم؛ أي بمعنى آخر، لكي تَحُلَّ المشَاكِلَ الثَّلاثِ التَّارِيخِيّةِ التي ذَكَرنَاها، وأنا شَخْصياً قَد تَشَرَّفْتُ بالانْتِماءِ إلى هذهِ الرَّابطَةِ مُنذُ سَنَةٍ، فَاسْمَحوا لي أنْ أُقَدِّمَ بَعْضَ الأفكارِ التي تَدُورُ في ذِهْني عَن هذه المُبَادَرَة.
هَمَّي الكَبيرُ هو أنْ لا تَتَحوَّلَ هذه الرَّابطةُ لمكانِ صِراعٍ بينَ المذاهبِ والأفْكارِ والمَشَاربِ والسِّياسَاتِ والمَصَالحِ والمآرِبِ المُخْتَلِفَة، وأَرْجُو أنْ يَجْتَمِعَ فيها الكُلُّ مِنَ العُلماءِ: الشَّافعيِّ والحَنْبليّ، والمالِكِيِّ والحَنَفي، والصُّوفِيِّ والسَّلَفِي، والأشْعَرِيِّ والماتُرِيدِي، كَمَا أرْجُو أنْ يَجْتَمِعَ فيها عُلَماءُ النَّقْلِ وعُلَمَاءُ العَقْلِ؛ وأنْ يَجْتمعَ فيها المُتَشَدِّدُ والمُتَسَامِحُ، والمُحْدَثُ والتَّقْليدِي، والصُّقُورُ والحَمَائِمُ، وعُلَماءُ الدَّولةِ وعُلَماءُ الأحْزَابِ، وعُلَماءُ الإخْوَانِ والعُلماءُ المُسْتَقِلّين؛ وأرْجُو أنْ يَجْتَمِعَ فيها صِغَارُ العُلَماءِ وكِبَارُهُمْ سِنَّاً، من جَميعِ أنْحَاءِ المملكةِ، مِنْ شَتَّى المَنَابتِ والأُصُولِ، رِجَالاً من جِهَة، ونِسَاءً من جِهَةٍ أُخْرى، فأرجو أنْ يَكونَ الشَّرْطُ الوَحِيدُ هو أنْ يكونَ عُضْوُ الرَّابِطَةِ عَالماً حَقَّاً مَشْهوداً لهُ مِن أهْلِ العِلمِ أو يكونَ لَديهِ على الأقَل مَاجستير بِامْتيازٍ في أَحَدِ العُلومِ الشَّرعيةِ، وأرجو أنْ تَكونَ الدَّوَافعُ التي تَقُودُ النّقَاشَ في هذه الرَّابِطةِ ثَلاثةٌ فقط، وَهِيَ: تَقوى اللهِ، وفَهْمُ النَّصِ، وتَحْكِيمُ الضَّميرِ.
وَلَيْسَ مَطْلوباً مِنَ العُلماءِ أنْ يَخْرُجُوا بِرَأيٍ واحِدٍ دَوْماً، أو أنْ يَتَّفِقُوا أو يُجْمِعُوا دَوْمَاً فهذا شِبْهُ مُسْتَحيلٍ لكنَّ المَطْلوبَ أنْ يَتَنَاقَشُوا بِأدَبٍ واحْتِرامٍ، وبِقَبُولِ الآخَر، وَبِقَبُولِ رَأْيِ الآخَر، وَبِمَحَبَّةٍ للآخَر، وبِسُلُوكٍ يَحْفظُ كَرَامةَ الآخَرَ حَتَّى عِنْدَ بَيَانِ الحُجَّةِ والنَّقْد البَنَّاء. يَقولُ اللهُ تعالى: «فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم»ٍ (البقرة ،2 :213 ) وَبمَعنى آخَرَ كَما قَال رَسُولُ اللهِ : «اخْتِلافُ أُمَّتِي رَحْمةٌ».
وكذلكَ قَال الإمامُ الغزاليُ وَرُبَّما الإمامُ الشَّافعيُ قَبْلَهُ: «مَذْهبُنا صَوابٌ يَحْتَملُ الخَطَأَ، ومَذْهبُ مُخَالِفِنَا خطأٌ يَحْتملُ الصوابَ». فلا يَدّعي ولا يَظُنُّ أحَدٌ مِنّا أنَّه يَحْتَكِرُ الحَقيقةَ كاملةً عِندَ اجْتِهادِهِ، وَلْنَلْتَزِمْ جَميعاً فيما أَجْمَعتْ الأمّةُ عليهِ في المَحَاوِرِ الثَّلاثةِ لِرِسَالَةِ عَمَّانَ بِالنِّسْبةِ إلى مَنْ هو المُسْلِم، ومَنْ له الحَقُّ أنْ يُفْتِيَ، ومَن له الحَقُّ أنْ يُكَفِّرَ وتحتَ أيِّ ظَرف. وَلْنَلْتَزِمْ بِمَا جَاءَ في مِيثاقِ الانْتِسابِ إلى هذهِ الرَّابِطَةِ. فإنَّنا إنْ التزَمْنَا جَمِيعاً بِهذا الرُّوْحِ أعْتقدُ أنَّ الرَّابطةَ سَتأتي بِخَيرٍ وبِعَملٍ يُرْضِي اللهَ سُبْحانهُ وتعالى، إنْ شاءَ اللهُ.
هَذا، وأرجو أنْ لا نَمِيلَ كُلَّ المَيْلِ إلى مَدَارِسِنا المُتَنَوِّعَة، ومَنَابِتِنا العِلميةِ المُتَأصِّلَةِ المُخْتلفةِ لِدَرجةِ أنْ نَنْسى أنَّ الأردنَّ دَولةٌ مُسْتقلةٌ وليستْ وِلايةً .
كانَ يُقَالُ لـمَّا كنتُ شاباً ولا أعلمُ إنْ كانَ صَحيحاً الآنَ أنَّ أهلَ السَّلطِ كانوا عِندما يَعُودونَ إلى السَّلطِ يَتْرُكونَ معنوياً ألْقابَهم وشَهَاداتِهم ودَرَجاتِهم وأَمْوالَهم عندَ كازيةِ السَّلطِ، ويَدْخلونَ السَّلطَ مُتَساوينَ، أبناءَ عشائرَ وعَائلاتٍ مَعْروفةٍ ومَرْموقة،. فأرجو أنْ يَدْخُلَ العُلماءُ إلى هذه الرَّابطةِ بِنَفْسِ الرُّوحِ، ويَتْرُكونَ مَنَاصِبَهُم وألقابَهُم ودَرَجاتِهِم خَارجَ الرَّابطةِ، ويَسْتَعِدّونَ للنِّقَاشِ الهادِئِ الصَّابرِ، وَيَسْتعدونَ للاسْتِماعِ بِسِعَةِ صَدْرٍ، ويَكُونَ لَديهِمْ قابليةٌ للانْتفاعِ والاقْتِناع، وبِروحِ الافْتقارِ إلى إرْشَادِ الآخَرَ وَلَيسَ بِرُوحِ الاعتقادِ بافتقارِ الآخَرَ إلى إرْشَادِهِ.
أيّها الزُّمَلاءُ، لا أرَى أنَّ أحَداً مِنّا سَيَعُودُ له شَبَابُهُ، فالأنْفَاسُ مَعْدُودةٌ، والموتُ يَنتظِرُنا جميعاً، كَبيرنَا وصَغيرنَا، كُلٌّ في وَقتِه، يقول الله سبحانه وتعالى: «أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى» (القيامة،34:75 -35 ) وعندَ الموتُ لا يَنْفعُنا شَيءٌ مِنْ جَاهِ هذهِ الدُّنيا ومَكَاسِبِها وجاهِ العِلمِ واحْتِرامِ النَّاسِ، يَقولُ اللهُ سبحانَهُ وتعالى: «مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَه، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه»ْ (الحاقة،69 :28-29).
وبَعدَ الموتِ لا يَنْفعُنا حَتّى ذِهْنُنا وفِكْرُنا إنْ لم يكنْ وَرَاءَ ذَلكَ يَقِينٌ باللهِ عزَّ وجلَّ وخُلُقٌ يُرْضي اللهَ سبحانه وتعالى. يقولُ اللهُ سبحانه وتعالى: «يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم»ٍ (الشعراء،26 :88-89).
فَأوصِيكمْ ونَفْسِي أنْ لا نُضَيِّعَ هذا الوقتَ الذي تَبَقَّى لنا في الاخْتِلافَاتِ والصِّرَاعاتِ التي لنا أن نَخْتَلِفَ فيها، وأوصِيكمْ ونَفْسي أنْ نَحْتَرِمَ رَأيَ الآخَرَ بدونِ تَشْكيكٍ في شَخْصِهِ أو نَوَاياه؛ كما أوصيكمْ ونَفْسي أنْ نَتَقَبَّلَ التَّعَدُّدَ في مذاهبِ الإسْلامِ وفِكْرِهِ وفي الفَتاوى المتُأصلة. يقولُ الله تعالى: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ» (آل عمران،3 :103) وأيضاً أُوْصِي نَفْسي وإيّاكمْ أنْ نَبحثَ مِن خِلالِ هذهِ الرَّابطةِ عَنْ القَوَاسِمِ المُشْتركَةِ؛ كما أوصِي نَفْسِي وإياكم أنْ نَبْحثَ عَن العِلْمِ الذي يَنْفَعُنا ويُفَرِّجُ عَنَّا في قبورِنَا، يقولُ اللهُ سبحانه وتعالى: «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ» (الزمر،39 :9).
وإنَّني أُؤَكّدُ اليومَ أنَّه طَالما بَقِيَت هذه الرُّوحُ في هذهِ الرَّابطةِ، فإنَّني شَخْصياً إنْ شاءَ اللهُ، وجَامعةُ العُلومِ الإسْلامِيةِ العَالميَّةِ، سَنَدعمُ هذه الرَّابطةِ بالقَدرِ المُمْكنِ مَعْنوياً وإدَارِياً، إنْ شاءُ اللهُ تعالى. قال الله سبحانه وتعالى أنَّ النبيَّ الأُردنيَّ، سَيدَنَا شعيبٍ عليه السلام، قال: «قال يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب»ُ (هود،11 :88) وأَخِيراً، يَسُرُّني أنْ أُعْلِنَ بأنَّ جَلالةَ الملكِ عبدِاللهِ الثاني ابنِ الحُسَينِ حَفظَهُ اللهُ تعالى، قَد وَعَدَ بِمَنْحِ أَرْضٍ لإنشاء مَكَاناً دَائِماً لهذهِ الرَّابِطَةِ المُبَاركةِ، إنْ شَاءَ اللهُ تعالى. يقولُ اللهُ تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (آل عمران،3 :200) .
وَفَّقَكُمُ اللهُ تعالى جميعاً، والسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

داني : الأمة تحتاج
إلى العلماء

والقى الامين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الدكتور علي القره داني كلمة اعرب فيها عن تقديره لكل من ساهم في انشاء هذه الرابطة مشيرا الى ان امتنا اليوم تحتاج فعلا الى العلماء في جميع الحقول العلمية لا سيما في مجال العلوم الشرعية.
وأضاف داني ان العالم يمر بأزمة اخلاقية ويعاني من امراض النفوس وعلل القلوب وشرور الأرواح وهذا باعتراف القادة السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين والفلاسفة والمفكرين.
وزاد ان الازمات المالية والسياسية والاجتماعية التي تعصف بالعالم ولا زالت آثارها قائمة هي ازمات اخلاقية لا يعالجها الا العلماء الحكماء الذين يأخذون من صيدلية الاسلام ادوية الشفاء لعلاج القلوب لتصبح سليمة صافية والنفوس زكية لوامة على الشر راضية مرضية ومطمئنة.
وبارك داني انشاء رابطة علماء الأردن مؤكدا اهتمام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بفتح آفاق وابواب التعاون مع الرابطة لما فيه خير وصلاح المسلمين أجمعين.
العموش : العلماء هم الذين يقدمون النصح للحكام
والقى رئيس هيئة المؤسسين للرابطة الدكتور بسام العموش كلمة اشار فيها الى ان ديننا العظيم أعطى مكانة خاصة لعلماء الشرع الحنيف وبارك جهودهم في المجالات الأخرى.
وأضاف العموش ان العلماء هم الذين يخشون الله حق الخشية ولأنهم ورثة الأنبياء فهم سيتعرضون للسؤال عند الله تعالى كما يتوخى لذلك الانبياء عليهم الصلاة والسلام.
ونوه العموش ان المسألة ليست موقفاً عاليا بين الناس ولكنها مسؤولية تفرض على العلماء ما لا يفرض على غيرهم وبهذا اقترن ذكرهم بذكر الحكام وصار صلاح المجتمع متوقفا على صلاح هاتين الفئتين.
واشار العموش الى انه عند التدقيق فالعلماء هم الذين يقدمون النصح للحكام لأنهم الأعلم بحكم الله تعالى وبهذا صار العلماء في المرتبة الأولى ما يفسر ميراثهم للنبوة.
والرابطة التي اسسها نخبة من العلماء والمفكرين واصحاب الفضيلة في الشرع الحنيف ليس لها أية غايات او نشاطات في الحقول السياسية والطائفية وتقدم خدماتها الى جميع المواطنين على السواء.
القضاة : تقريب المفاهيم بين العلماء
وقال عضو الهيئة التأسيسية للجمعية الدكتور امين القضاة «ان الرابطة تهدف الى توثيق الصلة بين علماء الشريعة في الاردن وتقريب المفاهيم بين العلماء وصولا الى توحيدها والقيام بواجب ايضاح الفكر الاسلامي المستمد من كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه افضل الصلاة والتسليم ونشره والدعوة الى الاعتدال ونبذ التطرف والغلو .
وأضاف ان الرابطة تهدف ايضا الى الرد الفكري على المسيئين للإسلام من اعدائه وجهالة ،وتفعيل رسالة عمان وشرح مضامينها في الداخل والخارج والدعوة الى المحافظة على المقدسات الامة الاسلامية ودعم اماني الشريعة الاسلامية في وحدتها وتضامنها .
وقدم عضو الهيئة التأسيسية للرابطة الدكتور سليمان الدقور عرضا موجزا لأهداف الرابطة وشروط الانتساب اليها اضافة الى النشاطات التي تقوم بها خصوصا نشر المؤلفات والبحوث العلمية الشرعية واقامة المؤتمرات العلمية.
وحضر الحفل الذي اقيم على مدرج الحسن بن طلال في الجامعة وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبد السلام العبادي ووزير الشباب والرياضة الدكتور محمد نوح القضاة وسماحة قاضي القضاه الدكتور احمد هليل وعدد كبير من العلماء ورجال الدين الاسلامي ونواب رئيس الجامعة وحشد من طلبة الجامعة.