العربية.نت
قتل 37 شخصاً، بينهم عناصر في الشرطة والجيش، وأصيب العشرات في هجمات متفرقة وقعت اليوم الخميس، استهدفت بغداد ومناطق تقع إلى شمالها، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية لوكالة فرانس برس.

وأضافت المصادر أن التفجيرات - وهي الأعنف منذ مقتل 50 شخصاً في 20 مارس/آذار الماضي - تمت من خلال سلسلة هجمات مشابهة، شملت أكثر من 17 موقعاً في 6 محافظات.

وقتل 22 مدنياً و10 عناصر في الشرطة واثنان من الجيش وثلاثة من عناصر الصحوة في هذه الهجمات، التي لم تتبنها أي جهة، علما أن تنظيم القاعدة في العراق سبق أن تبنى هجمات مماثلة في الماضي.

وأكدت وزارة الداخلية في بيان أن "العصابات الإرهابية أقدمت على تفجير عدد من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة"، معتبرة أن هذه "العصابات تريد بذلك التواصل مع داعميها الإقليميين بالحصول على إمدادات مالية".

وأوضح مصدر في وزارة الداخلية لفرانس برس أن "17 شخصا قتلوا في بغداد ومحيطها، وأصيب 97 بجروح في سلسلة انفجارات وقعت صباح اليوم". وأحد هذه الانفجارات استهدف موكب وزير الصحة.

وذكر المصدر أيضا أن "جنديا قتل وأصيب ستة بجروح في هجوم انتحاري ضد مقر للجيش في الطارمية (45 كلم شمال بغداد)".

وفي سامراء، قتل ثلاثة من عناصر الصحوة وأصيب ستة بجروح في هجومين بسيارتين مفخختين استهدفا نقطتين للتفتيش يقيمها عناصر من الصحوة وسط المدينة، وفقا لمقدم في شرطة سامراء وقائد صحوة المدينة مجيد عبدالله.

ومن جهته، قال العميد سرحد قادر، في كركوك إن "مسلحين استهدفوا قرية "الملحة" بست عبوات ناسفة، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ضابط برتبة رائد في الجيش وإصابة ستة بجروج"، بالإضافة إلى استهداف منزل مدير عام هيئة الاستثمار صلاح عبدالرحيم البزاز.

وفي وقت لاحق، استهدفت سيارة مفخخة موكب العميد في الشرطة طه صلاح الدين في جنوب كركوك (240 كلم شمال بغداد)، ما أدى إلى مقتل شرطيين وإصابة 15 شرطيا ومدنيا بجروح، وفقاً لمصدر أمني رفيع المستوى.

وفي بعقوبة (60 كلم شمال بغداد)، قتل ضابط في الشرطة برتبة ملازم أول وأصيب أربعة من أفراد عائلته جراء هجوم انتحاري، استهدف الضابط داخل منزله، وفقا لمصدر في الجيش العراقي ومصدر طبي في مستشفى بعقوبة.

وانفجرت سيارة مففخة في وسط بعقوبة، ما أدى إلى مقتل عنصرين في الشرطة وإصابة شرطيين آخرين بجروح، وقتل شرطي بنيران مسلحين مجهولين في المنصورية شمال بعقوبة، فيما أصيب ستة أشخاص بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين في شمال وغرب بعقوبة.

وقتل أحد عناصر الشرطة وأصيب اثنان آخران بجروح في هجوم مسلح استهدف مقراً للشرطة في الحديد (15 كلم غرب بعقوبة). وفي بيجي الواقعه شمال بغداد، أصيب أحد العاملين في مصفى نفط بيجي بجروح جراء هجوم مسلح بقذائف صاروخية، بحسب مصدر في الشرطة.

وفي السياق ذاته قتل شخص وأصيب تسعة بجروح بينهم أربعة من عناصر الشرطة في انفجار سيارتين مففختين استهدفتا دورية للشرطة وسط الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، وفقاً لمصادر في الشرطة.

وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، أعلن مصدر في الشرطة إصابة ثلاثة أشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة داخل مطعم وسط المدينة.

وجاءت انفجارات اليوم في وقت يشهد العراق أزمة سياسية مستمرة منذ انسحاب القوات الأمريكية نهاية العام الماضي، على خلفية اتهامات لرئيس الوزراء نوري المالكي بتهميش خصومه السياسيين.

ردود سياسيةوفي شأن ذي صلة حملت النائبة ميسون الدملوجي وهي المتحدثة باسم قائمة "العراقية" التي يقودها إياد علاوي رئيس الحكومة "المسؤولية عن تحقيق الأمن والسلامة للمواطنين"، منتقدة في بيان "ضعف الخطط الأمنية".

كما طالب رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي "قادة الأجهزة الأمنية بتحمل مسؤولياتهم"، معتبراً أن الهجمات تأتي "تزامناً مع سعي جهات معينة في استغلال الأزمات الداخلية من أجل بث الفتنة الطائفية والعنصرية".

يذكر أن أعداد ضحايا العنف في العراق تراجعت في مارس/آذار إلى مستوياتها الأدنى منذ اجتياح البلاد، حيث قتل 112 عراقياً وفقا لأرقام رسمية.