عمان- بترا - استقبل رئيس الوزراء عون الخصاونة في دار رئاسة الوزراء اليوم الاحد الامين العام لاتحاد الحقوقيين العرب شبيب المالكي واعضاء المكتب الدائم للاتحاد الذي يعقد اجتماعات دورته الرابعة والثلاثين في عمان تحت شعار (العدالة الإنتقالية وحكم القانون في الوطن العربي).
ورحب رئيس الوزراء خلال اللقاء الذي حضره وزير الدولة للشؤون القانونية وزير العدل ابراهيم الجازي بعقد اجتماعات الاتحاد في عمان، متمنيا لهم التوفيق في خدمة الاهداف التي يسعى الاتحاد لتحقيقها في تعزيز مسيرة العمل الحقوقي العربي المشترك.
واستعرض الخصاونة جملة القوانين والتشريعات التي انجزتها الحكومة في مجال الاصلاح الشامل، مؤكدا ان الحكومة ارسلت رزمة القوانين الاصلاحية الناظمة للحياة السياسية وهي الان تسير في مراحلها الدستورية.
واشار رئيس الوزراء الى ان الحكومة ستعمل خلال الفترة المقبلة على انشاء الهيئة المستقلة للاشراف على الانتخابات بعد ان صدرت الارادة الملكية السامية بالموافقة على قانونها، مؤكدا تصميم الحكومة على رفد الهيئة بالقيادات والكفاءات المؤهلة ممن يتحلون بصفات النزاهة والشجاعة.
واكد ان انتقال عملية الاشراف والادارة للانتخابات من الحكومة الى الهيئة من شانها ضمان نزاهة الانتخابات.
وبين ان الحكومة انجزت مشاريع قوانين الاحزاب والمحكمة الدستورية والانتخاب والبلديات والهيئة المستقلة للاشراف على الانتخابات، لافتا الى انه من الطبيعي ان يثير مشروع قانون الانتخاب نقاشا بين العديد من الاطياف السياسية وهو الان ملك لمجلس الامة صاحب الصلاحية في اقراره وادخال التعديلات التي يعتقد انها مناسبة عليه.
واضاف بهذا الصدد "ان مسؤولية الحكومة وواجبها تبقى في الدفاع عن القانون ودعمه وتاييده بالحجج والبراهين واستحضار السوابق القانونية التي تصب في مصلحة القانون".
وشدد رئيس الوزراء على ايمانه بانه لا بديل في العالم العربي عن الاصلاح الحقيقي الذي يعد حكم القانون اهم مظاهره " وتاريخ العرب والاسلام هو تاريخ العدل"، لافتا الى ان الديمقراطية ليست مجرد انتخابات ولا هي هدف بحد ذاتها بل يجب ان تكون وسيلة لتحقيق العدالة التي هي المطلب الاسمى.
وقال الخصاونة "ان للربيع العربي وجهان فمن جهة كان نعمة واثبت ان الامة العربية امة حية ومن جهة اخرى جلب هذا الربيع الفوضى وعدم الاستقرار"، مؤكدا ضرورة ان يكون اي حكم موجه لصالح الشعب ومحكوم بقوانين ودساتير. وقال رئيس الوزراء اننا فخورون في الاردن اننا وبعد اكثر من عام على الحراك المطالب بالاصلاح يسجل لنا انه لم يتم اراقة الدماء او الاستعمال المفرط للقوة مضيفا "انا لست ضد الحراك ولكن اتمنى ان لا يصبح غاية في حد ذاتها".
وشدد الخصاونة انه لا بد من التعامل مع مطالب الشعوب العربية بحكمة واعطاء الناس حقوقهم السياسية، مؤكدا انه من واجب الجميع النأي بالربيع العربي عن الفوضى.
وكان المالكي اعرب عن شكر الاتحاد للاردن ملكا وحكومة وشعبا على استضافة مقر الاتحاد وعقد سبع دورات له في عمان.
واكد ان الاتحاد يتابع باهتمام فترة الاصلاحات الديمقراطية واسعة النطاق التي يمر بها الاردن وتاتي في صلب اهتمامات الاتحاد مثل الاصلاح التشريعي واستقلال القضاء والديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة.
كما تحدث عدد من اعضاء المكتب الدائم للاتحاد حيث اشادوا بالخطوات الاصلاحية التي ينتهجها الاردن، مؤكدين ان الاصلاح الذي يبدأ من الحاكم يكون اسهل وافضل ويجنب البلاد الاثمان الباهضة التي تدفعها بعض الدول حاليا.
واكدوا ان الاردن شهد خلال السنوات الاخيرة خطوات ايجابية على صعيد تعزيز حقوق الانسان والتعددية وتطوير الدستور كخطوة على الطريق الصحيح لاستكمال الديمقراطية.
وقالوا "ان العدل وسيادة القانون هو الذي تنشده الشعوب العربية وانتم خير من يمثل هذه القيم".