عمان - ماجد الامير - نجحت جهود نيابية قادها النائب الاول لرئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ونواب برأب الصدع وانهاء الازمة التي حدثت بين رئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي والنائب بسام حدادين عقب كلمة من الدغمي رد فيها على مقالات الاخير دون ان يسميه في كلمته.
ودخل الدغمي وحدادين يدا بيد تحت القبة كرسالة عن انتهاء الازمة بينهما.

وكان رئيس مجلس النواب القى كلمة قال فيها « لانني لا املك سوى هذا المنبر ارجو ان تسمحوا لي بان اوضح لكم جميعا بان احد الزملاء دأب على مهاجمة المجلس ومهاجمتي شخصيا وباعتباري رئيسا للمجلس الذي اتشرف برئاسته وذلك من خلال زاويته في احدى الصحف اليومية في مقالات متكررة «.
واضاف «وعندما بدأ في مقالته الاولى اتصلت معاتبا الزميل والصديق على زميله وصديقه واجاب انني متجاهله وارفض ان اقابله ، استغربت ذلك الكلام منه وطلبت منه الاعتذار لانني اتصلت مع مكتبي مصدقا انني لا اقابله فابلغوني انه حضر ذات مرة وكان لدي وفد اجنبي او سفير في زيارة محددة بموعد رسمي واتفق مع مدير المكتب على الحضور صباح اليوم التالي وحضرت للانتظار ولكنه لم يات «
وتابع الدغمي في الجلسة التي عقدت امس برئاسته وحضور رئيس الوزراء عون الخصاونة وهيئة الوزارة «تغاضيت عن الامر في المقال الاول رغم الاساءات الشخصية والافتراءات التي حملها المقال وترفعت عن الرد في المقال من اساءات واعتقدت انها سحابة صيف عابرة مع زميل وصديق بيني وبينه علاقة تاريخية طيبة
وفوجئت بمقالة ثانية وثالثة تحمل اساءات لي لا ذنب لي بها وراجعني الكثير من الزملاء النواب والسياسيين والصحفيين طالبين مني تصريحا او ردا على هذه الاساءات والافتراءات الا انني بطبعي ترفعت عن الرد على زميل وسمو اخلاقي لا تجعلني انزلق وانحدر الى هذا المستوى من فقدان الكياسة والضرب تحت الخاصرة معتقدا هو انني ضيق الصدر وساتصرف بردة فعل تجعل مني جلادا او تجعل منه ضحية كي بستغلها في الانتحابات القادمة لانه وعلى ما يبدو بدأ معركته مبكرا.
وقال «لكني وبعد ان قرأت ما كتبه البارحة في مسلسل الهجوم على المجلس ورئيس المجلس وما حمله المقال من كلمات رخيصة اربأ بالزميل ان يستعملها او يذكرها بمقالة صحفية على الملأ واربأ به ان ينحدر الى هذا المستوى من التنكر للاعراف والانظمة والقوانين والتنكر ايضا للصداقة التاريخية والزمالة الطويلة التي تحظر عليه ان يستعمل هكذا الفاظ».
واضاف «وعرفت انها مسلسل ممنهج ومدعوم من جهة رسمية اعرفها انا ويعرفها هو وما دام ان الامور وصلت الى هذا الحد فانني مرغم ان اوضح لزميلاتي وزملائي اسباب مسلسل الهجوم الممنهج ضد المجلس وضدي».
وقال الدغمي «لقد تقدم لي الزميل في بداية عهدي برئاسة المجلس بمذكرة عادية يقول فيها انه تلقى دعوة من رئيس دولة شقيقة وانه شكل وفدا لهذه الزيارة وانه رغب باخذ مياومات مالية لهذه السفرة: ولما عرضت الامر على المختصين في امانة المجلس لم يكن هناك اية ورقة تشير الى وجود هذه الدعوة التي يذكرها الزميل بمذكرته وبالتالي فان اي صرف مالي سيكون مخالفا للقانون والانظمة فرفضت الصرف له فغضب بعدها ولا ادري ان غضبه تحول الى حقد، فاذا كان تطبيق القوانين والانظمة يؤدي الى هذا الحقد من زميل يدعي انه اصلاحي وتقدمي وانه مع انني اعلم انه يعلن ما لا يبطن فانا وبحكم زمالتي الطويلة معه اعلم ما هو وكيف يفكر ولكني بطبعي لا اقف عند مثالب الاصدقاء واتغاضى عنها ما امكن واحاول ان اعظم ايجابياتهم لاعتقادي ان الكل لديه سلبيات كما لديه ايجابيات لكنها نسبية تزيد او تنخفض حسب ثقافة وتفكير كل انسان وما زاد الطين بلة ان الزميل قد ازداد حقده عندما شطبت كلمة له من المحضر تلفظ بها مستهزئا او مسفها لرأي زميل اخر له اثناء اجتماع المجلس».
واضاف «انني ومن خلال هذا المنبر اتوجه لكم جميعا ايها الافاضل بانني لن اسكت بعد اليوم عن اية اساءة قد تصدر من هذا الزميل وساكشف طلبات الاستجداء المالية التي يقدمها ويعتقد انني لا اعلم عنها فمن يمد يده مستجديا وبيته من زجاج لا يرجم الناس بالحجارة وعليه ان يحترم المجلس ورئيسه كما ينص على ذلك النظام الداخلي الذي يتحجج به كلما كتب مقالا او تكلم امرا الا يعلم الزميل ان النظام الداخلي يمنعه من الاساءة الى المجلس او رئيسه».
وتابع «واعود الى بيان المجلس فقد اطلع المكتب الدائم على تصريحات الدكتور المحترم عبد اللطيف عربيات الشيخ الجليل المعروف برزانته واعتداله الذي اتشرف بانني كنت نائبا اولا له اثناء رئاسته لهذا المجلس الكريم واعتز بصداقته وزمالته وقد استهجن المكتب الدائم ان تصدر مثل هذه التصريحات عن شخص بهذا الحجم من الاعتدال والرزانة فقرر المكتب بعد اتصالات عديدة من كثير من النواب ان يصدر بيانا يرد فيه على هذه التصريحات وكما رايتم كان ردا رزينا ومعتدلا ومفندا لكل الكلام غير المنطقي الذي ورد على لسان الدكتور الفاضل عربيات ولم يكن هناك اية اساءة في الرد لمعاليه بل ان الرد بمجمله كان يحمل عتابا الى معالي الدكتور عربيات لانها المرة الاولى التي نرى فيها مثل هذا الكلام في هذا الظرف الذي يستوجب منا ان نوحد ولا نفرق وان نبني ولا نهدم وان نتحاور ولا نتهاتر فمن انبأك ايها الزميل اننا غب الطلب واننا من قوات التدخل السريع وانت الذي يعلم والكل يعرفك انك تبيع قمحا وتكيل شعيرا وانت المتكسب بمقالاتك ومواقفك التي لم تعد تنطلي على احد».
وعقب انتهاء الدغمي من كلمته طلب حدادين الرد الا ان الدغمي رفض وساد توتر تحت القبة واحتج النواب جميل النمري ومحمد زريقات ثم اصر الدغمي على السير بجدول الاعمال الامر الذي ادى الى احتجاج نواب وخرجوا من الجلسة وجلسوا في الشرفات وهم النواب بسام حدادين وعبدالجليل سليمات والشايش الخريشه ومحمد زريقات وجميل النمري وتمام الرياطي ووفاء بني مصطفى واحمد الشقران وجمال قمو.
النائب مصطفى شنيكات موجها الحديث لرئيس المجلس «أنت الرجل المحامي والنائب المخضرم وتعلم النظام الداخلي، و من حقك ان تتحدث ومن حق الطرف الاخر ان يرد على الكلام الذي قلته وحق الكلام لأعضاء المجلس.. انت رئيسنا وعليك ان تتحمل مسؤولية..ولا بد من أن تسود الديمقراطية والرأي والرأي الاخر».
وأشار إلى أهمية أن يرد حدادين وقال «رغم انني غير مقتنع بما تحدثت به ومن الممكن ان تتكلمه في مكان آخر وليس تحت القبة».
الدغمي رد: أنا ليس لي منبر غير هذا وغيري استعمل منبره الصحفي.. والمؤامرة اكبر من هيك.. وزاد «تعرضت للإساءة المرة الاولى والثانية والثالثة وان الامر ممنهج واساءات بالغة جداً وكرامتي جزء من كرامتكم».
النائب عبلة أبو علبة قالت « ارجو في الظروف الاستثنائية أن يراعى كل ما يطرح ،ويتسع المجلس لكل ما يطرح بلغة سياسية رفيعة ويسمح للجميع بمناقشة آرائهم ومواقفهم وعلينا ان نحترم حق الاختلاف».
وأضافت «سيُعرض مشروع قانون الاحزاب وفي مضمونه حق الاختلاف مع الاخر وسط بيئة آمنة وجو سياسي وكل المشاريع الاصلاحية اقترح ان تعمل على ما يلي: تدعو الزملاء للعودة إلى الجلسة وان تكون القبة مكانا للحوار وان نحترم حق الاختلاف».
النائب عاطف الطراونة قال «كان الاولى أن نفند التهم عبر الدائرة الاعلامية حتى لا تكون الامور شخصية واتمنى ان نعود للحوار ونكون محل امل وطموح في التشريعات فنحن نمر في ظروف عصيبة».
النائب يحيى عبيدات أشار إلى أن هناك نواباً يهاجمون المجلس من خلال الصحافة واراقب من تاريخ دخولي الى المجلس أن من يهاجم البرلمان وهم اكثر من زميل لا نجدهم عندما تكون هنالك قوانين ولا يصوتون وكانهم يهاجمون لاسباب شخصية.
النائب محمد الدوايمة قال «يجب على الاقلية ان تحترم الاكثرية وان تحترم الاكثرية حق الاقلية في الاختلاف، مطالبا السماح لحدادين بالرد.
واثر المداخلات النيابية قاد النائب الاول لرئيس المجلس عاطف الطراونة وعدد من النواب جهودا لراب الصدع بين رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي والنائب بسام حدادين وتوجه الى الشرفة واقنع النواب بالعودة الى قاعة التشريفات للحوار حول ما حدث والمصالحة.
ونجحت الجهود فدخل الدغمي وحدادين يدا بيد تحت القبة، فطلب الدغمي الحديث من رئيس الجلسة النائب خليل عطية الذي حيا النائبين على حدوث المصالحة بينهما.
وقال الدغمي «ما كان يجب أن يحصل ما حصل أما وقد حصل فالاختصار أفضل، ودفن الكلام خير من تفتيشه لأن الشيطان يدخل في التفاصيل».
وقبل ان يبدأ حدادين بالحديث تدخل النائب يحيى السعود احتجاجا على منح حدادين الكلام، موجها عددا من الشتائم بحق النائب حدادين، الا ان النواب حالوا دون ان يصل السعود الى حدادين.
حدادين قال أتمنى لو أن حديث الدغمي ابتداءً لم يكن تحت قبة البرلمان وقال «ما كنت ارغب أن يتحدث معالي الرئيس في موضوع اجتهاد رأي فردي من على المنصة» ، مؤكداً على إحترامه لمجلس النواب والنواب جميعهم.
وقال «كتبت واستعملت وسائل الاعلام للتعبير عن الراي وكان رأيا سياسيا لا اقصد فيه الاساءة لاي شخص كان وما كتبته كان رايا سياسيا نقديا ربما كان حادا لكنه بقصد المصلحة العامة».
واضاف «لا اقبل لزميلي الدغمي ان يغضب والخلاف في الراي لا يفسد للود قضية»
وقال النائب الشايش الخريشا قال «الكل يجب أن يلتزم بالأدب وما جرى بين الدغمي وحدادين حصل بين اخوين وانتهى».
وقال النائب محمود الخرابشة «هذه الديمرقراطية الاردنية تتسع لكل الاراء».
وكان مجلس النواب قرر تأجيل مناقشة طرح الثقة بوزير الشباب لمدة عشر ايام بناء على طلب من الحكومة.
كما قرر تحويل طلب النائب العام المتعلق بموضوع الكازينو الى المجلس العالي لتفسير الدستور مفوضا رئيس المجلس بتوجيه السؤال.
وكان النائب العام طالب موافقة مجلس النواب السير باجراءات احالة رئيس الوزراء السابق معروف البخيت والوزراء السابقين خالد الايراني ، محي الدين توق ، سهير العلي ، سالم الخزاعلة ، عادل الطويسي ، حسني ابوغيدا وباسم الروسان الى القضاء.
وشرع المجلس بعد ذلك بمواصلة نقاش قانون الدواء والصيدلة المؤقت واقر عددا من مواده .