بغداد - حاتم العبادي - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة ايجاد صياغة مقاربة استراتيجية عربية جماعية وموحدة ومتماسكة لمواجهة التحديات المصيرية التي تواجه الامة العربية، بتناغم واقتدار بما يصون المصالح والمقدرات العربية، وتعزز امكانيات التأثير على الاحداث التي تمس القضايا العربية المختلفة.

وقال جلالة الملك في كلمته في القمة العربية في بغداد التي القاها رئيس الوزراء عون الخصاونة مندوب جلالته، ان القمة العربية تنعقد، في ظروف إقليمية وعالمية استثنائية، وفي زمن يشهد فيه عالمنا العربي، تحولات وتحديات مصيرية، تفرض علينا مسؤوليات كبيرة، لبلورة رؤى إستراتيجية موحدة، لحماية مصالح أمتنا، وتعزيز إمكانياتنا وطاقاتنا، للتأثير في مسار الأحداث، التي تمس أمتنا.

واكد جلالته دعم الاردن لكل جهد مبارك يهدف إلى تحقيق التضامن العربي الحقيقي، وإلى تجاوز كل الخلافات العربية-العربية، والتي يفتح وجودها واستمرارها الباب واسعا لتدخل الغير في شؤون بيتنا العربي معربا جلالته عن ثقته بان العمل العربي المشترك سيشهد بقيادة العراق الشقيق، نقلة نوعية باتجاه المزيد من التطور والتعاون.

ولفت جلالته الى ان الأردن الذي تأثر مثل سواه، بالانعكاسات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية الصعبة، يواجه ومنذ سنوات، الكثير من المعيقات والتحديات الاقتصادية، وفي مقدمتها التصاعد في أسعار الطاقة، وعدم الاستقرار في إقليمنا الملتهب، وأعباء الدين التي تستنزف الموازنة العامة للأردن.

واضاف جلالته « أمام مثل هذا الواقع، الذي يعاني منه، عدد كبير من الدول العربية، فقد بات الأمر، يتطلب منا جميعا العمل معا، من أجل بناء شراكات اقتصادية قوية، لمواجهة التحديات الاقتصادية، وتحقيق النمو الاقتصادي، الذي يوفر لجيل الحاضر سبل الحياة الكريمة، ويحفظ للأجيال العربية القادمة مستقبلها» .

كما اكد جلالته ان القضية الفلسطينية، هي جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وان المنطقة ستبقى ، تعاني من حالة التوتر وعدم الاستقرار، وسيبقى هناك خوف وقلق، من مخاطر مستقبلية ستواجهها المنطقة، وتجرها إلى الهاوية ويدفع بها نحو المجهول، إذا لم يتم التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والقائم على حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ، والقابلة للحياة على أساس خطوط1967 وعاصمتها القدس.لافتا جلالته الى ان هذا الحل، يشكل السبيل الوحيد لإنهاء عقود طويلة من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وقال جلالته « أما بالنسبة لما يجري في سوريا الشقيقة، فإن موقفنا يقوم على أساس إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ، في إطار البيت العربي المتمثل في خطة الجامعة العربية ، ودعم مهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية» مجددا دعوة الاردن إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في محنته التي يمر بها، وأن يكون هناك حوار جاد بين النظام والشعب للخروج من دوامة العنف والدمار، والحفاظ على إرثها الحضاري والإنساني.

وشدد جلالة الملك عبدالله الثاني على ان امن دول الخليج العربية هو امر تعيره الاردن ا جل الاهتمام وهو جزء اساسي من امننا الوطني

واختتمت القمة امس باقرار إعلان بغداد الذي تضمن تسعة محاور رئيسية زهاء (49) بندا، ابرزها الازمة السورية والقضية الفلسطينية والاوضاع في عدد من البلدان العربية.

واكد القادة العرب وممثلوهم في الاعلان عن الدعم الكامل لمدينة القدس وأهلها الصامدين والمرابطين على أرضهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل عليهم وعلى مقدساتهم وخاصةً على المسجد الأقصى المبارك والتأكيد على الدور التاريخي الذي يضطلع به جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات الدينية، والدور الذي تقوم به الأوقاف الإسلامية في إدارة شؤون الحرم القدسي الشريف.

ووجهت القمة تحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني في نضاله للتصدي للعدوان الإسرائيلي المستمر عليه وعلى أرضه ومقدساته وتراثه، ودعم صموده من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة وعاصمتها القدس الشرقية، اعتبار المصالحة الفلسطينية ركيزة أساسية ومصلحة عُليا للشعب الفلسطيني وندعو إلى الالتزام بتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية الموقع في القاهرة .

وفي الشأن السوري اكدت القمة على ضرورة التنفيذ الفوري والكامل لمبادرة المبعوث الاممي والعربي الامين العام السابق للامم المتحدة والنقاط الست الواردة فيها حتى يمكن وقف نزيف الدماء والبدء بحل سياسي سلمي للازمة السورية وفقاً لقرارات المجلس الوزاري العربي في هذا الشأن.

وشددت القمة على تسوية الخلافات العربية بالحوار والالتزام بالتضامن العربي، والإشادة بالتطورات والتغييرات السياسية التي جرت في المنطقة العربية وبالخطوات والتوجهات الديمقراطية الكبرى والتي رفعت مكانة الشعوب العربية.

وجددت القمة ادانة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأياً كان مصدره ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وضرورة العمل على اقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وإزالة العوامل التي تُغذيه، ونبذ التطرف والغلو والابتعاد عن الفتاوى المُحرضة على الفتنة وإثارة النعرات الطائفية، وحث المؤسسات العربية المعنية على زيادة التنسيق فيما بينها لمكافحته.